نشرت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم الخميس، شريط فيديو حول عملية إحباط محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين على متن باخرة شحن كانت تنقل لحوماً مجمدة من البرازيل.
ويظهر الفيديو عناصر حرس السواحل والجمارك والأمن العسكري وهي تقترب من الباخرة لمحاصرتها وإجبارها على الدخول إلى المرفأ، وصعود عدد منهم إلى سطحها، ثم إنزال حاويات لفحصها عبر جهاز "سكانر"، واستخراج صفائح الكوكايين التي كانت مخبأة داخل حاوية، واستخراج عينة من الكوكايين.
وتضمن الفيديو تصريحاً لقائد فرقة حرس السواحل (لم يذكر اسمه في الفيديو) أكد فيه ما نشرته "العربي الجديد" أمس حول حصول السلطات الجزائرية على معلومات تؤكد وجود مخدرات على متن الباخرة "فيغا ميركوري"، الحاملة للراية الليبيرية.
وكان "العربي الجديد" قد نقل عن مصادر مسؤولة على صلة بالتحقيقات، أن "جهاز الشرطة الدولية (الإنتربول) حصل على معلومات تتعلق بشحن كمية المخدرات على متن الباخرة المتوجهة إلى الجزائر، وأبلغ جهاز الأمن ووزارة الداخلية الإسبانية التي أبلغت عبر وزارة الخارجية، سفيرها في الجزائر، والذي قام بدوره بنقل المعلومات العاجلة إلى السلطات الجزائرية".
وبحسب المصادر، فقد وضعت السلطات الجزائرية خطة للسيطرة الخاطفة على الباخرة قبالة الساحل الجزائري، حيث كان مقرراً أن تفرغ شحنتها اليوم الخميس. وقررت السلطات الجزائرية محاصرتها بقوات من البحرية، وباستخدام سفينتين حربيتين وزوارق مطاطية وبإسناد من مروحية وجهاز تشويش على الاتصالات، لقطع أي اتصالات بين السفينة والشبكة في الجزائر أو في مصدر الشحنة.
وأكد المسؤول في حرس السواحل، في الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع اليوم، أن عملية اقتحام الباخرة التي سبق أن توقفت قبل وصولها إلى الجزائر في ميناء فالونسيا الإسباني، تمّت بمرافقة عسكرية ووسط ترتيبات أمنية دقيقة، مشيراً الى أن سلطات حرس السواحل الجزائرية لا تزال تقوم بتأمين محيط السفينة حتى الانتهاء من كل التحقيقات.
وكانت أجهزة الأمن الجزائرية قد أحبطت مساء الثلاثاء الماضي محاولة تهريب 701 كيلوغرام من الكوكايين كانت محملة على متن سفينة شحن قادمة من البرازيل محملة باللحوم المجمدة، واعتقلت 35 شخصاً في العاصمة الجزائرية ومنطقة وهران وسيدي بلعباس غربي الجزائر، بينهم صاحب الشركة الموردة للحوم والوكيل الجمركي، للتحقيق في القضية.
وأكدت المصادر أن عمليات التوقيف الاستباقي بدأت بالتزامن مع العملية الأمنية بناءً على معلومات مسبقة، ومنعاً لمحاولة هروب المتورطين.
وتعد هذه الكمية الضخمة من الكوكايين المهرب، والذي تمّ ضبطها، أكبر عملية تهريب كوكايين في تاريخ الجزائر، وأثارت صدمة كبيرة لدى الرأي العام الجزائري، الذي أبدى شكوكه من إمكانية أن تكون الشبكة التي حاولت إدخال هذه الكمية الكبيرة من المخدرات، مستندة الى دعم من مستويات معنية في الدوائر الحكومية أو الأمنية.