قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، مساء السبت، إنّ "العبث بالقدس ومقدساتها لن يمر، وكما قال الرئيس محمود عباس، القدس ليست للبيع، فإن القرار الوطني الفلسطيني المستقل كذلك ليس للبيع"، مؤكداً أن "السلام لن يكون بأي ثمن".
وأضاف أبو ردينة، في تصريح صحافي، أنّ "الموقف الفلسطيني المدعوم من الشعب الفلسطيني ومن كل قواه الوطنية الذي أسقط صفقة القرن، وورشة البحرين، فإنه قادر على مواجهة كل التحديات والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية".
وأشار أبو ردينة إلى أنه لا يمكن السكوت على نسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية والإسلامية، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1515، أو التفريط بالحقوق الفلسطينية وعلى رأسها المقدسات.
وأكد أبو ردينة أن "العنوان الصحيح لصنع السلام العادل والشامل هو رام الله والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية، وأن السلام لن يكون بأي ثمن".
على صعيد آخر، انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ما أدلى به الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، من تصريحات طالب خلالها دولاً عربية أخرى بالحذو حذو دولة الإمارات لتحقيق مزيد من المكاسب للفلسطينيين.
وقال عريقات، في تصريح له، إنّ "موسى في تصريحه يطالب الدول العربية التي يحتمل أن تحذو حذو الإمارات أن تفهم بأن الضم قد عولج في الاتفاق مع الإمارات، وعليهم إن أقدموا على التطبيع أن يكون المقابل مختلفاً لصالح الفلسطينيين ويحقق لهم مكاسب مضافة".
وأضاف عريقات أنّ "هذه التصريحات تعتبر تكسيراً لقرارات القمم العربية، وتدميراً لمبادرة السلام العربية 2002"، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "رد ّعلى كل الذين حاولوا تجميل اعتراف الإمارات بإسرائيل واحتلالها وتهويدها للقدس، بأنه أوقف الضم، حين رد بأن الضم على الطاولة وسوف ينفذ".
وتساءل عريقات "التطبيع مع إسرائيل هو مكافأة لجرائم الاحتلال، فهل هذا مكسب لفلسطين وشعبها؟ المسألة ليست شخصية أو وظيفية، منظمة التحرير الفلسطينية هي صاحبة القرار بالشأن الفلسطيني، تماماً كما أن الإمارات صاحبة الشأن بالقرار الإماراتي، ولو قالت الإمارات إنها أقامت علاقات مع إسرائيل لأن ذلك يخدم مصالحها الإقليمية والدولية، ولو قال السيد عمرو موسى إن قرار الإمارات يخدم مصالحها وأنه يدعم التطبيع مع إسرائيل، لكان ردنا مختلفاً، لكن أن نُطعن بخنجر مسموم من الخلف ويقال لنا إن هذا لمصلحتكم، فهذا أمر غير مقبول".
وأضاف عريقات "كفى استخداماً لفلسطين لأن فلسطين بحاجة إلى من يخدمها، لا من يستمر باستخدامها، كفى فعلاً كفى، وعلى ما يبدو فإن هناك من يقول يجب علينا كأبناء للشعب الفلسطيني أن نصمت وأن لا نرد، وهناك من يطالب بانقلاب على منظمة التحرير والسلطة وقيادتها، وهناك من يشتم ويتهم ويشكك".
وشدد عريقات على أن "البيان الثلاثي حول التطبيع بين الإمارات وإسرائيل هو جزء لا يتجزأ من صفقة القرن، أي تصفية المشروع الوطني الفلسطيني (إنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية)، وأن هذا سيؤدي إلى ترسيخ ديمومة الاحتلال من خلال فرض الدولة الواحدة بنظامين (الأبارتهايد)".