توقعت مصادر إسرائيلية، أن تقوم إيران بتصميم ردها العسكري على الهجوم على قاعدة مطار "تيفور" في سورية، قبل أسبوعين، بحيث تتمكن تل أبيب من التعايش مع نتائجه.
وذكر موقع صحيفة "معاريف"، اليوم السبت، نقلاً عن مصادر، أنّ التقديرات السائدة في تل أبيب، تتحدّث عن إمكانية أن يقدم الإيرانيون على تنفيذ الرد انطلاقاً من سورية، بحيث يتم استهداف جنود جيش الاحتلال الذين يتمركزون في منطقة الشمال، سواء من خلال مهاجمة موقع عسكري بالصواريخ أو عبر تفجير عبوة يتم زرعها بالقرب من الخط الحدودي، أو من خلال إطلاق قذائف على وحدات إسرائيلية تتمركز في هضبة الجولان المحتل.
وأوضحت المصادر، أنّ التقديرات في تل أبيب، ترجّح أن توكل إيران مهمة تنفيذ هذه العمليات لـ"بعض وكلائها" في سورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت، في 9 أبريل/نيسان، أنّ طائرتين عسكريتين إسرائيليتين من طراز "إف-15" نفذتا ضربة على مطار "تيفور" العسكري في ريف حمص وسط سورية، بواسطة ثمانية صواريخ موجهة، بينما أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى مقتل 14 مقاتلاً، بينهم إيرانيون، في الضربة.
وأشارت المصادر لصحيفة "معاريف"، إلى أنّ إسرائيل مارست حرباً نفسية مكثّفة، من أجل ردع الإيرانيين عن الرد على الهجوم، لافتة إلى أنّ تل أبيب هدفت إلى التأثير بشكل خاص، على كل من قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، وسعد يزيدي الذي يقود هذه القوات داخل سورية.
وأوضحت المصادر للصحيفة، أنّ تل أبيب تعمّدت الكشف عن هوية الضباط الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة على "تيفور"، لإيصال رسالة لكل من سليماني ويزيدي بأنّ لدى إسرائيل تغطية استخبارية تمكّنها من التعرف على كل الأنشطة الإيرانية في سورية.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإنّ التهديدات التي أطلقها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ضد إيران، موجهة أيضاً لروسيا وتحمل رسالة تحذير للرئيس فلاديمير بوتين مفادها بأنّ إسرائيل قادرة على ضرب المصالح الروسية في سورية، في حال تم السماح لإيران بالتمركز هناك.
وأشارت إلى أنّ إسرائيل تعي أنّ بوتين معنيّ بأن يتم ضمان بقاء نظام بشار الأسد، لكي تحتكر موسكو من خلال الشركات الروسية تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار في سورية، وهذا ما يدفعها إلى تكثيف بعث الرسائل له بأنّ تحقيق هذا الهدف مرتبط بمراعاة المصالح الإسرائيلية.
وأشارت المصادر للصحيفة، إلى أنّ إسرائيل لاحظت أنّ كلاً من الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، ونائبه نعيم القاسم، حرصا على عدم التعهد بأن يقدم الحزب على الرد على الهجمات التي استهدفت إيران في سورية، على اعتبار أنّهما يعيان أنّه في حال أقدم الحزب على هذه الخطوة فإنّ الأمر سينتهي بمواجهة مع لبنان.
وفي السياق قال معلّق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، موآف فاردي، إنّ هناك ما يدلل على أنّ الروس معنيون بعدم تحطيم قواعد العلاقة الحالية مع تل أبيب.
وفي تعليق بثته القناة، الليلة الماضية، لفت فاردي إلى أنّ تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي أكد فيها أنّه "لا يوجد مانع" حول تزويد نظام الأسد بمنظومة الدفاع الجوية "إس-300"، لا تعني مطلقاً بأن موسكو عازمة على تزويد النظام بهذه المنظومة.
وأشار فاردي، إلى أنّ لافروف صاغ تصريحه بحيث يفضي إلى استدعاء تحرك إسرائيلي سياسي ودبلوماسي لدى موسكو لثنيها عن هذا التوجه، لافتاً إلى أنّ تأكيد لافروف أنّ الضربة الثلاثية الغربية التي استهدفت مواقع للنظام السوري مؤخراً، لم تتجاوز الخطوط الحمراء لروسيا، تمثّل مؤشراً إيجابياً بالنسبة لتل أبيب، على اعتبار أنّ هذا التصريح يدلل على جهوزية كل من واشنطن وموسكو، للتوصل لتفاهمات بشأن الأوضاع في سورية.
واعتبر فاردي، أنّ استجابة بوتين للدعوة التي وجهها له الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للقائه في البيت الأبيض، تزيد من فرص التوصل لتفاهمات أميركية إسرائيلية بشأن سورية.
واستدرك فاردي قائلاً إنّه "من غير المنطقي أن تتطلع إسرائيل بأن تنهي إيران وجودها العسكري في سورية". وأضاف: "عندما تتخذ قوة إقليمية مثل إيران قراراً إستراتيجياً بالتمركز في سورية، فإنّ الجهد الحربي الذي تقوم به إسرائيل على فترات متباعدة نسبياً، لا يمكن أن يمثّل رداً على القرار الإيراني"؛ معتبراً أنّ أقصى ما يمكن أن تقوم به إسرائيل، هو المس بمنظومات السلاح المتقدمة التي تجلبها طهران لسورية.
في المقابل، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، الليلة الماضية، عن مصدر إسرائيلي بارز، قوله إنّ "نتنياهو استنتج من المكالمة التي أجراها معه بوتين، الأسبوع الماضي، أّن الروس ليس لديهم القدرة على التصدي لإيران في سورية، والتأثير بشكل جوهري على مخططاتها هناك".
وبادر بوتين، إلى الاتصال بنتنياهو، بعد ثلاثة أيام على قصف "تيفور"، لحثّه على عدم القيام بخطوات تسهم في تصعيد الأوضاع في سورية.
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، في 12 أبريل/نيسان، أنّ الرئيس الروسي طلب من نتنياهو عدم القيام بعمليات عسكرية، من شأنها أن تمسّ باستقرار سورية وتهدد أمنها. ونقلت الصحيفة عن ديوان نتنياهو قوله إنّه ردّ على طلب بوتين، بالقول إنّ تل أبيب لن تسمح لإيران بالحفاظ على تواجد عسكري في سورية.