سارعت السلطة الفلسطينية إلى المباشرة بتنفيذ الخطة البديلة التي سبق أن وضعتها تحسباً لقيام إسرائيل بالإخلال بتعهداتها في ما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، وبإقدامها على إعلان وفاة المفاوضات التي كان يحمل مفاتيحها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بشكل يخدم معظم المصالح الإسرائيلية.
وبدأت المساجد في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بعد أقل من نصف ساعة على إعلان وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، عن إلغاء إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، بتوجيه دعوات عبر مكبرات الصوت إلى الجماهير الفلسطينية بالمقاومة الشعبية، وذلك عبر التوجه إلى سجن عوفر المقام على أراضي محافظة رام الله، وإقامة صلاة الجمعة، اليوم، مقابل بواباته.
وبات واضحاً، من خلال هذه الدعوات التي أطلقتها حركة "فتح" والقوى الوطنية الفلسطينية، أن القيادة تعوّل على المقاومة الشعبية، كخيار استراتيجي، بعدما تخلت عن المقاومة المسلحة.
وعلق عضو مركزية "فتح"، محمود العالول، على إعلان ليفني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "حالة تصدير الخوف التي تقوم بها إسرائيل لا تخيفنا، لأنها تمارسها يومياً قتلاً واعتقالات".
من جهته، أكد القيادي في "الجبهة الديموقراطية"، قيس عبد الكريم، أن الاعلان الاسرائيلي برفض إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، كشف عن حقيقة أن "هذا القرار ليس وليد اللحظة، بل كانت حكومة بنيامين نتنياهو قد اتخذته منذ فترة طويلة، وحاولت التغطية عليه في مسعى لتفادي تحمّل المسؤولية عن تعثّر الصيغة الاميركية للحل، وهو تأكيد مرة أخرى على عقم وعبثية العملية السياسية التي ترفض إسرائيل احترام عناصرها وأسسها بما في ذلك تفاهمات تموز 2013 على محدوديتها".
وأضاف أبو ليلى أن "الجواب الفلسطيني هو بتطوير الموقف الذي اتُّخذ قبل يومين، والانضمام إلى المزيد من المعاهدات والتقدم نحو المؤسسات الدولية لإنفاذ القانون، بما في ذلك الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا يعني إنهاء المهزلة التفاوضية واعتبارها قد انهارت بفعل التعنت والصلف الإسرائيلي".
كما دعا أبو ليلى، في حديثه لـ"العربي الجديد"، السلطة الوطنية "لإنهاء جميع الالتزامات المخلة بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، تماماً كما تفعل إسرائيل حين تنهي التزاماتها إزاء الجانب الفلسطيني لمصلحة الابقاء على الائتلاف اليميني المتطرف".
بدوره، وصف عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، زياد أبو عين، الاعلان الاسرائيلي بعدم إطلاق سراح الأسرى، بـ"الامر الخطير"، معتبراً أنه بمثابة إغلاق الطريق أمام أي بارقة أمل لدى الحكومة الاميركية بالضغط على إسرائيل للالتزام بما وعدت به.
وأكد أبو عين رفضه للتهديدات الاسرائيلية الموجهة لقيادة الشعب الفلسطيني، وقال: "لن نرضخ لهذا الارهاب الاسرائيلي، والقيادة الفلسطينية قالت كلمتها ولن تتراجع عن قرارات اتخذتها، وإذا استمرت اسرائيل في سياستها هذه، فليس أمامنا إلا المضيّ قدماً في الانضمام للمزيد من المعاهدات الدولية بما في ذلك الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية".