قفزت أسعار الأضاحي في السودان، وسط تفاوت في القيمة بين المناطق المختلفة في البلاد، الأمر الذي أرجعه تجار إلى دخول السماسرة كوسطاء بين المنتجين والتجار وفرض بعض الولايات رسوماً على كل رأس ماشية تخرج إلى المناطق الأخرى.
ويقول تجار مواشي إن أسعار الخراف في مناطق الإنتاج بولايات السودان لا تتجاوز 700 جنيه (109 دولارات)، بينما تباع في العاصمة الخرطوم بنحو 2000 جنيه (311.6 دولاراً) كأدنى سعر، الأمر الذي أرجعه خالد المقبول، رئيس غرفة مصدري الماشية في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى الرسوم التي تفرضها بعض الولايات وتسببت في رفع الأسعار.
ويقول الشيخ عبد الجليل، أحد مربي الماشية في ولاية غرب كردفان، إن المنتجين والتجار توافقوا على ألا يتعدى سعر الرأس الواحد 800 جنيه كحد أقصى، فارتفاع الأسعار ليست له علاقة بالمنتجين، وإنما يرجع إلى تدخل السماسرة.
ويرى الشيخ أن تكاليف النقل والرعاية والتغذية للقطيع هي السبب المباشر في الفروقات بين السعر في العاصمة الخرطوم والولايات ومناطق الإنتاج والاستهلاك، علاوة على الرسوم المفروضة على القطيع المرحل بين الولايات المختلفة، إذ تسدد الشاحنات مبلغ خمسة جنيهات (0.78 دولار) عن كل رأس في مناطق العبور المختلفة.
وقامت ولاية الخرطوم بمشروع لبيع الأضحية بالوزن للمواطنين من خلال سبعة مراكز في محليات الولاية، وحددت سعر 40 جنيهاً للكيلو، في محاولة لضبط الأسعار.
وقال عادل عبد العزيز الفكي، مدير إدارة الاقتصاد وشؤون المستهلك في وزارة المالية بولاية الخرطوم، في تصريح صحافي إن بيع الأضحية بالكيلو يهدف لضمان التعامل المباشر بين المنتج والمواطن، من دون إتاحة الفرصة لتدخل الوسطاء والسماسرة الذين يرفعون سعر الأضحية من دون مبرر.
وكانت ولاية الخرطوم قد أقدمت العام الماضي على تنفيذ آلية تسمح بيبع الأضحية للعاملين في القطاعين العام والخاص بالتقسيط، إذ يصل سعرها إلى 1732 جنيهاً (270 دولاراً)، ويتم سداد قيمتها على عشرة أشهر.
ويقول الموظف عبد الكريم أحمد لـ "العربي الجديد"، إن الدخول المحدودة لأغلب الموظفين لا تمكنهم من مجاراة الارتفاع المتواصل في الأسعار، مشيراً إلى تزايد الأعباء المعيشية.
ويبلغ الحد الأدنى للرواتب في السودان نحو 450 جنيهاً شهرياً (70.3 دولاراً).
وكان يوسف علي عبد الكريم، رئيس اتحاد العمال قد قال لـ"العربي الجديد" في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، إن الأجر الحالي لا يغطي 14% من التكلفة المعيشية.
وتسجل أسعار السلع الاستهلاكية في السودان، ارتفاعاً غير مسبوق، بفعل تدهور العملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية، ما ساهم في زيادة معدلات تضخم أسعار المستهلكين في بلد يعتمد على استيراد أغلب احتياجاته.
وتباع الأضحية فى المراكز بواقع 40 جنيهاً للكيلوغرام، ويبلغ سعر الخروف الذي يزن 40 كيلوغراماً نحو 1600 جنيه (249 دولاراً).
إلا أن جولة ميدانية لـ "العربي الجديد"، أظهرت وجود تفاوت في أسعار الأضاحي من منطقة إلى أخرى، ووصل السعر في بعض المناطق إلى ثلاثة آلاف جنيه (467.5 دولاراً).
ويمتلك السودان 14 نوعاً من الضأن، إلا أن أشهرها "الحمرى" نسبة إلى "دار حمر" بولاية شمال كردفان غربى السودان، ثم "الكباشي" الذى ينتشر ما بين النيل والمناطق الواقعة في غرب البلاد.