نفت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم الأربعاء، فرار قائد عسكري بارز في الجيش يشغل منصب آمر المنطقة العسكرية الثانية، رداً على تقارير نشرها صحافيون جزائريون فارون من البلاد يقيمون في الخارج؛ بسبب ملاحقات قضائية تشملهم.
وأكد بيان للدفاع الجزائرية أنّ قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء مفتاح صواب (عيّن في هذا المنصب في أغسطس/ آب 2019 من قبل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة)، كان موجوداً فعلاً في بلد أوروبي، لكنه كان بصدد العلاج في أحد المستشفيات الأوروبية، بعدما استفاد من تكفل طبي تموله المصالح الصحية والاجتماعية التابعة لوزارة الدفاع الوطني.
وذكر البيان أن القائد العسكري "كان موجوداً في الخارج منذ شهر فبراير/ شباط الماضي في المستشفى في هذا البلد الأوروبي (فرنسا)، ولم يغادر هذا المستشفى للعلاج في أي بلد آخر، إلى غاية يوم أمس الثلاثاء، حيث عاد إلى أرض الوطن بعد أن نصحه أطباؤه المعالجون باستكمال العلاج على مستوى المستشفى المركزي للجيش في العاصمة الجزائرية"، من دون أن يكشف البيان عن طبيعة المرض الذي يعاني منه.
وكان نفس المصدر يردّ على من وصفهم "ببعض الأشخاص الهاربين خارج الوطن والذين يمتهنون الافتراء وتزييف الحقائق وتشويه سمعة الآخرين"، والذين تداولوا "معلومات كاذبة من نسج خيالهم تزعم بأن اللّواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية الثانية كان في حالة فرار في أحد البلدان الأوروبية، وأنه متابع قضائياً من طرف العدالة الجزائرية".
توعدت وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمتابعة هؤلاء الأشخاص قضائياً
وكذّبت الدفاع الجزائرية "بشكل قطعي هذه المعلومات الكاذبة التي يتداولها أشباه صحافيين مأجورين، هم أنفسهم متابعون قضائياً وفي حالة فرار، يمارسون الابتزاز والتغليط لتوجيه الرأي العام بما يخدم أهدافهم المغرضة".
ودانت "مرة أخرى مثل هذه الممارسات الخبيثة"، وتوعدت باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة لمتابعة هؤلاء الأشخاص قضائياً.
ويقصد البيان الصحافي هشام عبود، المدير والمالك السابق لصحيفة "جريدتي"، ونسختها بالفرنسية، والذي زعم أن القائد مفتاح صواب في حالة فرار في الخارج.
ويعتقد أنّ المؤسسة العسكرية في الجزائر قد قررت التفاعل وتطوير سياساتها الاتصالية، والردّ فوراً على أي معلومات مغلوطة ينشرها ناشطون ومعارضون يقيمون في الخارج.
وهذه هي المرة الثالثة في ظرف قصير التي ترد فيها وزارة الدفاع على ما يبثه وينشره ناشطون في الخارج، إذ كانت قبل أيام كذبت تصريحات منسوبة لقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح حول دعم مصر ضد تركيا في ليبيا، واتهمت الأطراف التي تقف خلفها بالسعي لإثارة البلبلة والتأثير على مواقف الجزائر إزاء ليبيا.
وفي مايو/ أيار الماضي، أصدرت وزارة الدفاع بيان تكذيب لمعلومات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي نفس الناشطين في الخارج، بينهم عسكري فصل حديثاً من الجيش ويوجد في الخارج في حالة لجوء، تفيد بوجود حالة تمرد أو عصيان في صفوف العسكريين على خلفية التذمر من استمرار الحجر الصحي وقطع زياراتهم إلى عائلاتهم، بسبب انتشار فيروس كورونا.