تحاول الشرعية اليمنية منذ فترة عقد جلسة مجلس النواب في شبوة. ورغم التحضيرات التي تقوم بها قيادات الشرعية، وفي مقدمتهم نائبا رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري ومحمد الشدادي، إلا أن السعودية والإمارات تمنعان ذلك، رغم الظروف الأمنية الأفضل في المحافظة، فضلاً عن المؤهلات والإمكانيات التي تسمح لها باحتضان الجلسة، إذ تخضع بشكل كامل لقوات الشرعية من جيش وأمن، وتطل على البحر العربي.
وفي تصريحات إعلامية، أكد مستشار الرئيس اليمني نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، الذي يتنقل في محافظات شرق اليمن الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، إن التحالف يمنع عقد جلسة النواب، كما يمنع عودة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها من الداخل.
وقال جباري، في مقابلة مع قناة "بلقيس" اليمنية، الخميس، إنه "يجب على السعودية والإمارات أن تتعاملا مع اليمن باحترام وصدق بعيداً عن التعالي والإملاءات، ويجب أن تعود مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة، ويتم دمج الجيش الوطني، تفادياً لعدم حدوث مشاكل في المستقبل، ولن نقبل أن يصادر القرار السياسي لليمن ونحن دولة مستقلة، وقدمنا الكثير من التضحيات".
وأكد أن "اليمن سيتعافى، ومن يريد له الشر سيخرج مهزوماً بكل تأكيد"، ولفت إلى أنه "إذا أرادت السعودية والإمارات تنفيذ اتفاق الرياض أعتقد أنه كان سيتم تنفيذه وحلت مشكلة عدن منذ وقت مبكر.. السعودية والإمارات إذا كانتا تريدان الحل في اليمن ستسمحان بعودة الرئاسة والحكومة والبرلمان إلى عدن. من المهم أن تكون الحكومة حاضرة على الأرض في المحافظات لمعرفة ما يجب عليها أن تعمله".
جباري: يجب على السعودية والإمارات أن تتعاملا مع اليمن باحترام وصدق بعيداً عن التعالي والإملاءات، ويجب أن تعود مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة
وأضاف جباري أن "السعودية والإمارات إذا كان لديهما رغبة بحل الكثير من المشاكل في اليمن لفعلتا، ولكن الكثير من الأوراق لم تعد بيد اليمنيين، ولا أدري ما هي المصالح والحسابات التي تضعها السعودية والإمارات وراء عدم حل المشكلة اليمنية حتى الآن، كما أن التحالف حوَّل منشآت الغاز باليمن إلى ثكنات عسكرية، ولم نعد نستطيع تصدير لتر واحد من الغاز رغم حاجتنا للدولار الواحد، لاسيما أن التحالف جاء من أجل عودة الشرعية، ولكن حتى الآن لم تعد الحكومة إلى المحافظات التي تم تحريرها. التحالف يتصدق علينا ببضعة ملايين، ويمنعنا من تصدير ثروات بمليارات الدولارات، واتفاق الرياض الذي رعته السعودية لم ينفذ على أرض الواقع حتى الآن رغم الترويج الكبير الذي حصل، لذا أشعر بتشاؤم تجاه الحديث عن نجاح الحوار في الريتز كارلتون في الرياض".
وقال جباري الذي يقوم بجولة في محافظات شرق اليمن: "الهدف من زيارتي لمأرب وشبوة وحالياً حضرموت هو الإطلاع على الأوضاع ونقلها للرئاسة والحكومة، والوضع الأمني في مدينة سيئون مقلق، وعلى الداخلية أن تتعامل مع الملف".
وفسر مراقبون للشأن اليمني استمرار منع عودة الحكومة اليمنية إلى مناطق سيطرتها بأنه يأتي ضمن سياسية التحالف الأخيرة التي باتت أكثر عداء مع الشرعية، وتسعى إلى تقليص نفوذها رويداً رويداً، وأيضاً مع التحركات العسكرية والاستعدادات التي تقوم فيها الإمارات لتكرار محاولة الانقلاب في محافظة شبوة".
وتحاول الدولتان إدخال منظومة اتصال متطورة إلى شبوة تعتقد مصادر عسكرية أنها نفس تلك التي استخدمتها الإمارات في عدن للتجسس، بما في ذلك التجسس على مسؤولي الشرعية من وزراء ومستشارين ورؤساء مجلس الوزراء، الذين تناوبوا على رئاسة الحكومة، إضافة إلى القادة العسكريين والأمنيين وسياسيين ونشطاء وصحافيين ورجال دين وأعمال، و"يحاولون تكرار ذلك اليوم في شبوة".