جاء ذلك، في كلمة وجهها الرئيس اليمني، خلال اجتماع عقده بمدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، ضم قيادة السلطة المحلية ونواباً في البرلمان، وشخصيات محلية وسياسية مختلفة، بعد يوم من وصوله إلى المحافظة.
ووجه هادي رسائل متعددة، أولها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي"، وقال" إننا نتطلع إلى إتمام دورهم، والعمل بشكل جدي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، للعودة إلى المسار السياسي، لاستكمال محطاته بعد إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه".
وأضاف الرئيس اليمني "نستغرب ويستغرب أبناء شعبنا اليمني الصابر والمرابط والمكافح شباباً وشيوخاً رجالاً ونساء ما يسوق له ويطرحه وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية (كيري) من أفكار ومقترحات لتنفيذ وعوده للحوثيين في عمان". إشارة إلى اللقاء الذي جمع كيري بوفد الجماعة في مسقط، في الـ 14 والـ 15 من نوفمبر/تشرين الثاني، ورفضت الحكومة مخرجاته، بسبب تجاهلها كطرف في اللقاءات.
واعتبر الرئيس اليمني، أن ما يطرحه كيري "جعل تلك المليشيات تتطاول وتتهرب من الخضوع للحل والسلام، بل وتتمادى في تصعيدها وعدوانها واستهتارها بالشعب اليمني وزيادة معاناته".
وأكد هادي أن "الانتصار على المليشيا في القريب، وأن معاناتهم وصبر الشعب اليمني لن تستمر طويلاً، ولن يفرط بدماء الشهداء الأحرار ولن يسلم اليمن لإيران وأدواتها ولن يسمح للطائفيين والتكفيريين والإرهابيين العبث بحاضر ومستقبل اليمن".
وحذر الرئيس اليمني من التراجع عن المرجعيات الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن أو تجاوزها أو الانتقاص منها، أو الالتفاف عليها، والتي قد تقود إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية في حال تجاوزها، وستؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني.
ومع ذلك، استدرك هادي: "نؤكد مجدداً للعالم أجمع أننا نبحث بكل قوة عن السلام، بل نحن أهله لأننا باختصار لسنا معتدين ولا انقلابيين ولا إرهابيين، ولكننا لا نريد سلاماً زائفاً مغشوشاً مهترئاً لا نريد سلاماً" ناقصاً ومشوهاً، بل نريد سلاماً عادلاً وناجزاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلاماً لا يحمل بذور تجديد الصراع وتوتير المنطقة وخنق الشعب اليمني".
واتهم هادي الرئيس المخلوع صالح وعائلته بالعبث بمقدرات البلد طيلة ثلاثة عقود والاستحواذ والتسلط حتى وصل بهم الحقد إلى أن يكونوا أداة بيد إيران.
وكان وزير الخارجية الأميركي كيري، أعلن عن أفكار ومقترحات لحل الأزمة في اليمن في الـ25 من أغسطس/آب، عُرفت بـ"مبادرة كيري"، وجرى استيعاب مضامينها في "خريطة الطريق" التي أعدها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، غير أن الحكومة رفضتها بأقسى عبارات الرفض، ورفضت استلامها.
وفي الـ14 والـ15 من نوفمبر المنصرم، قام كيري بزيارة إلى العاصمة العُمانية مسقط، اجتمع خلالها بوفد الحوثيين الذي يترأسه محمد عبدالسلام، وخرج كيري بإعلان عن هدنة تبدأ في الـ17 من الشهر نفسه والتفاهم على استئناف المشاورات، وبادرت الحكومة اليمنية فوراً إلى رفض نتائج اللقاءات، باعتبار أنها لم تكن طرفاً فيها.