الدور المغربي في اليمن بعد سقوط الطائرة

13 مايو 2015
يُشارك المغرب بـ6 مقاتلات "أف 16" (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
أعادت حادثة سقوط طائرة مغربية مقاتلة في اليمن، يوم الأحد، موضوع جدوى مشاركة المملكة في التحالف العسكري ضد الحوثيين باليمن، إلى الواجهة. ويحوم الشكّ حول سقوط الطائرة، وهي من نوع "أف 16"، في ما إذا كان الحوثيون هم من أسقطها أو إذا سقطت بسبب عطل تقني. ونتج من سقوط الطائرة فقدان الطيار المغربي، الملازم ياسين بحتي.

واعتبر البعض أن الواقعة تدفع إلى التساؤل عن تكلفة هذه الحرب في اليمن على المغرب، بدعوى أن "لا ناقة له ولا جمل فيها"، بينما أكد مراقبون، أن "مشاركة المغرب في التحالف ضد الحوثيين باليمن، التزام أخلاقي واستراتيجي منه، وأن الحرب ليست نزهة".

وتشارك القوات العسكرية المغربية في التحالف الذي تقوده السعودية، منذ أسابيع خلت، ضد الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في اليمن، من خلال ست مقاتلات من طراز "أف 16" أميركية الصنع، وعدد من الجنود والضباط، الذين كانوا يتواجدون في الإمارات لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، قبل انخراطهم في عملية "عاصفة الحزم" منذ بدايتها.

وفي وقتٍ لم يرد فيه أي ردّ فعلٍ رسمي بعد، إزاء موقف المغرب من استمرار المشاركة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين باليمن، كانت الرباط قد أعلنت عن "تضامنها الكامل والمطلق مع السعودية، والدفاع عنها لدرء أي سوء قد يطال أرضها أو يمسّ، من قريب أو من بعيد، الحرم الشريف أو يهدد السلم والأمن في المنطقة برمتها".

وفي هذا الصدد، يقول الخبير المغربي في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعية والأمنية بالعالم العربي، إبراهيم اسعيدي، لـ"العربي الجديد"، إن "المغرب كان يعلم حين دخل الحرب، منذ البداية أنها ليست نزهة، ولا بدّ أن تشهد خسائر مادية أو في العتاد أو حتى الأرواح".

ويلفت إلى أن "قرار المشاركة في الحرب هو من أسوأ الخيارات التي يمكن أن يتخذها القائد، لأنه حتى إذا ربح في الحرب، فإنه لا بد أن يتكبّد بعض الخسائر المادية واللوجستية، كما أنه عادة ما يلي الحروب تداعيات إقليمية واقتصادية وجيوسياسية عديدة".

وأفاد اسعيدي، الأستاذ بجامعة قطر، بأن "المغرب وافق منذ البداية على أن يكون جزءاً من التحالف الذي تقوده السعودية، وبالتالي فإنه كان مهيأً لما تترتب عنه هذه الحرب، ويمتلك تصوّرات مسبقة لهويتها ومآلاتها". وأشار إلى أنه "لا يُمكن الادّعاء بأن يدخل المغرب الحرب بصفر فشل وصفر خسارة".

ولفت إلى أن "المغرب بعيدٌ جغرافياً عن اليمن، ولكنه يملك مصالح استراتيجية مع بعض بلدان الخليج، التي وضع قواته العسكرية من أجل تقديم يد العون لها". وأضاف أن "المغرب ينهج الدبلوماسية الدفاعية مع دول خليجية تحتاج إليه بجيشه المدرّب وأسلحته المتطورة وكفاءة عسكرييه". وأردف أن "لا مصلحة للمغرب في اليمن، وليست لديه استثمارات ولا شركات، ولكنه معني بدعم دول خليجية، خصوصاً السعودية والإمارات"، مضيفاً أن "المغرب يأمل استثمار مشاركته في الحرب اقتصادياً".

اقرأ أيضاً: فقدان طائرة مغربية تشارك في عمليات التحالف في اليمن 

وفي الجهة الأخرى، قال القيادي في جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية، حسن بناجح، لـ"العربي الجديد"، إن "الحرب في اليمن فيها كل شيء، إلا أن تكون حرباً عقدية، تتمازج فيها المصالح، والمكائد، والدسائس، وفيها إيران، وفيها أيضاً الولايات المتحدة، ولا شيء غير ذلك"، على حد تعبيره.

واستطرد بناجح بأن "من واجب الشعوب، من خلال مؤسساتها المنتخبة والشرعية، أن تعرف منطلقات وسياقات واستراتيجيات حروب المصالح، وأن تحاسب المنفذين على تدبيرها". ولفت إلى أن "من شأن هذه الحروب أن تدخل الأمة في حروب مدمّرة وفتن مظلمة، وترهن مستقبلها".

وأورد الباحث المغربي عصام احميدان، أنه "كان من المفترض بالمغرب عوضاً دخول الحرب في اليمن، أن ينفتح على كافة المحاور الإقليمية والدولية، كي يتيح لنفسه حرية الحركة والمناورة بما يخدم قضايا الوطن ومصلحة البلاد، بالنظر إلى موقعه الجغرافي البعيد عن منطقة الشرق الأوسط".

من جهتهم، يرى مراقبون أن "المغرب بمشاركته في التحالف العسكري مع دول خليجية ضد داعش والحوثيين، إنما يردّ جميلاً بخصوص دعمها لموقفه في الصحراء، إذ إنه في العام 2013 تدخّل الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بشكل مباشر وقوي، كي تعدل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مطلب توسيع مهام بعثة المينورسو، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء، وهو ما كانت ترفضه الرباط".

اقرأ أيضاً وزير حقوق الإنسان اليمني: 30 مليون دولار لنقل العالقين