واعتبر المنتقدون بحسب موقع صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية اليوم، أن ما تقوم به السعودية هو تدمير مهد الإسلام، وطمس المعالم التاريخية.
وفي حين لم يصدر أي إعلان رسمي من محافظة مكة المكرمة أو من السلطات السعودية عن التدابير المقترحة، فإن الفيديو الذي تم تقديمه لـ"ذا إندبندنت" من طرف مؤسسة الأبحاث للتراث الإسلامي يظهر نموذجا مصغرا يعرض حاليا بمكة المكرمة يبين كيفية عمل السقف المزمع تشييده.
ويهدف تصميم مشروع المظلة الجديد إلى حماية الحجاج من لفح الشمس الحارقة عند زيارة الكعبة تلك البناية السوداء الواقعة وسط المسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي يواجهها المسلمون في الصلاة.
وتنقل الصحيفة عن الدكتور عرفان العلوي، مدير مؤسسة أبحاث التراث الإسلامي قوله: "لا أستطيع أن أفهم لماذا سيتم تدمير مهد الإسلام؟"، مشيرا إلى أنه"لا شيء ينبغي أن يغطي الكعبة من فوق، لأن المسلمين يؤمنون بأن رحمة الله عز وجل تنزل من السموات العلى".
ويضيف أن "تصميم هذه المظلة يوحي وكأنه مركبة فضائية مقتبسة من أفلام هوليوود".
في حين يوضح اللواء محمد الأحمدي، قائد قوات الأمن في المسجد الحرام، أن وسائل الإعلام السعودية نقلت مؤخرا تفاصيل عن هذا البناء".
وبحسب ذا إندبندت، فإنه ليس معتادا أن تبدأ مشاريع البناء الكبرى بدون استشارة عامة أو إعلان مسبق في المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن تجديدات البنية التحتية القائمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجل استيعاب المزيد من الحجاج.
وستشمل الإضافات ستة طوابق جديدة للصلاة، فضلا عن 860 مصعدا و 24 مصعدا للمعوقين. ولم تتحقق بعد خطط للطرق الجديدة والسكك الحديدية السريعة.
غير أن النقاد يعتبرون أنه بما أن مكة والمدينة لا تتمتعان بحماية مواقع اليونسكو التراثية العالمية، فإن الرياض لها مطلق الحرية في القيام بأعمال التحديث في المدن المقدسة.
وقد غضب المصلون والمؤرخون في جميع أنحاء العالم في كثير من الأحيان بسبب جرف الأحياء التاريخية لصالح الفنادق الحديثة ومراكز التسوق.
ويقدر معهد الخليج الذي مقره الولايات المتحدة في عام 2012 أن 95 في المائة من المباني التي يبلغ عمرها ألف سنة في مكة والمدينة قد دمرت خلال السنوات العشرين الماضية.
ويقول الدكتور علاوي: "هناك أشياء كثيرة أخرى يمكن للسلطات السعودية أن تفعلها لحماية الناس غير هذا السقف". ويتابع "أقرب مستشفى كبير يبعد أكثر من خمسة أميال عن مكة المكرمة. لماذا لا نشيد مستشفيات أخرى بالمناسبة"؟
وتابع "إن سجل السلطات السعودية في رعاية المواقع التاريخية سيئ للغاية. إنهم يؤمنون بالابتكار، ولكنهم يدمرون الكثير خلال العملية".
(العربي الجديد)