ووصف وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، الزيارة بـ"التاريخية"، مؤكدا أنها تشكل محطة مهمة للارتقاء بالعلاقات المتميزة بين البلدين، وموضحا، لوكالة الأنباء القطرية، أنها تأتي في إطار تصور جديد لعلاقات تونس مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، ومع دولة قطر بشكل خاص.
وأبرز الجهيناوي أن دولة قطر كانت من أولى الدول الداعمة للثورة التونسية، و"لها مكانة خاصة لدى تونس، حيث ساهمت بشكل كبير في دعم مسار التنمية وعملية الانتقال الديمقراطي، ومواجهة الإرهاب، التي تتطلب إمكانات كبيرة، إذ لا يمكن أن تجابهه دولة بمفردها"، مثنيا على ما تقدمه قطر لتونس "في سبيل مجابهة التحدي الكبير، ألا وهو البطالة، حيث يقدر عدد العاطلين من العمل في تونس بأكثر من 600 ألف عاطل، من بينهم 242 ألفا من حاملي الشهادات العليا، وذلك من خلال مشاريع الاستثمار المتنوعة التي أحدثتها في تونس بعد الثورة".
وشدّد على رغبة بلاده في رفع الاستثمارات القطرية بها، خاصة من القطاع الخاص، مؤكدا أن تونس تتوفر على إمكانات استثمارية كبيرة، لا سيما في الجهات الداخلية التي تحظى بأولوية في برامج الحكومة التنموية، مشيرا إلى أنها بصدد إصدار قانون جديد للاستثمار يوفر حوافز كبيرة للمستثمرين ورجال الأعمال، "ما يشجع بالتأكيد على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ولا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي".
وأكد وزير الخارجية التونسي على وجود تطابق في الرؤى بين البلدين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا وسورية واليمن.
وفيما يخص الملف الليبي، قال المتحدث ذاته إن تونس وقطر تدعمان حكومة الوفاق الوطني الليبي، برئاسة فايز السراج، و"هناك تنسيق متواصل بين الجانبين فيما يتعلق بدعم جهوده في نشر الأمن والاستقرار في هذا البلد، واستكمال المسار السياسي، بمشاركة كافة الفرقاء الليبيين"، لافتا إلى أن عدم الاستقرار في ليبيا حاليا، وتهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" لهما انعكاسات خطيرة على تونس، مستشهدا بالهجوم الذي استهدف مدينة بنقردان في جنوب تونس خلال شهر مارس/ آذار الماضي، وراح ضحيته نحو 19 شخصا من عسكريين ومدنيين، ومقتل حوالي 50 مسلحا، واعتقال عدد مماثل.
كذلك أكد المسؤول التونسي تطابق موقفي تونس وقطر في الملف السوري، موضحا أن "الحل لهذه الأزمة يكون سياسيا، وهو التوجه الذي يرغب به الشعب السوري، وبدأ بمفاوضات جنيف"، متمنيا نجاح المفاوضات "لإنهاء مأساة الشعب السوري".
بدوره، ذكر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، معز السيناوي، أن زيارة السبسي هذه للدوحة من شأنها أن تحقق نقلة نوعية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدد، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، على أنها تأتي تتويجا لما شهدته العلاقات التونسية القطرية من تطور في شتى المجالات.
وسيعقد مجلس الأعمال التونسي القطري، بمناسبة هذه الزيارة، بعد انقطاع دام قرابة خمس سنوات، إذ تعتبر قطر ثاني مستثمر في تونس، ويجمعهما تعاون مالي مهم.
وقال السيناوي إن عدد أفراد الجالية التونسية المقيمة بقطر يعكس، أيضا، طبيعة العلاقة القائمة بين البلدين، مبينا أن عددهم تضاعف 5 مرات خلال السنوات الأخيرة، ليناهز 20 ألف تونسي، من بينهم 8 آلاف إطار.