12 مايو 2019
السفراء المحظوظون
إجلال البيل (اليمن)
يقف الرجل ساعات وأياما طويلة أمام إحدى وكالات السفريات، كي يحجز تذكرة سفر إلى خارج اليمن، من أجل العلاج أو الدراسة. وفي اللحظة التي توشك الطائرة على الانطلاق، تتوقف لخلل ما، حدث ذلك كثيرا منذ العامين الأخيرين.
ليست هنا المشكلة، إذ أصبح هذا الشيء حدثًا عاديًا ومكررًا أمام اليمنى، إذا ما قرّر السفر من أجل شيء ما.
في طابور طويل، يقف أصحاب البشرة المنهكة من أجل الحصول على معونات غذائية، والتي لا يحصلون عليها إلا بشقِّ الأنفس. تقف النساء والأطفال أياما لكي يأتي دورهم بغية الحصول على ما لا يُسمن ولا يغني من جوع!
يغادر مئات من أبناء محافظة الحديدة، هربًا من الحرب والمرض، طمعًا في النجاة والحياة، عشرات القذائف والغارات الجوية تمرّ من فوق رؤوسهم. يغادرون منازلهم من دون خطط أو جاهزية لاستقبال ما سيحدث، تركوا بحرهم وصيدهم، وهربوا للنزوح والتعب الطويل، وللمجهول المؤلم!
غارات جوية، قذائف حوثية، يموت فيها كثيرون، ويجرح الأكثر، يشجب ويندد أبناء اليمن، لكن لا أحد يودّ سماع ذلك، يغضّون الطرف عن كل هذا الموت، ولا أحد يتوقف أو يتنازل من أجل الآخر.
لا يشكل كل هذا الدمار وهذا الفقر والجوع والمرض أهمية للحكومة الشرعية وللتحالف العربي، إذ ما زالت التعيينات الدبلوماسية للسفراء وأبنائهم وذويهم، وكل من يُحسب على الشرعية من مسؤول أو وزير أو مستشار.. هم المحظوظون من هذه الحرب التي طال أمدها، ولا شمس تلوح في الأفق، لهؤلاء دائما نصيب الأسد، هذه المنظومة المتكرّرة التي كانت سببا لقيام ثورة 11 فبراير تتجدّد بوجوه جديدة وخراب أسوأ.
لا أحد يلتفت للجرحى، للنازحين الجوعى، للمخفيين قسريًا، وللمختطفين في سجون الحوثيين، للذين مضى على مرضهم وقت كثير، ولم يلتفت لسماع أنينهم أحد. فقط نتفاجأ بتعيينات جديدة وصادمة، في حين أنّ الشكاوي تتوالى من اليمنيين في الخارج، ويعانون من سوء معاملة سفارتهم، هذه التي ما زالت تصرّ على ذرّ الملح في جرح اليمني، ألا يكفي رحلة الشقاء هذه التي أجبرته على مغادرة بلده؟!
تتسع رقعة هذا الألم، طالما أن حكومتنا هي الداعم الرئيس لكل هذا الفساد، وستطول أعوام هذه الحرب منذ تلك اللحظة التي ارتضت أن تكون تابعًا لا شريكًا، ومنذ تلك اللحظة التي تقاسمت الحكومة مع الآباء والأبناء، وكل الأقارب والأصدقاء. قد يبدو الأمر مضحكًا ومحزنًا في آن، لأن كل ذلك حدث بعيدًا عن اليمن، وهنا الكارثة والمشكلة الحقيقية.
ليست هنا المشكلة، إذ أصبح هذا الشيء حدثًا عاديًا ومكررًا أمام اليمنى، إذا ما قرّر السفر من أجل شيء ما.
في طابور طويل، يقف أصحاب البشرة المنهكة من أجل الحصول على معونات غذائية، والتي لا يحصلون عليها إلا بشقِّ الأنفس. تقف النساء والأطفال أياما لكي يأتي دورهم بغية الحصول على ما لا يُسمن ولا يغني من جوع!
يغادر مئات من أبناء محافظة الحديدة، هربًا من الحرب والمرض، طمعًا في النجاة والحياة، عشرات القذائف والغارات الجوية تمرّ من فوق رؤوسهم. يغادرون منازلهم من دون خطط أو جاهزية لاستقبال ما سيحدث، تركوا بحرهم وصيدهم، وهربوا للنزوح والتعب الطويل، وللمجهول المؤلم!
غارات جوية، قذائف حوثية، يموت فيها كثيرون، ويجرح الأكثر، يشجب ويندد أبناء اليمن، لكن لا أحد يودّ سماع ذلك، يغضّون الطرف عن كل هذا الموت، ولا أحد يتوقف أو يتنازل من أجل الآخر.
لا يشكل كل هذا الدمار وهذا الفقر والجوع والمرض أهمية للحكومة الشرعية وللتحالف العربي، إذ ما زالت التعيينات الدبلوماسية للسفراء وأبنائهم وذويهم، وكل من يُحسب على الشرعية من مسؤول أو وزير أو مستشار.. هم المحظوظون من هذه الحرب التي طال أمدها، ولا شمس تلوح في الأفق، لهؤلاء دائما نصيب الأسد، هذه المنظومة المتكرّرة التي كانت سببا لقيام ثورة 11 فبراير تتجدّد بوجوه جديدة وخراب أسوأ.
لا أحد يلتفت للجرحى، للنازحين الجوعى، للمخفيين قسريًا، وللمختطفين في سجون الحوثيين، للذين مضى على مرضهم وقت كثير، ولم يلتفت لسماع أنينهم أحد. فقط نتفاجأ بتعيينات جديدة وصادمة، في حين أنّ الشكاوي تتوالى من اليمنيين في الخارج، ويعانون من سوء معاملة سفارتهم، هذه التي ما زالت تصرّ على ذرّ الملح في جرح اليمني، ألا يكفي رحلة الشقاء هذه التي أجبرته على مغادرة بلده؟!
تتسع رقعة هذا الألم، طالما أن حكومتنا هي الداعم الرئيس لكل هذا الفساد، وستطول أعوام هذه الحرب منذ تلك اللحظة التي ارتضت أن تكون تابعًا لا شريكًا، ومنذ تلك اللحظة التي تقاسمت الحكومة مع الآباء والأبناء، وكل الأقارب والأصدقاء. قد يبدو الأمر مضحكًا ومحزنًا في آن، لأن كل ذلك حدث بعيدًا عن اليمن، وهنا الكارثة والمشكلة الحقيقية.
مقالات أخرى
11 مارس 2019
05 مارس 2019
10 فبراير 2019