أصدر العاهل السعودي أوامر ملكية بتعيين عدد من السفراء حول العالم، أبرزها تعيين خالد العنقري (وزير التعليم العالي السابق) سفيراً في فرنسا، وعواد العواد سفيراً في ألمانيا، والأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة، فيما يأتي تعيين الأخير في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية ـ الأميركية حالة برود جديدة، تتمثّل بتغيّر مواقف الولايات المتحدة من قضايا كثيرة في المنطقة.
السفير السعودي الجديد في واشنطن، يأتي من خلفية صناعية واقتصادية. إذ أتم دراسته الجامعية كمهندس في المملكة المتحدة، ثم التحق سنة 1975 بالعمل في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، المسؤولة عن أبرز مدينتين صناعيتين في المملكة.
وتكتسب سفارة السعودية في واشنطن أهمية مضاعفة بالنسبة للسعودية، بسبب التحالف الاستراتيجي بين البلدين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث جاء استثمار الشركات الأميركية في النفط السعودي، والذي ترافق مع تفاهمات استراتيجية سياسية، جعلت الولايات المتحدة الحليف الأقرب للسعودية إبان المد الناصري في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ولاحقا دعمت الولايات المتحدة السعودية ضد الثورة الإيرانية، والتهديدات العراقية لدول الخليج، حيث قادت أميركا تحالفا دوليا لتحرير دولة الكويت 1991.
هذه العلاقة الاستراتيجية لم تخلُ من لحظات عصيبة، يمكن اعتبار أبرزها الموقف السعودي من الحرب العربية ـ الصهيونية في 1973، حيث أعلنت المملكة وقوفها مع الدول العربية وقطع إمدادات النفط، ما أثّر سلباً على العلاقات السعودية ـ الأميركية.
لكن الشرخ الأكبر في هذه العلاقة، كان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، حيث نفذ العمل 15 سعودياً من بين 19 انتحارياً، ما تسبّب بأزمة سعودية ـ أميركية واتهامات للسعودية بالوقوف وراء الحادث، بحكم العلاقات ما بين زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، والاستخبارات السعودية، إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان.
إلا أن المحاكم الأميركية برّأت رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، وأعضاء آخرين في العائلة المالكة السعودية، من أي صلات بأحداث سبتمبر.
اقرأ أيضا: القمة السعودية الأميركية: ترميم العلاقات وحسم ملفات المنطقة الشائكة
اليوم تعيش العلاقات السعودية ـ الاميركية حالة برود جديدة، تتمثل بتغيّر مواقف الولايات المتحدة من قضايا كثيرة في المنطقة، من أبرز هذه القضايا الموقف من التحول الديمقراطي في العالم العربي إبان ثورات الربيع العربي، كذلك الاتفاق النووي الإيراني أخيراً.
وقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لقادة الخليج، في قمة كامب ديفيد، مايو/ أيار 2015، بأن الخطر على الخليج يأتي من داخل هذه الدول لا من إيران، وطالب قادة هذه الدول بتبني إصلاحات ديمقراطية واسعة، ما أدخل العلاقات الخليجية (خاصة السعودية) ـ الأميركية في حالة تأزم.
من هو السفير الجديد؟
وولد الأمير فيصل بن عبد الله بن تركي في الطائف سنة 1951، ووالدته هي الأميرة لولوة بنت عبد العزيز، أخت ملك المملكة سلمان بن عبد العزيز.
تدرّج الأمير عبد الله بالعمل في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، حتى أصبح رئيسا لها في الفترة ما بين 1991 و2000.
في سنة 2000، تأسست الهيئة العامة للاستثمار، حيث أصبح رئيسا لها بمرتبة وزير، حتى 2004، حيث ترك المنصب. يترأس الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي الشركة السعودية الإيطالية للتطوير، والتي تأسست سنة 2009 من أجل توفير الدعم للشركات الصغيرة في السعودية.
ويشغل الأمير عبد الله بن فيصل المنصب بعد تولي السفير السابق في السعودية، عادل الجبير، وزارة الخارجية في المملكة، والذي سبقه الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية، لعقدين ونصف، في الفترة ما بين 2005 و2007. والذي جاء بدوره بعد الأمير بندر بن سلطان، والذي شغل منصب سفير السعودية في واشنطن بالفترة ما بين 1983 و2005.
اقرأ أيضا: لائحة أميركية بأهداف لـ"داعش" خارج العراق وسورية