18 فبراير 2020
السباق إلى دير الزور
تتجه الأنظار إلى محافظة دير الزور التي تتحول تدريجيا إلى معقل لتنظيم داعش في سورية، بعد خسارته قرابة 70% من الرقة. ومع هذا التطور، تبدو معركة دير الزور أقرب إلى لوحة شطرنج، تتسابق إليها مجموعة من القوى المتنافسة، ولعل هذا دليل على أهمية هذه المعركة، باعتبارها حاسمة لرسم مصير المنطقة الشرقية في سورية وطبيعة العلاقات التي ستترتب مع كل من العراق وإيران، لطالما كانت دير الزور عبر التاريخ الجسر بين بغداد ودمشق. على المستوى الاستراتيجي، يحرص كل من التحالفين الأميركي والروسي على السيطرة على دير الزور لأسباب أمنية واقتصادية (تعد مناطق دير الزور الأكثر غنى في سورية بالنفط والغاز) تتيح له فرض رؤيته على مستقبل سورية، وإن لم يكن ذلك متاحا، فالتوافق مطلوب للحفاظ على المصالح والنفوذ وأوراق القوة.
في السباق إلى دير الزور، تتنافس ثلاث قوى للفوز بها، وإن تبدو المؤشرات لصالح الجيش السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين وباقي المجموعات المقاتلة إلى جانبه. واللافت أن هذا المحور سرّع، أخيرا، زحفه باتجاه دير الزور من ثلاثة محاور، السخنة والتنف والرقة، في محاولةٍ لفرض شروطه على ميدان المعركة، وهو بتقدّمه هذا نجح في قطع الطريق أمام فصائل الجيش الحر في التنف للتوجه نحو دير الزور. والواضح أن العقل المخطط لهذه المحور هو اللاعب الروسي الذي أدرك مبكرا أهمية معركة دير الزور إلى درجةٍ يقال إنه طرح أهمية التوجه إلى دير الزور حتى قبل معركة حلب، فيما تحظى هذه المعركة باهتمام إيراني وعراقي، نظرا لأن الجسر البري بين الدولتين وسورية سيصبح مفتوحا، خصوصا بعد تحرير تلعفر من داعش.
الفريق الثاني الذي يتطلع إلى معركة دير الزور هو قوات سوريا الديمقراطية، ومن معه من الفصائل العربية، ولا سيما جيش الصناديد، وكان لافتا مسارعة هذا الفريق إلى إعلان تشكيل المجلس العسكري لدير الزور، وتأكيد استعداده لتحرير المحافظة من "داعش"، على الرغم من صعوبة ذلك، لا بسبب انشغاله بمعركة الرّقة ومحدودية قواته وقدراته، بل لوجود معارضة قوية من قبائل عربية كثيرة تشكل النسيح الاجتماعي لهذه المنطقة لدخول هذه القوات إلى المدينة. أما الفريق الثالث، فيتألف من فصائل من الجيش الحر المتمركزة في قاعدة التنف الأميركية، (مغاوير الثورة، أسود الشرقية، قوات أحمد العبدو، أحرار الشرقية... )، وهي فصائل انبثقت من حل الجيش السوري الجديد الذي تشكل قبل سنوات بدعم أميركي وبريطاني وأردني. وعلى الرغم من الحديث عن مساع أميركية لدمج هذه القوات في جيش موحد تحت اسم الجيش الوطني، ونقل عناصره إلى الشدادة في محافظة الحسكة، لجعلها مقرا له لخوض معركة دير الزور، إلا أن من الواضح أن ثمة مشكلات كبيرة تواجه هذه الفصائل، بعد قطع الجيش السوري وحلفائه الطريق أمامها من دون تحرك أميركي، بعد أن قالت واشنطن، في السابق، إن هذا خط أحمر، وكذلك رفض قوات سورية الديمقراطية التخلي عن الشدادة لصالحها، فضلا عن رفض هذه الفصائل التعاون مع قوات سورية الديمقراطية.
