وأصدر السراج أوامره لآمري المناطق العسكرية التابعة له، باتخاذ إجراءاتهم برفع درجة الاستعداد القصوى وإعادة تمركز وحداتهم، مرجعاً هذا الأمر إلى التصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية، لمن وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية" في إشارة لقوات حفتر.
كما كلف السراج، بحسب بيان نشره مكتبه الإعلامي، رئاسة الأركان الجوية بشكل عاجل بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة، للتصدي لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية.
وأعلن المجلس العسكري لمدينة مصراته، اليوم الخميس، استعداده لـ"صد زحف قوات حفتر"، مطالباً السراج بـ"إعطاء أوامر العمليات الفورية ودون تأخير، لكافة أمراء المناطق في المنطقة الغربية لمواجهة تحركات التمرد".
وطالب المجلس العسكري المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، بإصدار بيان يوضح فيه موقف البعثة مما يجري ووصفوها بـ"التحركات المشبوهة".
وفي تسجيل صوتي، أمر حفتر قواته بالتحرك صوب العاصمة طرابلس، ونشر التسجيل الصوتي اليوم تحت عنوان "عملية تحرير طرابلس".
وقال حفتر، في كلمته التي بثتها وسائل إعلام مقربة منه، "آن الآوان لدخول العاصمة طرابلس وحان موعدنا لبيك طرابلس"، في إشارة لبدء تقدم قواته باتجاه العاصمة الليبية "استجابة لأهالي طرابلس" على حد زعمه.
وألقى حفتر كلمته من قاعدة الجفرة، 450 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس، التي وصل إليها مساء اليوم قادماً من قاعدته العسكرية في المرج شرق البلاد، بحسب مكتب قيادة قواته.
وبحسب مراسل "العربي الجديد"، فإن قوات حكومة الوفاق تنتشر بشكل كثيف في منافذ العاصمة الجنوبية والغربية، بينما أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق حالة النفير القصوى في كافة وحداتها الأمنية لتأمين العاصمة، "تحسباً لأيّ خرق أمني محتمل".
من جانب آخر، أكدت قيادة قوات حفتر تقدمها من قاعدة الوطية (140 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس)، باتجاه مدينتي صرمان وصبراتة (70 كيلومتراً غرب طرابلس) وبسط سيطرتها الكاملة عليهما.
وفي وقت أعلن أحمد المسماري المتحدث باسم قيادة قوات حفتر، انتهاء المرحلة الأولى من خطة اللواء المتقاعد للسيطرة على طرابلس خلال مؤتمر صحافي عاجل مساء الخميس، تشهد منطقة الهيرة الواقعة جنوب طرابلس بنحو 60 كم، اشتباكات عنيفة بين قوات حفتر وقوات الوفاق.
ورصدت "العربي الجديد" انتشاراً كثيفاً لقوات حكومة الوفاق في منافذ طرابلس الجنوبية والغربية، كما أعلنت قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحكومة الوفاق، وصول وحداتها القادمة من مصراته وتمركزها في منطقة تاجوراء، تزامناً مع إعلان قوة حماية طرابلس استمرار سيطرتها على مناطق الزاوية غرب طرابلس، حتى العزيزية والسراج وإسبيعة جنوبها.
وتشكل المناطق التي سيطرت عليها قوات حفتر شكل هلال على العاصمة طرابلس، بدءاً من منقطتي صبراته وصرمان غرب طرابلس، مروراً بمناطق شمال غريان، وتحديداً منطقة الهيرة، لينتهي قوس الهلال عند ترهونة المحاذية لطرابلس شرقاً بنحو 90 كم، التي أكد المسماري وصول طلائع قوات حفتر لها، ما يشير إلى إمكانية انضمام قوات اللواء السابع، كبرى قوى المدينة العسكرية.
وإثر إعلان حكومة الوفاق أوامرها لـ"المناطق العسكرية" بـ"استخدام القوة إذا تطلب الأمر"، وذلك للتصدي لتقدم قوات حفتر، أكد المسماري أن "الأوامر صدرت بتحرير العاصمة ولا يمكن التراجع"، داعياً السراج إلى مراجعة قراره بمواجهة قوات حفتر، موجهاً كلامه للسراج بالقول "انتهى الكلام مع الإرهابيين".
وفيما ذكر المسماري أنه "لا علاقة بين المعركة الحالية بالحراك السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة"، مطالباً بـ"الفصل بين الحرب على الإرهاب وبين الحراك السياسي"، وأن "قوات الجيش مستعدة لتأمين ملتقى غدامس"، رد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالقول إن "الملتقى الوطني لن يعقد في ظل هذه الظروف".
وطالب غوتيريس في مؤتمر صحافي من طرابلس، إثر انتهاء لقاءاته بالسراج وخالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، كل الأطراف الليبية لإيقاف التحركات العسكرية وإنهاء التصعيد العسكري والكلامي في البيانات، مؤكداً أن الأمم المتحدة ملتزمة بتنظيم الملتقى، لكنه يجب أن يعقد بـ"أجواء أفضل".
واليوم الخميس، أعلن آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لقوات حفتر، "السيطرة سلمياً" على مدينة غريان الواقعة جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وأكد وفق بيان للمكتب الإعلامي لقيادة قوات حفتر، أنّ "مقر المليشيا الموجودة في غريان تحت السيطرة"، في إشارة للقوة التابعة للمنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة "الوفاق".
وذكر البيان أنّ كل الآليات والأسلحة الموجودة بالمقر، أصبحت تحت سيطرة جهاز الأمن العام التابع لقيادة حفتر.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أكد مصدر عسكري من مدينة غريان لـ"العربي الجديد"، قيام مجموعة مسلحة موالية لحفتر، باقتحام معسكر الصاعقة ومقرّ سريّة الوسط ومديرية الأمن، مع محاولات قوات حفتر التقدّم باتجاه المدينة للسيطرة عليها.
وأشار المصدر إلى "حالة توتر كبير" تعيشها غريان، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، لافتاً إلى أنّ "القوة الموالية لحكومة الوفاق والتابعة للمنطقة العسكرية الغربية انسحبت، صباح اليوم الخميس، ما شجع موالي حفتر على اقتحام المقارّ العسكرية".