لم يتغير حال السوق الدرامي في سورية كثيراً، خاصة على صعيد علاقات شركات الإنتاج مع القنوات الفضائية، رغم تبدّل الواجهة الرأسمالية للنظام، والمتمثلة في صعود اسم رجل الأعمال سامر الفوز، إذْ وضع الفوز يده على أملاك شركة "حمشو" التجارية، بما فيها شركة "سما الفن"، أي حاز النسبة الأكبر من قطاع الإنتاج الدرامي الخاص، إضافة إلى امتلاكه وسائل الإعلام. ترافق ذلك مع تغييرات أجراها وزير الصناعة في حكومة النظام، شملت تعيينات جديدة في غرفة صناعة السينما والتلفزيون. تحاول الدراما السورية القيام مجدداً، وذلك عبر إنتاجات يبدو أنّها ذات مستوى جيد، قياسًا إلى السنوات السابقة. ويبدو أن الحظر على استيراد أو شراء المسلسلات السورية قد انتهى، في ظل انفتاح عربي بدأ يزداد على شركات الإنتاج السورية، بعيداً عن التوجه السياسي العام.
بتركيزها على واقع العرض التلفزيوني، استطاعت الدراما السورية أنّ تمر بسلام من النفق الذي وقعت فيه، خلال العامين الماضيين. إذْ اخترق مسلسل "سلاسل ذهب" جدار المناعة في القنوات الإماراتية، بل وعبر إلى "تلفزيون دبي"، في حين صنعت مؤسسة "أبوظبي للإعلام" سوقاً دخيلاً للدراما السورية، مستفيدة من تطبيع علاقات النخبة الحاكمة في الإمارات مع النظام في دمشق، وذلك عبر شركة "ISEEMEDIA" والمنتج، مفيد الرفاعي، ولتقتنص فرصة عرض خمسة أعمال صورت في سورية خلال موسم رمضان دفعةً واحدة.
أما المغامرة الأكبر فكانت في دخول مسلسل "حرملك" حلبة المنافسة الرقمية عبر بيع حقوق عرضه لشبكة نتفليكس، ليكون أول عمل سوري يعرض في الشبكة خلال موسم رمضان، وذلك بعد شراء الشبكة نفسها لعدة مسلسلات عربية مشتركة، الأمر الذي سيؤدّي إلى تصدير الدراما السورية من بوابة جديدة، وعبر إنتاج ضخم، يجمع عدداً كبيراً من النجوم السوريين، ويجري تصويره بين مدينة العين الإماراتية وجبل لبنان، تحت إدارة المخرج تامر إسحاق.
اقــرأ أيضاً
كما أنَّ مسلسل "ترجمان الأشواق" سينال حالة عرض خاصة، وذلك بعد عامين من المنع تحت أمر الرقابة التلفزيونية في جهاز المخابرات السوري، وعقب إقحام مشاهد أعيد تصويرها لتعديل خط الشخصية الدينية في المسلسل. لكن ذلك لا يلغي فكرة التحدي في ذهن المخرج محمد عبد العزيز، في إيصال المسلسل المزعج للسلطة إلى العرض التلفزيوني.
وبينما تحل الإنتاجات العربية المشتركة بما تحتويه من عناصر سورية، على قنوات العرض في شبكة MBC، ما زال الغموض يلف قائمة العرض لدى قناة "BeIN دراما" والتي ستغدو مفتوحة للمشاهدة ابتداء من شهر رمضان، تمهيداً لقناة المنوعات المتوقع إطلاقها خريف العام الجاري. أما القنوات اللبنانية فلم تكشف عن جعبتها الرمضانية، رغم ترجيح حضور حصة أكبر من المسلسلات السورية على قناة "الجديد"، ولا سيما العرض الأول لمسلسل "دقيقة صمت" لصالح عرض أعمال مشتركة ولبنانية على قناتي LBCI وMTV.
كما تحاول مسلسلات الإنتاج المتوسط والمنخفض أن تحجز مقاعدها على قنوات العرض المحلية، خصوصاً مع ضبابيّة تسويق مسلسل "مسافة أمان" إلى القنوات العربية، ومع تصدّر الفنانين سلافة معمار وكاريس بشار وقيس الشيخ نجيب مقاعد البطولة، وذلك بعد فشل شركة "إيمار الشام" في تسويق مسلسل "الواق الواق" العام الماضي، واكتفائها بعرضه على قناتها الخاصة، وهذا ما قد يكون مصير مسلسل "كونتاك" للشركة المنتجة نفسها، والقائم على نمط اللوحات الكوميدية.
