ونقلت الصحيفة عن الجنرال مانويل كريستوفر فيغيرا، رئيس المخابرات السابق في فنزويلا الذي أنشق في إبريل/نيسان الماضي ولجأ إلى الولايات المتحدة، القول: "لقد ازداد سوء معاملة الضباط العسكريين لأنهم يمثلون تهديدًا حقيقيًا لحكومة مادورو".
وذكرت "نيويورك تايمز" أنها حصلت على تسريبات من تقرير تشريح جثة أكوستا، لافتة إلى أنه تعرض لضربة قاسية وصعق بالكهرباء، وأنه تم دفنه بعد ثلاثة أسابيع من وفاته، رغم اعتراض زوجته، كما أن أفراد أسرته الخمسة الذين سمح لهم حضور مراسم الدفن لم يتمكنوا من النظر إليه.
وفقًا للأمم المتحدة ومدافعين عن حقوق الإنسان وعائلات الضحايا، فإن وسائل الإعلام الحكومية الفنزويلية تصف"التهديدات الحقيقية والمتخيلة" بـ"انقلاب مستمر"، الأمر الذي يستغله مادورو وحزبه (الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا) لتبرير الرقابة الدائمة والاعتقالات التعسفية وتعذيب الأعداء المتخيلين.
ويوجد حاليا 217 ضابطًا معتقلين في السجون الفنزويلية، بمن فيهم 12 جنرالا، وفقًا لمنظمة التحالف من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، وهي منظمة غير ربحية مقرها كاراكاس.
ووثقت المنظمة 250 حالة تعذيب قامت بها قوات الأمن الفنزويلية ضد ضباط الجيش وأقاربهم ونشطاء في المعارضة منذ عام 2017، مشيرة إلى أن العديد منهم قضوا عدة سنوات في السجون بدون محاكمات. وتقدر الأمم المتحدة أن أربعة ملايين فنزويلي فروا من الأوضاع المتدهورة في البلد.
وبينما سعى مادورو إلى ضمان ولاء كبار ضباط الجيش عبر الترقيات والعقود المربحة، تؤثر الأزمة بشكل متزايد على الضباط من الرتب المتوسطة والدنيا. ولم ترد وزارة الإعلام الفنزويلية على أسئلة "نيويورك تايمز" حول مزاعم التعذيب، كما أن مكتب المدعي العام، الذي يتولى التحقيقات الجنائية وحقوق الإنسان، رفض الإدلاء بتصريح للصحيفة.
ووفقا للصحيفة، فإن اعتماد مادورو المتنامي على التعذيب يعد تحولا كاملا للحكومة الاشتراكية التي وصلت للحكم قبل عقدين من الزمن، ووعدت بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها أسلافها. وكان مادورو قد وقع قانونًا مناهضًا للتعذيب في عام 2013، بعد فترة وجيزة من توليه الرئاسة عقب وفاة سلفه هوغو تشافيز.