كما حمَّلت وزارة الخارجية الحكومة الإيرانية المسؤولية "كاملة حيال حماية سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران، وقنصلية المملكة في مدينة مشهد"، وحماية أمن كافة منسوبيها من أي أعمال عدوانية، وذلك بموجب الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وأكد المصدر بأن تصريحات النظام الإيراني تكشف وجهها الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب، والتي تعد استمرارا لسياساتها في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، مشيرا إلى أن نظام إيران بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها، يعتبر في ذلك شريكا لهم في جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية.
وأضاف المصدر بأن نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، وذلك بالإضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيه لعدد من زعامات القاعدة منذ العام 2001م، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى بحزب الله الحجاز منذ العام 1996، والذي تم القبض عليه في العام الماضي وهو يحمل جواز سفر إيراني.
وأشار إلى أن تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلاًّ من العراق واليمن ولبنان، وسوريا التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون. يضاف إلى ذلك القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلية تابعة لنظام إيران في السعودية، وذلك في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون.
وقال بأن نظام إيران لا يخجل من التشدق بمسائل حقوق الإنسان، وهو الذي أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين دون سند قانوني واضح.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية فإن المصدر في وزارة الخارجية أكد "بأن طائفية النظام الإيراني العمياء لا تدرك بأن شرع الله لا يحكم إلا بميزان العدل والمساواة ولا يفرق بين المذاهب، فالمملكة قضاؤها مستقل عادل وشفاف، لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام إيران".
يأتي هذا في الوقت الذي تجمع فيه مئات الإيرانيين أمام القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية الواقعة شمال شرقي البلاد احتجاجاً على إعدام الشيخ نمر النمر.
ووفق مواقع إيرانية فقد قام بعض المحتجين بإلقاء زجاجات حارقة على مبنى القنصلية وهو ما أدى لاشتعال النار في أقسام منه.
ومع تصاعد التوتر استطاع عدد من المحتجين كسر الباب الخارجي للسفارة واقتحام مبناها، ووفق وكالة إيسنا فإن بعض هؤلاء وصلوا لسطح المبنى و رموا مستندات ووثائق إلى خارج السفارة.
وأضافت إيسنا إنه تم إخراج المحتجين تزامنا واستمرار التظاهرة ضد سياسات المملكة، في ظل تشديد أمني واضح وتواجد مكثف للشرطة ولسيارات الإطفاء في المنطقة المحيطة بالسفارة السعودية.
وتعقيبا على الاقتحام قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري إن "بلاده تؤكد تنديدها بحكم الإعدام الذي نفذ بحق رجل الدين نمر النمر لكن الخارجية تؤكد بذات الوقت على ضرورة تأمين أماكن الديبلوماسيين السعوديين المتواجدين في كل من مدينتي طهران ومشهد".
وأطلق المحتجون هتافات مناوئة للمملكة ورفعوا لافتات تندد بإعدام النمر، واصفين تنفيذ الحكم بحقه بالجريمة التي تتطلب رد فعل واضح وقاطع من الدول الإسلامية.
ونقلت وكالة ايسنا أن قوات أمن إيرانية تدخلت أمام مبنى القنصلية وحاولت صد المحتجين هناك وهو ما أدى لاشتباك مع المحتجين.
في المقابل نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السعودي لديها، بعد ظهر اليوم السبت، احتجاجاً على إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
وذكرت إرنا أن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، أبلغ الديبلوماسي السعودي أحمد المولى اعتراض طهران على الإجراء الذي اتخذ بحق النمر.
ونقلت مواقع إيرانية أخرى أن المولى لم يجب عن أسئلة الصحافيين الإيرانيين لدى وصوله لمقر الخارجية، واكتفى بالقول إن حكم الإعدام بحق النمر قضائي وشرعي.
وفي ذات السياق، وجهت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني برئاسة علاء الدين بروجردي رسالة لوزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف، دعته فيها لإعادة النظر بالعلاقات الدبلوماسية مع الرياض، كما طالبت اللجنة ظريف بتخفيض عدد الموظفين في البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران للاحتجاج على قرار إعدام النمر، وتنديداً بالاعتداء على شابين إيرانيين في مطار جدة من قبل الشرطة السعودية قبل أشهر، فضلاً عن عدم الجدية في التعاطي مع ملف ضحايا حادثة التدافع في منى أثناء أداء مناسك الحج، وفق ما جاء في الرسالة.
كما نشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية بياناً للحرس الثوري الإيراني، نعى فيه الشيخ النمر، كما جاء فيه أن إعدام النمر مؤامرة صهيونية ترمي للتفرقة بين المسلمين، كما أنها تضاهي جرائم تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
كما اعتبر بيان الحرس أن السياسات السعودية الداخلية والخارجية عقيمة، حيث إن الرياض تتبع سياسات غير مقبولة في اليمن والبحرين وتساهم بزيادة التوتر في المنطقة، وجاء فيه، أيضاً، إن "النصر سيكون حليف المقاومة كما سيستطيع الشباب في السعودية إسقاط النظام هناك وسيكون الانتقام من كل الجرائم السعودية في المستقبل القريب" حسب ما جاء في البيان.
اقرأ أيضاً: السعودية تتجاهل انتقادات إيران وتستنفر أمنيّاً