ووفقاً لحساب "معتقلي الرأي" فإن "السلطات السعودية قامت بمنع أسطوانة الأوكسجين عن الشيخ الذي يبلغ من العمر سبعين عاماً، وسبق له التدريس بالمسجد النبوي ويعاني من أمراض عديدة ويعيش بنصف رئة في وضع صحي حرج".
ويعد الغامدي أحد رجال الدين المرموقين في السعودية، إذ ولد في منطقة الباحة جنوب البلاد، وانتقل في شبابه للدراسة في الرياض على يد الشيخين محمد بن إبراهيم آل شيخ وعبد العزيز بن باز، أهم رجلي دين في التاريخ السعودي الحديث.
وابتعث الغامدي لدراسة الماجستير والدكتوراه في مصر، قبل أن يعود ليصبح مدرساً في المسجد النبوي مدة سبع سنوات، ثم يتفرغ لمهنة المحاماة والشؤون القانونية والبحث والتأليف.
ولم تعلن السلطات السعودية عن اعتقال الشيخ الذي كان مقرباً فكرياً من تيار الصحوة أو أسباب الاعتقال، خصوصاً وأن الغامدي لم يكن له نشاط سياسي محدد، إذ كان ينشط في الحقول الدعوية والدينية فقط.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت قبل أسبوع واحد، الشيخ سفر الحوالي وأبناءه وشقيقه عقب نشره لكتاب "المسلمون والحضارة الغربية"، والذي هاجم فيه الأسرة الحاكمة ونظام محمد بن سلمان ووصفه بالمطبع والمضيع للثروات.
ومنذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي تشن السلطات السعودية بقيادة جهاز أمن الدولة التابع مباشرة لولي العهد محمد بن سلمان حملة اعتقالات كبرى ضد تيار الصحوة، أكبر التيارات الدينية في البلاد، حيث اعتقلت السلطات المئات من الأكاديميين والصحافيين والكتاب والشعراء ورجال الدين دون توجيه تهمة واضحة لهم.
ووصفت صحف ومنظمات غربية، أن حملات الاعتقالات التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان والحاكم الفعلي الحالي للبلاد تعد الأكبر في تاريخ السعودية الحديث، وطالبت السلطات بالإفراج عن جميع المتهمين.