وتحدث السبسي عن حرب تونس ضد الإرهاب، وأحداث بنقردان التي استهدفت ثكنة عسكرية ومقرات أمنية، وهيبة الدولة، وموقفه من أداء رئيس الحكومة الحالي.
وقال الباجي قائد السبسي إن النظام الدستوري الحالي بعد انتخابات 2014 غير مثالي، معتبراً أنه قابل لمزيد من التحسين والتطوير في المستقبل، وشدد على وجوب العودة إلى العمل والكف عن الإضرابات.
وأكدّ رئيس الجمهورية أنّ تونس في مقدمة الدول التي تتأثر بالأحداث في ليبيا، وذلك بحكم القرب الجغرافي والحدود المشتركة بين البلدين، لافتاً إلى أن تونس ضد التدخل الأجنبي في ليبيا، ومع أن يكون الحل في ليبيا تحت غطاء الأمم المتحدة.
وأوضح أنّ أحداث بنقردان، جنوب تونس، بيّنت مدى جاهزية الأمن التونسي الذي قام برد سريع وناجع، مبيناً أن تونس ستعمل على تدعيم الجدار الواقي، وتعزيزه بأجهزة إلكترونية، ليكون أكثر فاعلية في الحد من الخطر الإرهابي.
وأشار إلى أنّ تونس تتعاون في هذا الصدد مع الولايات المتحدة وألمانيا، مبيناً أن هناك مشروعاً لدعم الجدار العازل، ربطه بخطر وصول الخطر الإرهابي إلى أوروبا، الذي جعل النظرة الخارجية تتغيّر، لأن هناك توجها أجنبيا بضرورة تضافر الجهود لمقاومة هذه الآفة، بحسب قوله.
وأضاف أنّ تونس تتعاون مع غالبية الدول الأجنبية والعربية، ومنها السعودية، التي تعتبر دولة صديقة لتونس، مؤكداً أن جذور التعاون كانت موجودة منذ عهد الملك عبد العزيز والزعيم الحبيب بورقيبة.
وأوضح بخصوص هذا التعاون، أن تونس تشبه الشجرة التي لديها فروع تتجه إلى أوروبا، ولكن جذورها منتشرة في العالم العربي والإسلامي، مؤكداً أن بلاده بصدد استرجاع مختلف علاقاتها مع غالبية الدول العربية كمصر والسعودية.
وقال السبسي إنّ لديه زيارة مرتقبة إلى قطر، التي قال عنها إنها ساعدت بلاده وربما أكثر من غيرها من الدول.
وحول الجدل الحاصل بخصوص موقف تونس من تصنيف حزب الله "منظمة إرهابية"، اعتبر السبسي أنه المسؤول عن موقف تونس، وهي بدورها تواجه الإرهاب، وهي كذلك عضو في المؤتمر الإسلامي، وفي الجامعة العربية، مبيناً أن تونس عبّرت عن موقفها الرافض لتصنيف حزب الله كـ"منظمة إرهابية".
وأوضح أن تونس، وبعيداً عن ما وصفه بـ"الحملة المسعورة" التي أحدثت حول الموضوع، ومحاولات إقحامها في جدل، فإنها "تعتبر حزب الله حزباً وطنياً يدافع عن الأراضي اللبنانية، وهو حزب مقاوم، وعضو في الحكومة اللبنانية، ولا نريد أن تتدخل بلادنا في الحكومة اللبنانية، ولا في الأنشطة الأخرى التي يقوم بها حزب الله"، مذكراً بأن موقف تونس الرافض لهذا التصنيف عبّرت عنه بوضوح وزارة الخارجية التونسية.
واعتبر السبسي أن "كل عمل يقوم به حزب الله ضد إسرائيل فتونس معه". وتابع قائلا إنه "رغم توقيع وزير الداخلية التونسي، بحكم كونه رئيس اللجنة، على البيان الختامي الذي أصدره مجلس وزراء الداخلية العرب، والذي تضمن عدداً من النقاط، إلا أن الموقف النهائي عبّرت عنه تونس بوضوح، وهو أن حزب الله غير مصنّف إرهابيا".
وأكد رئيس الجمهورية أنه ليس وريث أي شخص ولن يورث الحكم، وأردف أن "الزعيم بورقيبة رمز وحقق إنجازات لتونس، والمطلوب المحافظة عليها، والمضي نحو تكوين دولة عصرية وتدارك ما فات".
ولفت الرئيس التونسي إلى ما وصفه بالتعاون الكبير لحزبه مع حركة "النهضة"، معتبراً أن الانتخابات التشريعية لم تمنحهم الغالبية المطلقة، وأنهم اختاروا التعاون معها ومع زعيمها راشد الغنوشي.
وأضاف أن الوضع الحالي في تونس صعب، خصوصاً الحرب على الإرهاب والوضع الاقتصادي الهش، مبيناً أنه كرئيس جمهورية مُطالب دائماً بإيجاد الحلول والخروج من الأزمة التي تمر بها بلاده، مذكراً في هذا الصدد بقانون المصالحة الاقتصادية، الذي لاقى انتقادات حادة من المعارضة.
واسترسل السبسي حديثه بالقول إن رئاسة الجمهورية لم ولن تتخلى عن هذا المشروع، الذي لا يزال في مجلس نواب الشعب في انتظار مناقشته، مشدداً على ضرورة دفع الاستثمارات الخارجية وتوفير المناخ الملائم للاستثمار.
واعتبر أن أداء رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، "مرضي وإيجابي"، نافياً نيته البحث عن بديل، وخصوصاً أن الصيد يقوم بواجبه، وفق السبسي، مؤكداً في الوقت نفسه، أن تعيينه في الحكومة حظي بتزكية واسعة من مجلس نواب الشعب.