السعودية: المعلمون ينفون التصريحات عن فائض أعدادهم

19 فبراير 2017
تحسين أوضاع المعلمين من شروط تطوير التعليم (فرانس برس)
+ الخط -
أثارت تصريحات وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى غضب المعلمين في السعودية، إذ أكد فيها وجود فائض في الكادر التعليمي، في محاولة منه لتبرير عدم احتواء الخطة الوظيفية الجديدة لوزارة الخدمة المدنية وظائف تعليمية رغم تقاعد أكثر من 19 ألف معلم هذا العام.


وحاول المتحدث الرسمي لوزارة التعليم، مبارك العصيمي، تخفيف وقع تصريحات الوزير الصادمة. وقال: "إشارة إلى تصريح الوزير عن وجود فائض في أعداد المعلمين، توضح الوزارة أنها تتخذ حاليًا بعض الإجراءات الخاصة بهيكلة القوى البشرية، وتؤكد عدم وجود عجز حقيقي"، موضحا أن العجز الظاهر حاليا في أعداد المعلمين ناتج عن توزيع الوظائف.


هذه التصريحات لم ترضِ المعلمين، الذين يعانون من ضغط كبير، أضافة إلى أن الفصول الدراسية تغص بأكثر من 35 طالبا في المتوسط، مستغربين مزاعم الفائض.




وأكد الأستاذ عبد الرحمن اليامي اضطرار مدرستهم إلى تقليص عدد الحصص بسبب نقص المعلمين، وقال لـ "العربي الجديد" :"الزعم بتكدس المعلمين غير منطقي ولا صحيح، فالكل يعلم أن هناك نقصا كبيرا في أعداد المعلمين، خاصة في المدن الكبرى والمتوسطة".


وأضاف: "بات نصاب المعلم 23 حصة أسبوعيا، وهو يدرس أكثر من 35 طالبا في الفصل الواحد، فعن أي فائض كان الوزير يتحدث".


وأوضح المعلم وليد محمد أن "نقص المعلمين أجبرنا على تدريس مواد في غير تخصصنا، خاصة بعد فتح باب التقاعد المبكر، وإلى غض الطرف عن مستوى الطلاب والطالبات بسبب هذا العجز". وتابع: "نعاني من زيادة الحصص، وكنا نعتقد أن الفرج قريب من خلال حركة تعيين كبيرة، تعيد نصاب المعلمين من الحصص إلى معدله الطبيعي".








تواجه الوزارة حركة تقاعد مبكرة واسعة، ويحاول المعلمون القدماء الهرب من سلم الرواتب الجديد الذي قد يقلص رواتبهم بعد التقاعد لنحو 30 في المائة.


وأكد المختص في التعليم السعودي ومدير مدرسة سابق، محمد الثميري، أن الوزارة تحاول حل مشكلة نقص المعلمين من خلال تقليص عدد المدارس الموجودة في القرى والأماكن النائية، ونقلهم للمدارس التي تعاني من النقص، ولكن هذا الحل لا يراه مثاليا.


تكدس التلاميذ في الفصول إحدى معوقات التعليم (فرانس برس) 


وقال لـ"العربي الجديد": "التعليم حق مكتسب لكل مواطن، حتى في مدرسة نائية، فلا يمكن أن نجبر الطالب وعائلته على النزوح للمدن الكبرى كي يتعلم. في هذا الحالة نفرغ القرى والمدن الصغيرة من سكانها، وهذا له أضرار ديموغرافية كبيرة على البلاد".


وأضاف: "مزاعم الوفر في عدد المعلمين من خلال تقسيم عددهم على عدد الطلاب أمر غير منطقي، لأنه لا يأخذ في الاعتبار أعداد المعلمين في المدن الرئيسة، التي تصل فيها نسبة التكدس في الفصول إلى 40 طالبا، مقابل مدارس في قرى قد يكون عدد المعلمين فيها أكثر من الطلاب".


تقليص عدد المعلمين يدمر التعليم (فرانس برس) 


ورأى الثميري أن خطة وزارة التعليم تقليص عدد المعلمين للنصف سيكون لها تأثير مدمر على التعليم السعودي، وكذلك تقليص المواد في المناهج ليس حلا، لأنه سيقود لمزيد من التكدس في الفصول، والضغط على المعلم.


وأضاف: "يعطي كل مدرس 23 حصة أسبوعيا، بمعدل 4.5 حصص يوميا دون الأخذ في الاعتبار حصص الانتظار، وزيادة هذا المعدل تقتل التعليم، وتطبيق فكرة الوزير بتقليص العدد للنصف، يعني أن كل معلم سيعطي 40 حصة أسبوعيا، ما يعني أن المعلم يعطي ثماني حصص في اليوم، أي أكثر من عدد الحصص الفعلي".