وغيّب نواف الرشيد، وهو شاعر يمتلك شعبية واسعة في الخليج، بعد زيارة أجراها إلى الكويت تلبية لدعوة شاعر آخر هو عبد الكريم الجباري، وتم ترحيله على إثر ذلك إلى السعودية، في 12 مايو/أيار الماضي، وكان من ضمن 3 معتقلين قطريين في السجون السعودية.
وبعد ترحيله بثلاثة أيام، نشرت وزارة الداخلية الكويتية تغريدتين على الحساب الرسمي في تويتر تصرّح فيهما بأن الاعتقال تم بناء على طلب من السعودية وضمن شروط الاتفاقيات الأمنية بين البلدين، من دون أن تقدم أي تبريرات قانونية لاعتقاله وترحيله.
نواف هو ابن الشاعر طلال الرشيد من زوجته سميرة النعيمي. وقد جرى اغتيال والده عام 2003 في الجزائر، أثناء رحلة صيد في ولاية الجلفة. وبحسب رواية مرافق والده في تلك الرحلة، فقد جرى قطع طريق سيارة الرشيد الأب، وانهمر الرصاص نحوها، فقُتل هو واثنان ممن كانوا معه وأصيب البقية، وكان نواف معه في رحلة الصيد هذه، لكن الأقدار شاءت ألا يرافق والده في ذلك المشوار الأخير. وقد رجحت روايات مختلفة أن السبب في اغتيال الرشيد سياسي؛ ويعود إلى تاريخ مركب له علاقة بآل الرشيد، الذين سبق حكمهم حكمَ آل سعود، وشعبية الشاعر التي ازدادت في آخر سنوات حياته، إلى جانب قصيدته "صغير" التي انتقد فيها آل سعود.
Twitter Post
|
وفي سياق متصل، أفاد حساب "معتقلي الرأي" بأن السلطات السعودية حددت يوم الأربعاء القادم موعدًا لجلسة المحاكمة الثالثة للناشطات المعتقلات على خلفية قضايا حقوقية. وستحضر الناشطات المفرج عنهن مؤخرًا بشكل مؤقت الجلسة، وهن إيمان النفجان ورقية المحارب وعزيزة اليوسف.
كان القضاء السعودي قد عقد الجلسة الثانية في المحكمة الجزائية بالرياض، حيث أحضرت الأجهزة الأمنية جميع المتهمات، ومن بينهن لجين الهذلول، التي قالت لعائلتها إنها تعرضت لتعذيب وحشي على يد محققين، بإشراف المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، وطلب القاضي من المتهمات الرد على صحيفة الدعوى والاتهامات التي وجهت إليهن في غضون أسبوعين.
وقدّمت ناشطات سعوديّات معتقلات منذ أكثر من عام لوائح دفاعهنّ خلال جلسة المحاكمة، الأربعاء، حيث قلن إنهنّ تعرّضن للتعذيب والتحرش الجنسي خلال التحقيقات، وفق شهود حضروا الجلسة.
وردّت الناشطات على الاتّهامات الموجّهة إليهن في الجلسة الثانية لمحاكمتهن التي منع المراسلون الأجانب والدبلوماسيون من حضورها.
وأجهشت متهمات بالبكاء وعانقن بعضهن، في وقت تجمّع بعض أقاربهن أمام منصة اعتلاها ثلاثة قضاة في المحكمة الجنائية في الرياض، واتّهمنَ المحققين بصعقهن بالكهرباء وجلدهن وملامستهن وهنّ قيد الاعتقال، وفق ما قال شخصان مسموح لهما بدخول قاعة المحكمة، لوكالة "فرانس برس".
والناشطات المعتقلات متّهمات بإقامة علاقات مع وكالات استخبارات أجنبيّة، في حين وصفتهنّ وسائل إعلام شبه رسميه بأنهن خائنات و"عميلات للسفارات". لكنّ أوراق القضية لا تذكر أيّ اتّصال مع جواسيس أجانب، كما تقول منظّمات حقوق الإنسان، بما في ذلك "هيومن رايتس ووتش".
وأفاد حساب "معتقلي الرأي"، أيضًا، بأن إدارة سجن ذهبان سيّئ السمعة في جدّة ترفض نقل المعتقل ضيف الله زيد السريح لتلقّي العلاج، المصاب بالشلل التام وأمراض أخرى مزمنة، والمضرب عن الطعام من الشهر الماضي، للمرة الرابعة منذ اعتقاله، احتجاجًا على تعرّضه للتعذيب والإهمال الطبي، ومن ذلك الحين لم تسمح السلطات لعائلته بزيارته.
Twitter Post
|
وأضاف "معتقلي الرأي" أن السلطات في السعودية "تستعد لعرض السريح مرة جديدة على المحكمة بتهم زائفة جديدة، من دون السماح له بتوكيل محام"، رغم أنه قضى فترة "محكوميّته الجائرة بالسجن سبع سنوات عام 2015.