بذلك، يكون حال الدراما السورية أفضل من المصرية التي تتعثر الآن في إتمام عدة مشاريع قيد الإنجاز، وذلك وسط حركة أموال داخل سورية بين رجال المرحلة الاقتصادية الجدد، في مناخ يشابه كثافة الإنتاج المصري عقب ثورة يناير. على عكس حال المشهد الدرامي الحالي في مصر، والذي ساء بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وسيطرة المخابرات على كافة مفاصل عملية الإنتاج. فهل تشكل حركة النشاط في الإنتاج السوري حالة مؤقتة هي رهن الظروف السياسية؟ أم ستنجح الدراما السورية في إعادة التسويق لنفسها عربياً من جديد؟
أما المغامرة الأكبر فكانت في دخول مسلسل "حرملك" حلبة المنافسة الرقمية عبر بيع حقوق عرضه لشبكة نتفليكس، ليكون أول عمل سوري يعرض في الشبكة خلال موسم رمضان، وذلك بعد شراء الشبكة نفسها لعدة مسلسلات عربية مشتركة، الأمر الذي سيؤدّي إلى تصدير الدراما السورية من بوابة جديدة، وعبر إنتاج ضخم، يجمع عدداً كبيراً من النجوم السوريين، ويجري تصويره بين مدينة العين الإماراتية وجبل لبنان، تحت إدارة المخرج تامر إسحاق.
كما أنَّ مسلسل "ترجمان الأشواق" سينال حالة عرض خاصة، وذلك بعد عامين من المنع تحت أمر الرقابة التلفزيونية في جهاز المخابرات السوري، وعقب إقحام مشاهد أعيد تصويرها لتعديل خط الشخصية الدينية في المسلسل. لكن ذلك لا يلغي فكرة التحدي في ذهن المخرج محمد عبد العزيز، في إيصال المسلسل المزعج للسلطة إلى العرض التلفزيوني.
وبينما تحل الإنتاجات العربية المشتركة بما تحتويه من عناصر سورية، على قنوات العرض في شبكة MBC، ما زال الغموض يلف قائمة العرض لدى قناة "BeIN دراما" والتي ستغدو مفتوحة للمشاهدة ابتداء من شهر رمضان، تمهيداً لقناة المنوعات المتوقع إطلاقها خريف العام الجاري. أما القنوات اللبنانية فلم تكشف عن جعبتها الرمضانية، رغم ترجيح حضور حصة أكبر من المسلسلات السورية على قناة "الجديد"، ولا سيما العرض الأول لمسلسل "دقيقة صمت" لصالح عرض أعمال مشتركة ولبنانية على قناتي LBCI وMTV.
كما تحاول مسلسلات الإنتاج المتوسط والمنخفض أن تحجز مقاعدها على قنوات العرض المحلية، خصوصاً مع ضبابيّة تسويق مسلسل "مسافة أمان" إلى القنوات العربية، ومع تصدّر الفنانين سلافة معمار وكاريس بشار وقيس الشيخ نجيب مقاعد البطولة، وذلك بعد فشل شركة "إيمار الشام" في تسويق مسلسل "الواق الواق" العام الماضي، واكتفائها بعرضه على قناتها الخاصة، وهذا ما قد يكون مصير مسلسل "كونتاك" للشركة المنتجة نفسها، والقائم على نمط اللوحات الكوميدية.
بذلك، يكون حال الدراما السورية أفضل من المصرية التي تتعثر الآن في إتمام عدة مشاريع قيد الإنجاز، وذلك وسط حركة أموال داخل سورية بين رجال المرحلة الاقتصادية الجدد، في مناخ يشابه كثافة الإنتاج المصري عقب ثورة يناير. على عكس حال المشهد الدرامي الحالي في مصر، والذي ساء بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، وسيطرة المخابرات على كافة مفاصل عملية الإنتاج. فهل تشكل حركة النشاط في الإنتاج السوري حالة مؤقتة هي رهن الظروف السياسية؟ أم ستنجح الدراما السورية في إعادة التسويق لنفسها عربياً من جديد؟