جددت المعارضة السورية مطلبها برحيل كل رموز النظام السوري، وعلى رأسهم بشار الأسد، وعبرت عن تمسكها بهيئة الحكم الانتقالي لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وأشار وفد المعارضة خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، اليوم الأربعاء، بعد لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى أنه تم التطرق إلى عدد من القضايا، أهمهما إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال، والهدنة، وكذلك المجازر التي ارتكبها النظام خلال الشهر الماضي.
وقال رئيس مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات أسعد الزعبي: "إنهم متفاجئون من نتائج الزيارات" التي قام بها دي ميستورا لعدد من العواصم قبل بدء الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بشأن سورية، مضيفاً أن معظمها "لم تكن إيجابية".
وأشار إلى أن المعارضة حضرت لتثبت جديتها بالحل السياسي، على عكس النظام السوري الذي ضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط ولم يحضر إلى جنيف متذرعاً بعدة حجج غير صحيحة.
وأوضح أن الوفد خلال لقائه بالمبعوث الدولي جدد تأكيده على إطلاق سراح المعتقلين، وكذلك المحافظة على الهدنة التي لم تعرف طريقا للاستقرار نتيجة استهداف النظام لها، وتمت الإشارة إلى المجازر التي ارتكبها النظام السوري والتي بلغت 21 في شهر مارس/ آذار، وآخرها المجزرة التي حدثت في بلدة دير العصافير بريف دمشق وكان ضحيتها 40 قتيلاً أغلبهم من الأطفال بعد استهداف المدرسة والمستشفى الوحيدين في البلدة.
وقال إن الجلسة مع دي ميستورا تضمنت الحديث عن تراجع مستوى تنفيذ المساعدات الإنسانية وتراجع مستوى تقديم المساعدات للمناطق المحاصرة وهذا ما سيلقي بظلاله على العملية السياسية.
وأضاف: "السوريون كانوا يحلمون بدقائق من الهدنة ولكن النظام أبى والنظام خرق الهدنة أكثر من 2000 مرة وقصف السوريون بـ 420 برميلاً، وهذا يجدد مرة أخرى التأكيد على إرهاب النظام وعدم جديته في الحل السياسي".
ورداً على أسئلة الصحافيين وصف الزعبي الانتخابات البرلمانية السورية بـ "المسرحية التي لا تستحق المشاهدة"، وتابع قائلاً: "إن الانتخابات التي ستجريها هيئة الحكم الانتقالية، هي التي تمثل الشعب السوري".
وأشار إلى أن الحل السياسي الذي تسعى إليه المعارضة السورية من خلال تشكيل هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات سيجنب البلاد التسليح والخطط (ب و جـ) وغيرها، ردا على استعداد الولايات المتحدة الأميركية لخطة بديلة في حال انهيار المفاوضات الحالية.
وأوضح الزعبي أن موسكو ما زالت غير جادة برحيل النظام ورموزه، ولم تصرح بعد بموقفها من الانتقال السياسي القائم على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وأضاف أن النظام قبل كل جولة تفاوض يقوم بتصعيد عسكري ليعطي رسالة واضحة أنه لا يريد حلاً سياسياً ويصر على الحل العسكري.
واعتبر الزعبي أن الحل الوحيد لإيقاف نزيف الدم السوري هو هيئة الحكم الانتقالي، مؤكداً أن وفد المعارضة "حضر إلى جنيف للتأكيد على جديتنا في الحل السياسي للأزمة السورية على عكس النظام"، في إشارة لتأخر وصول وفد الحكومة السورية إلى جنيف حتى 15 إبريل/نيسان، إذ أصرت دمشق على تأجيل المفاوضات غير المباشرة إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية التي بدأت اليوم الأربعاء في سورية.
ولفت رئيس المفاوضين إلى أن "تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بدون أي رمز من رموز النظام وعلى رأسهم بشار الأسد، هو أساس مفاوضاتنا في جنيف لأنه الحل الوحيد للأزمة".
من جهته، عقد دي ميستورا مؤتمرا صحافيا مباشرة بعد مؤتمر وفد المعارضة، اعتبر فيه أن الهدنة ما زالت قائمة في سورية رغم الخروقات التي يرتكبها النظام، مشددا على ضرورة احتوائها وعدم السماح بتكرارها كثيرا حتى لا تقضي على اتفاق وقف إطلاق النار بشكل نهائي.
ولفت المبعوث الأممي إلى أن وفد النظام سيصل بعد غد الجمعة للمشاركة في المحادثات، موضحا أنه سيتم تعميق النقاش في ما يخص عملية الانتقال السياسي.
ونفى أن تكون العواصم التي زارها عارضت جدول أعماله لهذه الجولة والمتمثلة بمناقشة الانتقال السياسي والحكم والدستور.
وقال: "عدت اليوم من عدة رحلات زرت فيها دمشق وعمان وطهران وموسكو، وأود أن أقول إن الجميع دعموا فكرة التقدم بالعملية السياسية، ونحن نريد التقدم بهيئة الحكم الانتقالية والدستور خلال المفاوضات، لافتاً إلى أنه لم يعترض أحد على البنود الثلاثة، وخصوصاً بند الحكم.
وأشار إلى أنه لا بد من المحافظة على اتفاق وقف الأعمال العدائية فهو ما أعطى السوريين الأمل بتحسن حياتهم، موضحا أنه سيتم الحديث غداً عن الاختراقات مع الفريقين وآلية احتوائها.
يذكر أنه إلى جانب وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن قائمة الرياض، يشارك أيضاً في مفاوضات جنيف ثلاثة ممثلين عن مؤتمر القاهرة، ومعارضة الداخل، كمراقبين أو مستشارين، إضافة إلى وفود نسائية وممثلين عن المجتمع المدني.