هذه الخريطة المتداخلة والمتشابكة للقوى المتنافسة تجعل من معركة ديرالزور معركة أولويات لكل طرف أو محور. وعليه، السؤال الأساسي هنا، هو على من سترسو هذه المعركة؟ وكيف ستكون العلاقة بين هذه الأطراف بعد تحرير المدينة؟ إذا كان من الصعب تخيل مواجهة أميركية – روسية في دير الزور، فإن التوافق على تقاسم هذه المعركة ربما يطرح نفسه سيناريو، خصوصا وأن حسمها قد يتطلب جهود معظم هذه القوات، إن لم نقل جميعها، لكن الثابت هنا أن معركة دير الزور ستفرز واقعا جديدا على صعيد التحالفات بين القوى على الأرض، لا سيما في ظل القناعة بأن التحالف الأميركي – الكردي في مرحلة ما بعد تحرير الرقة لن يبقى على حاله، وأن الكرد قد يجدون نفسهم أمام اللاعب الروسي والشراكة معه للحفاظ على مكاسبهم.
في السباق إلى دير الزور، تتنافس ثلاث قوى للفوز بها، وإن تبدو المؤشرات لصالح الجيش السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين وباقي المجموعات المقاتلة إلى جانبه. واللافت أن هذا المحور سرّع، أخيرا، زحفه باتجاه دير الزور من ثلاثة محاور، السخنة والتنف والرقة، في محاولةٍ لفرض شروطه على ميدان المعركة، وهو بتقدّمه هذا نجح في قطع الطريق أمام فصائل الجيش الحر في التنف للتوجه نحو دير الزور. والواضح أن العقل المخطط لهذه المحور هو اللاعب الروسي الذي أدرك مبكرا أهمية معركة دير الزور إلى درجةٍ يقال إنه طرح أهمية التوجه إلى دير الزور حتى قبل معركة حلب، فيما تحظى هذه المعركة باهتمام إيراني وعراقي، نظرا لأن الجسر البري بين الدولتين وسورية سيصبح مفتوحا، خصوصا بعد تحرير تلعفر من داعش.
الفريق الثاني الذي يتطلع إلى معركة دير الزور هو قوات سوريا الديمقراطية، ومن معه من الفصائل العربية، ولا سيما جيش الصناديد، وكان لافتا مسارعة هذا الفريق إلى إعلان تشكيل المجلس العسكري لدير الزور، وتأكيد استعداده لتحرير المحافظة من "داعش"، على الرغم من صعوبة ذلك، لا بسبب انشغاله بمعركة الرّقة ومحدودية قواته وقدراته، بل لوجود معارضة قوية من قبائل عربية كثيرة تشكل النسيح الاجتماعي لهذه المنطقة لدخول هذه القوات إلى المدينة. أما الفريق الثالث، فيتألف من فصائل من الجيش الحر المتمركزة في قاعدة التنف الأميركية، (مغاوير الثورة، أسود الشرقية، قوات أحمد العبدو، أحرار الشرقية... )، وهي فصائل انبثقت من حل الجيش السوري الجديد الذي تشكل قبل سنوات بدعم أميركي وبريطاني وأردني. وعلى الرغم من الحديث عن مساع أميركية لدمج هذه القوات في جيش موحد تحت اسم الجيش الوطني، ونقل عناصره إلى الشدادة في محافظة الحسكة، لجعلها مقرا له لخوض معركة دير الزور، إلا أن من الواضح أن ثمة مشكلات كبيرة تواجه هذه الفصائل، بعد قطع الجيش السوري وحلفائه الطريق أمامها من دون تحرك أميركي، بعد أن قالت واشنطن، في السابق، إن هذا خط أحمر، وكذلك رفض قوات سورية الديمقراطية التخلي عن الشدادة لصالحها، فضلا عن رفض هذه الفصائل التعاون مع قوات سورية الديمقراطية.
هذه الخريطة المتداخلة والمتشابكة للقوى المتنافسة تجعل من معركة ديرالزور معركة أولويات لكل طرف أو محور. وعليه، السؤال الأساسي هنا، هو على من سترسو هذه المعركة؟ وكيف ستكون العلاقة بين هذه الأطراف بعد تحرير المدينة؟ إذا كان من الصعب تخيل مواجهة أميركية – روسية في دير الزور، فإن التوافق على تقاسم هذه المعركة ربما يطرح نفسه سيناريو، خصوصا وأن حسمها قد يتطلب جهود معظم هذه القوات، إن لم نقل جميعها، لكن الثابت هنا أن معركة دير الزور ستفرز واقعا جديدا على صعيد التحالفات بين القوى على الأرض، لا سيما في ظل القناعة بأن التحالف الأميركي – الكردي في مرحلة ما بعد تحرير الرقة لن يبقى على حاله، وأن الكرد قد يجدون نفسهم أمام اللاعب الروسي والشراكة معه للحفاظ على مكاسبهم.