حذّر الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في خطاب له، اليوم الثلاثاء، بمدينة ماينس خلال الاحتفال الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية للوحدة الألمانية، من بناء جدران جديدة في المجتمع الألماني، بعد نتائج انتخابات البوندستاغ التي حصلت الأسبوع الماضي، داعياً إلى التعامل الصادق مع قضية اللاجئين.
وقال شتاينماير "إن السور الذي قسّم ألمانيا سقط، لكن يبدو أن هناك أسواراً أخرى أقل وضوحاً نشأت من دون أسلاك شائكة وممرات موت"، مطالباً بالبحث عن نهج صادق تجاه اللاجئين.
أتى خطاب الرئيس الألماني بعد أسبوع من نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا في الدخول، لأول مرة، إلى البرلمان الاتحادي في برلين، وهذا ما تسبّب بكثير من القلق لدى فئات كبيرة من المجتمع. ويبدو أن الرئيس آثر في خطابه التشديد على أهمية الوحدة الداخلية في البلاد، محذّراً من جدران الاغتراب وخيبة الأمل والغضب التي أصبحت قوية، لدرجة أن الحجج لم تعد مقنعة.
وتابع قائلاً إن وراء هذه الجدران تتغذّى الأفكار عديمة الثقة ضد الديمقراطية وممثليها، لافتاً في الوقت نفسه إلى التفاوت الاجتماعي المتزايد بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الألماني.
وأشار شتاينماير إلى النتيجة التي حققها البديل اليميني الشعبوي في الانتخابات من دون أن يسميه، بالقول إن "النتيجة تعكس وضوح الأضداد وعدم الرضى الموجود في مجتمعنا حيث تزداد النقاشات تعقيداً"، مطالبا أعضاء البوندستاغ بأن يثبتوا في هذه الحالة أن الديمقراطيين لديهم الحل الأفضل من أولئك الذين يسيئون استخدام الديمقراطية، قبل أن يؤكد أن ليس كل الذين تحولوا بعيداً عن الأحزاب القائمة هم أعداء الديمقراطية.
وحول سياسة الهجرة حذّر رئيس الدولة من الصفقات، داعياً إلى التعامل بصدق مع مشكلة اللاجئين. وأوضح أنه علينا بالحجج بدلاً من السخط؛ أن نعرف أي هجرة وكم من المهاجرين نريد أو ربما نحتاج، لافتاً إلى أنّه لا بد من الوصول إلى الطريقة القانونية والرقابية للتحكم والتغلب على هذا النقاش.