تعاني محافظات الدلتا والمناطق المجاورة للقاهرة الكبرى؛ جراء تصاعد الأدخنة الناتجة عن حرق قش محصول الأرز في الأراضي الزراعية. ويبدو أن بعض الفلاحين استغلوا إجازة العيد وغياب الرقابة، ليحرقوا قش الأرز على الطرقات؛ مما أدى إلى انعدام الرؤية.
وطالب مواطنو محافظة الشرقية المحافظ "بضرورة تشديد الرقابة والعقوبة على جميع المخالفين، حفاظاً على أرواحهم وصحتهم؛ إذ تؤدي تلك الأدخنة إلى الإصابة بالأمراض الصدرية".
وتجدر الإشارة إلى أنه في هذا الوقت من كل عام، تكثر تصريحات المسؤولين المتعلقة بالاستعدادات البيئية والعلمية لمواجهة السحابة السوداء، من دون أن يظهر ذلك جلياً على أرض الواقع. كذلك، تكثر أمراض الجهاز التنفسي بصورة كبيرة في هذا الوقت من السنة، وتصبح سماء المحافظات المجاورة رمادية اللون؛ جراء الأدخنة المنبعثة منها.
قديماً، لم يكن الفلاحون يسعون إلى حرق مخلّفات الزراعة هذه، لأنهم اعتادوا استخدامها كوقود لإشعال الأفران.
والسحابة السوداء ظاهرة سنوية، إذ يعمد المزارعون إلى حرق قش الأرز بعد موسم الحصاد. وقد بدأت هذه الظاهرة في خريف عام 1999، مما تسبب في زيادة التلوث بنسبة 10 مرات عن المعدل الطبيعي.
ويبقى القرار السياسي والحسم الإداري غائباً، مما يزيد من معاناة المواطن، إضافة إلى المزارع الذي يشكو بدوره من ارتفاع أسعار نقل المحصول والقش. ويقول المهندس الزراعي في مديرية الزراعة بمحافظة الشرقية أحمد السيد لـ"العربي الجديد": إن "النظام يدعم التجار والمحتكرين، فيخفض الأسعار وقت جني المحصول، مما يفاقم من خسائر المزارع".