وكشفت مصادر طبية لـ"العربي الجديد"، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 7، وحمَّل قيادي بـ"الحرية والتغيير" المجلس العسكري الانتقالي مسؤولية ما وصفها بـ"مجزرة مدينة الأبيض".
وأعلنت لجنة الأطباء المركزية عبر "تويتر"، عن سقوط خمسة قتلى، هم الطلاب أحمد عبدو عبد القادر، حسان سعد، محمد الفاتح، وبدر الدين عبد الله إسماعيل، بالإضافة إلى المواطن أحمد عبد الكريم، قبل أن تعلن في منشور لاحق أن عدد القتلى ارتفع إلى ستة.
Twitter Post
|
من ناحيته، نشر "حزب المؤتمر السوداني" عبر "تويتر"، تسجيل فيديو يوثق لحظة إطلاق النار على موكب طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في مدينة الأبيض، وفق تأكيده.
Twitter Post
|
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن التوتر يسود مدينة الأبيض في وقت يتوقع فيه ارتفاع عدد القتلى بعد إصابة أربعة أشخاص إصابات خطرة، نقلوا بعدها إلى غرف الإنعاش بمستشفى المدينة.
كما أفاد شهود عيان بأن وحدات من الجيش السوداني بدأت في الانتشار في شوارع المدينة للسيطرة على الأوضاع، فيما بدأ الأهالي تشييع ضحاياهم في مواكب حاشدة تستنكر الحادثة وتطالب بالقصاص، وأكد شهود عيان أن ألسنة اللهب لا تزال تتصاعد في بعض أحياء المدينة.
من جهتهم، أفاد ناشطون عبر "تويتر" بخروج الآلاف في مدينة الأبيض إلى الشارع، على الرغم من عمليات القنص في الشوارع ضد طلاب المدارس، وقد تجمهر عدد كبير من المواطنين أمام المستشفى الذي نُقل إليه الجرحى، تنديداً بما حصل.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
المعارضة تتمسك بحق التظاهر
إلى ذلك، أصدرت "قوى إعلان الحرية والتغيير" بياناً رداً على التطورات الأخيرة قالت فيه إن "قوات تابعة للجيش والدعم السريع قامت، ظهر اليوم، بإطلاق الرصاص بلا وازع أو رادع، وبكثافة، على تظاهرات سلمية لتلاميذ المدارس الثانوية بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أدى إلى ارتقاء خمسة شهداء في الحال، وإصابة العشرات إصابات حرجة".
وأضاف البيان أن "تلك الوحشية جاءت رداً على تظاهرات سلمية تطالب بأبسط مقومات حياتهم اليومية التي تتعلق بحضورهم للمدارس من مواصلات ورغيف خبز".
وأشار إلى أنه "وخلال حكم المجلس العسكري، وأثناء استمرار العملية السياسية بغرض نقل السلطة إلى سلطة مدنية انتقالية، استمرت عمليات القتل وإزهاق الأرواح بكافة مدن السودان من قوات واقعة تحت قيادة ومسؤولية المجلس العسكري، ويتحمل المجلس العسكري المسؤولية الكاملة عن إزهاق أرواح الشهداء بمدينة الأبيض".
وأعلنت "قوى الحرية والتغيير" تمسكها بـ"الحق فى التظاهر والتجمع والاعتصام والتمسك بمحاسبة كافة المسؤولين عن تلك الجرائم ومحاكمتهم محاكمة عادلة، أمام قضاء قادر مستقل ومؤهل، وليس أمام قضاء ونيابة النظام الذي ورثه المجلس العسكري ويستثمره لمواصلة الإفلات من العقاب".
ودعا البيان "كل الثوار في العاصمة والأقاليم للخروج إلى الشوارع في كل مكان وتسيير المواكب من أجل المطالب الثورية بنقل السلطة إلى المدنيين فوراً، لإقامة الحكم الانتقالي الذي سيقتص من كل الجناة ويؤسس دولة العدالة والسلام"، مشدداً على "إنهاء المظاهر المسلحة من كل المدن والقرى والبلدات، وضمان حماية المواكب والتظاهرات كحق مدني أصيل، والكف عن التستر على المجرمين ومرتكبي الجرائم بحق الشعب".
تعليق الدراسة وحظر التجوال
إلى ذلك، أصدر اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله، حاكم ولاية شمال كردفان المكلف، قراراً بإعلان حظر التجوال بعدد من مدن الولاية، اعتبار من مساء الإثنين و"حتى إشعار آخر".
وقال بيان صادر عن عبد الله إن القرار يشمل مدن الأبيض، وأم روابة، والرهد أبو دكنة، وبارا.
كما قررت لجنة أمن الولاية تعليق الدراسة بمرحلتي الأساس والثانوي، بجميع مدارس الولاية حفاظا على أرواح الطلاب والمواطنين، إلى إشعار آخر.
وتأتي هذه التطورات بينما أفادت وزارة الصحة السودانية، أمس الأحد، بسقوط 184 قتيلًا منذ بدء الاحتجاجات في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018 وحتى مطلع يوليو/ تموز الجاري، في حين كانت لجنة الأطباء المركزية المعارضة قد أفادت في 19 يونيو/ حزيران الماضي، بأنّ عدد قتلى الاحتجاجات في السودان منذ ديسمبر الماضي بلغ 246، وعدد المصابين المسجلين لديها بلغ ألفًا و353 شخصًا.
وقال وكيل وزارة الصحة الاتحادية المكلف سليمان عبد الجبار، إن 154 قتيلًا سقطوا في ولاية الخرطوم، إضافة إلى ثلاثين في ولايات أخرى، بحسب الوكالة السودانية الرسمية للأنباء.
وأوضح أنه سقط أربعة قتلى في ولاية غرب دارفور، وثلاثة في الشمالية، وستة في النيل الأبيض، وسبعة في نهر النيل، وثمانية في القضارف، إضافة إلى قتيل في كل من كسلا والبحر الأحمر.
وأوضح عبد الجبار أن "هذا العدد (184 قتيلًا) يشمل العسكريين والمدنيين ووفيات الطلق الناري وأسباب أخرى".