بدأ تطبيق التعرفة الجديدة لأسعار التبغ ومشتقاته في السعودية، والبالغة ضعف سعره الحالي، ليصل سعر العبوة الواحدة إلى نحو عشرين ريالاً. وباشرت المحلات بتقاضي التعرفة الجديدة قبل دخولها حيز التنفيذ فعلياً الأسبوع المقبل.
وأكد مدير عام الجمارك، صالح الخليوي، أن "التسعيرة الجديدة للتبغ أقل من السعر المتعارف عليه عالمياً، لأن الحد الأدنى للقيمة الذي يُصرح به بعض مستوردي التبغ ومشتقاته للجمارك لم يكن يمثل القيمة الحقيقية". وأضاف "الملاحظ أن جميع السلع الواردة للسعودية زادت أسعارها، وبقي سعر التبغ ومشتقاته أقل من قيمته الحقيقية، لهذا جرى تعديل الحد الأدنى للقيمة الذي لا يجوز للمستورين التصريح بأقل منه. فعلى سبيل المثال، بعض علب السجائر كان سعرها يقل عن ريالين، حسب تصريح المستورد للجمارك، وهذه قيمة لا تمثل قيمتها الحقيقية". ويتابع "الآن لا تقبل القيمة إذا قلت عن أربعة ريالات للعلبة، حسب جودتها، وهكذا بالنسبة لبقية أنواع التبغ".
اقرأ أيضاً: السرطان يقتل 400 ألف سنوياً في شرق المتوسط
ويمكن أن توفر التعرفة الجمركية الجديدة نحو أربعة مليارات ريال لخزينة الدولة، والأهم أن الارتفاع الكبير في السعر قد يكون دافعاً إلى الإقلاع عن التدخين، خاصة لدى صغار السن، الذين لن يتمكنوا من دفع 600 ريال شهرياً للحصول على التبغ، خاصة أن أسعار الشيشة سترتفع هي الأخرى بنحو الضعف.
ويؤكد الدكتور صالح اليامي، الذي يدير عيادة متخصصة للإقلاع عن التدخين في الدمام، أن هذه الخطوة قد لا تكون كافية، ولكنها دفعة جيدة للإقلاع عن التدخين، ويقول لـ"العربي الجديد" إن "الهدف من رفع قيمة التبغ اقتصادي بالدرجة الأولى، لكنه خطوة فعالة للإقلاع عن التدخين، خاصة لدى الطلاب وصغار السن، فمبلغ 20 ريالاً يعتبر مبلغا كبيرا على الطالب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وللأسف هم يشكلون أكثر من نصف المدخنين في السعودية".
ويشدد الدكتور اليامي على أن التدخين في السعودية بات يشكل خطورة كبيرة على الصحة، كونه "المسبب الأول للوفيات في البلاد، إذ إن نسبة المصابين بالسرطان بسببه مرتفعة جداً، ومنذ سنوات طويلة نطالب بقوانين أكثر صرامة للحد منه ورفع قيمته بشكل كبير أسوة بالدول الأخرى، ونحن الآن خطونا الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف، قد لا تكون كافية، ولكنها بداية جيدة على الأقل".
اقرأ أيضاً: أطفال يدخنون الشيشة
وتعتبر السعودية واحدة من أعلى دول العالم في نسبة المدخنين مقارنة بعدد السكان. وبحسب الجمعية السعودية للإقلاع عن التدخين (نقاء)، تحتل السعودية المرتبة الرابعة عالمياً في استهلاك التبغ مقارنة بعدد السكان، ويموت فيها نحو 22 ألف شخص سنوياً بسبب التدخين، بمعدل 62 فرداً يومياً.
وكانت دراسة أجرتها الجمعية أكدت أن 53 في المائة من الطلاب في المرحلتين الثانوية والمتوسطة من المدخنين، أو سبق لهم أن جربوا التدخين، وأن 24 في المائة منهم يدخنون باستمرار، ويبلغ متوسط أعمار المدخنين في السعودية نحو 13.8 عاماً، وهو يعتبر الأكثر انخفاضا بين دول الخليج.
ولا يقتصر التدخين على الرجال فقط، فقد أكدت وزارة الصحة السعودية أن 1449 سيدة سعودية راجعن عيادات الإقلاع عن التدخين في عام 2014. كما أظهرت دراسة حديثة أن التدخين ينتشر بنسبة 40 في المائة بين الرجال، و10 في المائة بين النساء، و15 في المائة بين المراهقين.
وبينت إحصائيات رسمية أخرى أن عدد المصابين بالسرطان في السعودية نتيجة التدخين تجاوز العشرة آلاف مريض، وأن 80 في المائة من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخنين، و80 في المائة من المصابين بسرطان الحنجرة هم كذلك من المدخنين.
اقرأ أيضاً: الجزائر تمنع التدخين في وسائل النقل العام