السعودية تستدعي شخصيات يمنية مثيرة للجدل.. وهادي يتهرب من "غريفيث"

11 اغسطس 2020
بن بريك على رأس الشخصيات المستدعاة من طرف "الانتقالي" (تويتر)
+ الخط -

استدعت السعودية، الثلاثاء، شخصيات يمنية "مثيرة للجدل" من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، عشية استئناف المشاورات بين الجانبين، فيما رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث في ثاني أيام زيارته للرياض.

وتسعى الرياض للدفع نحو تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض، الذي أثمر حتى الآن عن تأدية محافظ عدن أحمد حامد لملس القسم الجمهوري أمام الرئيس هادي، وتعيين مدير لشرطة عدن، فضلا عن تكليف الدكتور معين عبد الملك بتشكيل الحكومة المرتقبة.

وقال مصدر حكومي يمني، لـ"العربي الجديد"، إن طائرة سعودية نقلت وزير النقل المستقيل صالح الجبواني، من مدينة سيئون بحضرموت إلى الرياض، بالتزامن مع وصول القيادي السلفي في المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، برفقة باقي أعضاء المجلس الذين قضوا إجازة العيد في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن الرياض تسعى، خلال اليومين القادمين، لاستدعاء المزيد من القيادات المثيرة للجدل في صفوف الشرعية والمجلس الانتقالي، لمزيد من التشاور حول تشكيل حكومة الشراكة المرتقبة، واحتواء أي اضطرابات قد تحول دون تنفيذ الشق العسكري.

وكانت الرياض تصنف "الجبواني" و"هاني بن بريك" ضمن جناح مؤجج للأحداث، التي شهدتها عدن في أغسطس/آب الماضي، ضمن مجموعة من الشخصيات المدنية والعسكرية، كما منعتهم من العودة إليها.

وتشمل القائمة من صف الشرعية وزير الداخلية في الحكومة أحمد الميسري ووزير النقل المستقيل صالح الجبواني، ومن الانفصاليين نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك والمدير السابق لشرطة عدن شلال شايع.

واشترط اتفاق الرياض، في نسخته الأولى، عدم منح تلك الشخصيات المثيرة للجدل أي مستقبل سياسي في الحكومة المرتقبة، ولا يُعرف ما إذا كانت السعودية قد تراجعت عن ذلك أم لا.

ووفقا للمصدر، فإن عدم منح أحمد الميسري أي دور بالحكومة المرتقبة كان شرطا رئيسيا للمجلس الانتقالي، وهو ما جعل الشرعية تطالب بالمقابل بعدم منح شخصيات انفصالية، على رأسها هاني بن بريك وشلال شايع وقائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن، أي دور مستقبلي أيضا.

ومن المقرر أن تستأنف اللجان المشتركة بالشرعية والمجلس الانتقالي، غدا الأربعاء، مشاوراتها غير المباشرة بالرياض، بعد عودة رئيس البرلمان سلطان البركاني، مساء اليوم الثلاثاء، من العاصمة المصرية القاهرة، وعودة وفد المجلس الانتقالي من أبوظبي.

وعقدت حكومة تصريف الأعمال، الثلاثاء، أول اجتماعاتها في الرياض، برئاسة رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك، وأكدت التزامها ودعمها الكامل لاستكمال بقية بنود آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض. 

ووفقا لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد أكد عبد الملك، ضرورة استمرار حكومة تصريف الأعمال في القيام بواجباتها ومسؤولياتها حتى تشكيل الحكومة الجديدة وعودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن وأداء اليمين أمام الرئيس هادي.

آداب وفنون
التحديثات الحية

هادي يتهرب من لقاء غريفيث

وفي سياق آخر، أكدت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس هادي يتهرب من لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، الذي يزور الرياض لليوم الثاني بهدف فرض ما يسمى بـ"الإعلان المشترك" لوقف إطلاق النار.

وأكدت المصادر أن هناك امتعاضا حكوميا من غريفيث لمحاولته تمرير الإعلان المشترك من دون إدراج أي تعديلات، رغم رفض الشرعية للنسخة الأولى واعتبارها تمس السيادة وتصب في مصلحة الحوثيين.

وقال مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إن الرئاسة اليمنية رفضت حتى مساء الثلاثاء تحديد موعد للمبعوث من أجل لقاء الرئيس هادي، وحددت موعدا للقاء نائبه الجنرال علي محسن الأحمر، كنوع من الاحتجاج على التعامل الأممي مع الشرعية.

وتُلقي الرئاسة اليمنية بالسبب وراء عدم اللقاء بالمبعوث إلى ظروف الرئيس الصحية، لكن هادي كان قد ظهر في وقت سابق الثلاثاء أمام محافظ عدن الجديد أثناء تأدية القسم الجمهوري، رغم أن ملامح سحنته افتقدت للابتسامة أمام العدسات كما هو معتاد عند استقبال أي مسؤول حكومي أو خارجي.

واكتفى المبعوث الأممي في يومه الثاني من الزيارة، التي تستمر حتى الخميس، بلقاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر. 

وقال آل جابر، في تغريدة على تويتر، إنه ناقش مع غريفيث "جهود السلام في اليمن وناقلة النفط صافر"، وأكد له دعم السعودية لجهود الأمم المتحدة  للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن وفق المرجعيات الثلاث، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

المساهمون