حذر الزعيم البيلاروسي الذي عمّر في السلطة طويلاً، يوم الخميس، من أن وسائل الإعلام الغربية قد تطرد من البلاد، بسبب ما وصفه بتغطيتها "المغرضة" للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل التي يسعى خلالها إلى ولاية سادسة.
أصبح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، البالغ من العمر 65 عاماً، أول رئيس لبيلاروسيا قبل 26 عاماً، وظل في منصبه منذ ذلك الحين، مما أدى إلى قمع المعارضة بلا هوادة في الدولة السوفياتية السابقة وتمديد حكمه عبر الانتخابات التي انتقدها المراقبون الغربيون على أنها مزورة.
خص لوكاشينكو اثنين من المذيعين بالنقد، زاعماً أن التقارير "المغرضة" من "بي بي سي" البريطانية وإذاعة "أوروبا الحرة" (راديو ليبرتي)، الممولة من الولايات المتحدة، قد شجعت أعمال الشغب. كما انتقد المسؤولين الحكوميين في هذا الشأن. وسأل في اجتماع "لماذا تتسامحون معهم؟ لقد كنتم أنتم من اعتمدهم هنا".
استشهد لوكاشينكو بتظاهرات حاشدة في ساحة ميدان الرئيسية في كييف، أدت إلى طرد رئيس أوكرانيا الصديقة لموسكو من السلطة عام 2014. وقال: "لا داعي للانتظار حتى نهاية الحملة الانتخابية، اطردوهم إذا لم يلتزموا بقوانيننا، وادعوا الناس للخروج إلى الميدان".
كما انتقد الطبعة البيلاروسية من صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" اليومية الروسية، في تعليقات عكست التوترات في العلاقات مع حليف بيلاروسيا الرئيسي والراعي لروسيا.
قال "مركز فياسنا لحقوق الإنسان" إن 43 صحافياً اعتقلوا لفترة وجيزة أثناء تغطيتهم لمسيرات معارضة منذ بدء حملة الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا. وكسرت الشرطة أنف مراسل محلي لإذاعة "أوروبا الحرة" (راديو ليبرتي) أثناء اعتقاله.
يوم الأربعاء، أصدر أكثر من 200 صحافي بيلاروسي بياناً، حثوا فيه السلطات على التوقف عن احتجاز الصحافيين. قال البيان "هناك هدف واحد وراء تصرفات السلطات؛ تخويف الصحافيين وإبلاغهم وإبلاغ المجتمع بأسره أن القوانين لا تنطبق في ضوء المصالح السياسية العليا".
من المتوقع فوز لوكاشينكو بسهولة بإعادة انتخابه في 9 أغسطس/آب، رغم احتجاجات المعارضة الأخيرة التي اندلعت الأسبوع الماضي، عندما منع مسؤولو الانتخابات في بيلاروسيا منافسي الرئيس الرئيسيين من الظهور في بطاقات الاقتراع.
لكن السخط حول المشاكل الاقتصادية للبلاد شكل تحدياً لحكمه. منذ مايو / أيار، اعتقل أكثر من ألف شخص في بيلاروسيا لمشاركتهم في الاحتجاجات، وفقا لـ "فياسنا". ووصف الرئيس البيلاروسي جائحة فيروس كورنا بأنها "مرض نفسي"، ورفض أي إجراءات للحظر، لكن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي المرض ألحقت ضرراً كبيراً بالاقتصاد السوفياتي الذي يبلغ تعداد سكانه 9.5 ملايين نسمة. وتوقع البنك الدولي انكماش الاقتصاد البيلاروسي بنسبة 4 في المائة على الأقل هذا العام، وهو أكبر انخفاض له منذ ربع قرن.
(أسوشييتد برس)