هل تساءل أي منّا عن إيجابيّات أو سلبيات اعتماد عدد من مدارس العالم زياً مدرسياً موحداً، وكيف بدأت الفكرة؟ ربّما تصعب معرفة أصول الزي الموحد. لكن يعتقد أنّه يعود إلى القرن السادس عشر في بريطانيا. وأوّل مدرسة اعتمدته كانت مدرسة مستشفى المسيح في لندن في عام 1552، ثم بدأ الأمر ينسحب على المدارس الخيرية لتوفير الملابس للأطفال الفقراء.
وتناولت دراسات عدّة الزي المدرسي وتأثيراته. وترى بعضها أنه يؤثر على التصورات المتعلقة بالذكر والأنثى، على عكس أخرى.
وبحسب دراسة تناولت مدرسة "لونغ بيتش"، التي كانت أوّل من فرض الزي الموحد في الولايات المتحدة في عام 1994، فقد لاحظت أن الزي المدرسي ساهم في الحد من الغياب وتراجع المشاكل السلوكية وانخفاض نسبة الإبعاد والطرد، فضلاً عن تحسّن درجات التلاميذ. في المقابل، لم تلاحظ دراسات أخرى أموراً مماثلة. يشار إلى أن المدرسة كانت قد بدأت مجموعة من الإصلاحات إضافة إلى توحيد اللباس المدرسي.
بدوره، يقول الطبيب النفسي ليونارد ساكسي: "لدينا أبحاث قليلة تتعلّق بتأثير ما ترتديه الفتاة عليها قبل الآخرين. ويُعتقد أنّ الفتاة تبدأ بتقييم ذاتها، الأمر الذي يشتّت تركيزها. لذلك، يطلب من الأهل أن يشرحوا لبناتهم وأبنائهم أهمية ارتداء ملابس محتشمة في المدرسة بغض النظر عن قوانينها". يضيف: "وجد الباحثون أنّ الفتيات اللواتي يرتدين ملابس مكشوفة أكثر عرضة للاكتئاب والمعاناة". وخلال زيارته إلى إحدى المدارس وتحدثه مع فتيات، أخبرته إحداهنّ أنّها تشعر بالسوء نتيجة القيود المفروضة عليها، وأنّ منعها من ارتداء ما ترغب به من ملابس، هو فقط لمنع تشتيت انتباه التلاميذ الذكور. ويقول للفتيات إنّ الأمر لا يقتصر على ذلك. فالسؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه الملابس التي يرغبن بالظهور بها في المدرسة تمنعهنّ من التركيز قبل أن تؤثّر على الآخرين.
بدورها، تقول يارا (16 عاماً)، وهي تلميذة في مدرسة كاثوليكية في لندن لـ "العربي الجديد": "المدرسة تفرض علينا لباساً قد يكون برأي الإدارة محتشماً، لكن المشكلة لا تكمن في الملابس المكشوفة أو المحتشمة، إذ لطالما شعرت بأنها تشوّه مظهري". تضيف أنّ الإدارة صارمة جداً في مدرستها بشأن الزي المدرسي. في أحد الأيام، طوت تنورتها عند الخصر لأنها كانت طويلة للغاية، فما كان من المدرّسة إلا أن عاقبتها وبلغت والدتها بالأمر، وكأنها اقترفت جرماً خطيراً.
وتلفت يارا إلى تبدّل القوانين خلال العامين الأخيرين، من خلال تعديل الزي المدرسي. لذلك، فإنّ تشتيت انتباه الفتيات، كما يقول ساكس، قد لا يكون فقط نتيجة اللباس المكشوف، لكن بسبب لباس غير مرغوب فيه، ما يجعلهن يشعرن بالخجل.
اقــرأ أيضاً
وتناولت دراسات عدّة الزي المدرسي وتأثيراته. وترى بعضها أنه يؤثر على التصورات المتعلقة بالذكر والأنثى، على عكس أخرى.
وبحسب دراسة تناولت مدرسة "لونغ بيتش"، التي كانت أوّل من فرض الزي الموحد في الولايات المتحدة في عام 1994، فقد لاحظت أن الزي المدرسي ساهم في الحد من الغياب وتراجع المشاكل السلوكية وانخفاض نسبة الإبعاد والطرد، فضلاً عن تحسّن درجات التلاميذ. في المقابل، لم تلاحظ دراسات أخرى أموراً مماثلة. يشار إلى أن المدرسة كانت قد بدأت مجموعة من الإصلاحات إضافة إلى توحيد اللباس المدرسي.
بدوره، يقول الطبيب النفسي ليونارد ساكسي: "لدينا أبحاث قليلة تتعلّق بتأثير ما ترتديه الفتاة عليها قبل الآخرين. ويُعتقد أنّ الفتاة تبدأ بتقييم ذاتها، الأمر الذي يشتّت تركيزها. لذلك، يطلب من الأهل أن يشرحوا لبناتهم وأبنائهم أهمية ارتداء ملابس محتشمة في المدرسة بغض النظر عن قوانينها". يضيف: "وجد الباحثون أنّ الفتيات اللواتي يرتدين ملابس مكشوفة أكثر عرضة للاكتئاب والمعاناة". وخلال زيارته إلى إحدى المدارس وتحدثه مع فتيات، أخبرته إحداهنّ أنّها تشعر بالسوء نتيجة القيود المفروضة عليها، وأنّ منعها من ارتداء ما ترغب به من ملابس، هو فقط لمنع تشتيت انتباه التلاميذ الذكور. ويقول للفتيات إنّ الأمر لا يقتصر على ذلك. فالسؤال الأهم هو ما إذا كانت هذه الملابس التي يرغبن بالظهور بها في المدرسة تمنعهنّ من التركيز قبل أن تؤثّر على الآخرين.
بدورها، تقول يارا (16 عاماً)، وهي تلميذة في مدرسة كاثوليكية في لندن لـ "العربي الجديد": "المدرسة تفرض علينا لباساً قد يكون برأي الإدارة محتشماً، لكن المشكلة لا تكمن في الملابس المكشوفة أو المحتشمة، إذ لطالما شعرت بأنها تشوّه مظهري". تضيف أنّ الإدارة صارمة جداً في مدرستها بشأن الزي المدرسي. في أحد الأيام، طوت تنورتها عند الخصر لأنها كانت طويلة للغاية، فما كان من المدرّسة إلا أن عاقبتها وبلغت والدتها بالأمر، وكأنها اقترفت جرماً خطيراً.
وتلفت يارا إلى تبدّل القوانين خلال العامين الأخيرين، من خلال تعديل الزي المدرسي. لذلك، فإنّ تشتيت انتباه الفتيات، كما يقول ساكس، قد لا يكون فقط نتيجة اللباس المكشوف، لكن بسبب لباس غير مرغوب فيه، ما يجعلهن يشعرن بالخجل.