إذ بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة، فإن أسعار النفط ربما ترتفع إلى مستويات تراوح بين 90 و100 دولار بسبب نقص إمدادات الخامات السعودية وترفع أسعار الغازولين في الولايات المتحدة.
وكان الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، قد وعد ترامب برفع الإنتاج السعودي إلى 12 مليون برميل يومياً، ويقول مسؤولون سعوديون للصحيفة إن أقصى ما يمكن ان تنتجه السعودية 11 مليون برميل يومياً.
وتبدأ أميركا فعلياً تطبيق الحظر على النفط الإيراني في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو نفس الشهر الذي تجرى فيه انتخابات الكونغرس. وطلب الرئيس ترامب وبلهجة حادة من دول منظمة "أوبك" الأسبوع الماضي، وهو يقصد السعودية تحديداً، زيادة الإنتاج كي لا ترتفع الأسعار وتفسد عليه الأغلبية في الكونغرس التي يتمتع بها حزبه، الجمهوري، في الانتخابات المقبلة.
ويقول تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن السعودية ليست لديها الطاقة الفائضة الكافية لتلبية الطلب النفطي العالمي الذي سيطرأ في شهر أكتوبر/ تشرين الأول بسبب حظر النفط الإيراني. ويسعى تجار النفط لزيادة مشترياتهم النفطية تحوطاً لما سيطرأ على السوق بعد الحظر الأميركي.
ونسبت الصحيفة إلى أشخاص على اطلاع بالموضوع النفطي قولهم إن" شركة أرامكو السعودية أعلنت لزبائن محتملين، أنه ليس لديها الكميات الكافية من الخامات لتلبية طلبهم في أكتوبر".
وحسب التقرير، يرى مسؤولون سعوديون، أن "أرامكو" لن يكون لديها النفط الكافي لتغطية النقص النفطي في السوق العالمي بعد الحظر. وذلك على الرغم من أنها ستستخدم اجتماع "أوبك" غداً الأحد في الجزائر لإصدار تصريحات لطمأنة السوق العالمي بشأن الإمدادات الكافية بعد تطبيق الحظر الإيراني.
وربما يفسر قيام الإدارة الأميركية بإطلاق 10 ملايين برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي والتي سيبدأ بيعها من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول مخاوف الرئيس ترامب من عدم تلبية الحكومة السعودية لطلبات زيادة الإنتاج.
وتوقعت الصحيفة أن يقود النقص في إمدادات النفط إلى رفع أسعار النفط فوق 90 دولاراً للبرميل، وأن يؤثر ذلك سلباً على الناخبين في انتخابات النصف، التي ستحدد ما إذا كان الحزب الجمهوري سيحصل على الأغلبية في الكونغرس أم لا.
وقال تاجر نفطي لصحيفة "وول ستريت جورنال": "التأثير المزدوج لحظر النفط الإيراني ومحدودية إمدادات الخام السعودية، يعني أننا نتجه نحو ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 90 و100 دولار للبرميل". وأضاف "إذًا، ليست إيران وحدها التي ستكون متضررة من حظر النفط الإيراني ولكن المواطن الأميركي، حيث إن أسعار الغازولين سترتفع في أميركا كذلك".
وقال أحد مشتري النفط السعودي من نوعية الخام العربي الخفيف إن "الطلب على الخام العربي الخفيف مرتفع جداً في الأسواق، وبالتالي، فإن جميع الكميات المتوفرة لدى أرامكو في شهر أكتوبر تم التعاقد عليها مسبقاً".
وأضاف "من ثم عرضت علينا أرامكو خامات أخرى من نوعية النفط الثقيل والمتوسط". ويذكر أن كميات النفط الإيراني المتوقع أن تتوقف عن التصدير في حال التطبيق الكامل للحظر تقدر بحوالى 1.9 مليون برميل يومياً. وكان الرئيس ترامب قد قال في تغريدة قبل شهور، إن الملك سلمان ابلغه أن السعودية يمكن أن تنتج بطاقة 12 مليون برميل يومياً. ولكن التقرير نسب إلى مسؤوليين سعوديين قولهم إن "أقصى ما يمكن أن تنتجه السعودية هو 11 مليون برميل يومياً، وحتى هذا المعدل لن تستطيع الاستمرار فيه سوى لشهور قليلة".
ولكن نسبت الصحيفة إلى "مسؤوليين سعوديون قولهم إن هنالك شكوكا حول ما اذا كانت أرامكو تستطيع الإنتاج بهذا المعدل لمدة طويلة". وكانت السعودية زادت انتاجها حوالى 400 ألف برميل يومياً خلال الشهرين الماضيين، حيث يبلغ إنتاجها النفطي حالياً حوالى 10.4 ملايين برميل يومياً.