أعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية عن اتفاق شفهي بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، على عودة الرحلات الجوية الروسية إلى مصر قريباً، دون تحديد موعد لذلك.
جاء ذلك في بيان رسمي ذكر أن السيسي أجرى اتصاﻻ هاتفيا ببوتين، واتفقا أيضا على "تعزيز التعاون بين السلطات المعنية في الدولتين من خلال التنسيق بين سلطات الأمن والطيران المدني في البلدين، بهدف ضمان أمن وسلامة السائحين الروس، وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية".
ويعتبر هذا البيان أول رد فعل رسمي مصري على قرار موسكو وقف رحلات الطيران إلى مصر، على خلفية النتائج اﻷولية للتحقيقات الدولية، التي تجري في حادث سقوط الطائرة الروسية، وسط سيناء اﻷسبوع الماضي.
وعلقت كل من بريطانيا وإيرلندا ولوفتهانزا اﻷلمانية رحلاتها إلى مصر، وذلك بعد ظهور دﻻئل على عدم تأمين الرحلات الجوية المنطلقة من مطار شرم الشيخ بصورة جيدة.
كذلك، أثيرت شكوك حول تعرض الطائرة الروسية لتفجير عمدي، وإعلان تنظيم "وﻻية سيناء" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الحادث.
وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية، عن عقد مؤتمر صحافي للتعليق على التطورات اﻷخيرة، مساء السبت، لكن مصادر خاصة، أكدت لـ"العربي الجديد"، أن "الاحتمال الأقرب هو إلغاء أو تأجيل هذا المؤتمر".
ومن جهته، قال مصدر في وزارة الاستثمار المصرية إن "الحكومة أعلنت داخليا حالة الاستنفار القصوى لسرعة التعامل مع قرارات تعليق الطيران إلى مصر أو سيناء، والتي من شأنها وقف حركة السياحة نهائيا، وهي من الروافد اﻷساسية للاقتصاد القومي، وكان مخططا لها التعافي بحلول شتاء 2017 والعودة لمعدﻻت قريبة مما كانت عليه قبل يناير/ كانون الثاني 2011".
ورجح المصدر تأثر البورصة المصرية وحركة اﻻستثمارات المتصاعدة في الربع الثالث من العام الحالي "بشدة"، من قرارات تعليق رحلات الطيران.
وأشار إلى أن "مصر تحولت اﻵن إلى موقع المُدافع عن سيادتها الوطنية، وسياسات طيرانها المدني"، متوقعا أن "تطالب الدول اﻷجنبية الحكومة رسميا بالاشتراك مع اﻷمن المصري في تأمين رحلاتها الجوية، إذا استطاعت الحكومة إقناعهم باستئناف الرحلات".
في موازاة ذلك، كشف مصدر بوزارة السياحة أن لجنة عليا مشكلة من محققين مصريين وروس وممثلين لوزارتي الطيران والسياحة، يجرون تحقيقات واسعة حاليا مع موظفي مطار شرم الشيخ الدولي، أخذا في اﻻعتبار شبهة تسهيل تنفيذ عمل تخريبي في الطائرة المنكوبة.
وأوضح أن "الرحلات الجوية المتوجهة إلى شرم الشيخ انخفضت بنسبة 80% خلال اليومين الماضيين، وأن الوزارة تتواصل حاليا مع نظيراتها في الدول اﻷوروبية، محاولة تخفيف مخاوفها بشأن السفر لمصر".
إلى ذلك، سادت حالة من الفوضى مطار "شرم الشيخ الدولي"، بسبب إجلاء السياح البريطانيين من شرم الشيخ عقب قرار الحكومة البريطانية إجلاء رعاياها من تلك المنطقة، عقب حادث الطائرة الروسية.
وتخشى الحكومة البريطانية على رعاياها عقب وصول معلومات استخباراتية تفيد بأن حادث الطائرة مدبر وليس عطلاً فنياً.
اقرأ أيضاً:"لوفتهانزا" و"إير فرانس" تقرران عدم الطيران فوق سيناء
ازدحام في مطار شرم الشيخ
وشهد مطار شرم الشيخ ازدحاماً كبيراً، حيث غادر اليوم 4 آلاف سائح بريطاني على متن 25 رحلة جوية، وسط إجراءات أمنية مشددة، من أصل 20 ألف سائح بريطاني في تلك المنطقة.
وبسبب عملية التكدس سُمح للسياح بمغادرة المطار بدون أمتعتهم، على أن يتم إرسالها فيما بعد عن طريق البريد خلال الأيام المقبلة. كما تسببت حالة تكدس في إرجاع عدد من السياح إلى فنادقهم انتظاراً لقرار عودتهم مرة أخرى بعد توفير الطائرات اللازمة، فيما ألغت بريطانيا 17 رحلة لشرم الشيخ.
وفي سياق متصل، وصف رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، إجلاء السياح البريطانيين بأنه "ضربة جديدة للسياحة المصرية"، مبدياً تخوفه من انسياق عدد من الدول الأوروبية لاتخاذ نفس القرار، خصوصاً وأن ذلك يتزامن مع توقيت انعقاد بورصة لندن وزيارة الرئيس السيسي لبريطانيا.
وأضاف فى تصريحات لـ"العربي الجديد" إن الحكومة ما زالت "تتفرج" على الموقف دون اتخاذ أية إجراءات فورية لمعالجته، ولمواجهة الآثار السلبية على قرار بريطانيا، قبل أن تتأزم الأمور في البلاد، لكون السياحة أحد مصادر الدخل القومي الهامة.
وأشار إلى أن " تعليق الرحلات لشرم الشيخ سيتسبب في خسائر فادحة"، مبدياً تخوفه "من طول فترة انتهاء فحص الصندوقين الأسودين للطائرة لإعلان النتائج، التي يمكن أن تستغرق 3 أشهر على الأقل".
وأكد أن "الموسم السياحي المصري سيخسر حجوزات الكريسماس هذا العام".
اقرأ أيضاً:مخاوف من تهاوي السياحة المصريّة بعد سقوط الطائرة الروسيّة