وفي كلمة له خلال افتتاح متحف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قال عباس "متحف الشهيد الرمز والقائد الراحل ياسر عرفات، أصبح حقيقة مجسدة، يحافظ على إرث نضالي كفاحي لرجل عظيم، وسيبقى، بما يحتويه من متعلقات الشهيد عرفات، شاهداً على الوفاء، وهديةً ونبراساً لأجيالنا القادمة، لتتعرف من خلاله على تاريخ واحد من أعظم رجالات فلسطين والعالم في القرنين العشرين والحادي والعشرين".
من جهته، قال الأمين العام لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات، ناصر القدوة، إن "متحف عرفات يقدم لأبناء شعبنا وللعالم رواية الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال سيرته بما يخلق فضاء حيوياً، ومن خلال مقتنياته ملتقى يجسر بين الماضي والحاضر بصيغة مستمرة، ومزاراً يسهم في ديمومة إرث ياسر عرفات، يؤمه الفلسطينيون وغيرهم من شعوب العالم ليتفاعلوا مع نضال شعب ومسيرة قائد".
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، عمرو موسى، إن "هذا اليوم استثنائي لأننا نحيي اسم قائد فلسطيني، ولنؤكد لكل من قالوا إن القضية الفلسطينية تبخرت، أن هذا لن يحدث وسنظل نعمل بإصرار وصمود للتوصل لحل عادل لهذه القضية، مهما مرت الأيام والشهور"، داعياً لوحدة الصف الفلسطيني، ولوحدة الصف العربي خلف القرار الفلسطيني.
وتابع موسى قائلاً "حان الوقت لنصل إلى حل نهائي للقضية بدلاً من الاستمرار في إدارتها، هناك فرصة ولكنها لن تتأتى إلا إذا ما بدأنا بحل مشاكلنا في العالم العربي، وأن نعيد بناء مجتمعنا وموقفنا العربي في ما يتعلق بالمنطقة والمستقبل وبالقضية الفلسطينية".
أما ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، نيكولاي ميلادينوف، فقد شدد على أن "الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الجهود الفلسطينية، وأن المستوطنات تهدد السلام".
من جهته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إنه "بإمكان الاحتلال نزع الأرض وأن يهدم البيوت، ولكن ليس بإمكانه مصادرة الذكرى أو محو المسيرة أو قتل القصة والحكاية، لأن المتحف لا يبكي على الأطلال بل يحتفي بالذكرى وينطلق بها للمستقبل"، مؤكداً أن "القضية التي عاش عرفات من أجلها لن تموت".
في غضون ذلك، قالت حركة فتح، في بيان لها بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاستشهاد عرفات، "ذاهبون إلى المؤتمر السابع لاستنهاض حركتنا، العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقائدة المشروع الوطني، برؤية ثورية إبداعية منسجمة مع إنجازات الثورة الفلسطينية"، مؤكدة "تمسكها بحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس، كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية".
وأكدت فتح أن "القضية الفلسطينية تمر بأخطر مرحلة، تهدد حيثياتها روح المشروع الوطني وتجهضه، مشيرة إلى الانقسام الداخلي والحروب والأزمات والصراعات الداخلية العربية، وكذلك الإقليمية تشغل الأمتين العربية والإسلامية عن قضيتهما المركزية، ما يعني اشتداد حملة دولة الاحتلال علينا للقضاء على حركة التحرر الوطنية، وتبديد آمال شعبنا بالحرية والاستقلال".
وشددت حركة فتح على "التمسك بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة، الماضي في حشد وتنظيم الصفوف الوطنية، لمواجهة مشروع تهويد القدس والمقدسات فيها، والتصدي بالمقاومة لمواجهة جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين، بالتوازي مع المعركة في ميدان القانون الدولي، لمحاسبة دولة الاحتلال في الجنايات الدولية، ونضالنا السياسي في المنظمات الأممية، والتي تؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقدساته ووجوده التاريخي والطبيعي على أرض وطنه فلسطين".