كانت مروة تعيش حياتها بشكلٍ طبيعي في الغوطة الشرقية، حتى بعد حصارها، إلى أن توفّي زوجها بقذيفة مدفعية استهدفته، خلال ذهابه إلى عمله في مزرعة للدواجن. قُتل الرجل وترك خلفه زوجته وأطفاله الأربعة، ما اضطرهم للعودة إلى منزل والدتها.
انتقلت، قبل نحو ثلاثة أسابيع، إلى ملجأ داخل البلدة، برفقة نحو عشرين عائلة، رغم أنه لا يحتوي على أدنى مقوّمات الحياة، فليس فيه غذاء ولا مياه شرب نظيفة، وتنام العائلات على مفروشات تم وضعها بشكلٍ عشوائي.
تقول السيدة المحاصرة من داخل القبو في حمورية: "أحد أطفالي يعاني من مرض مزمن وبحاجة إلى غسيل كلوي بشكل دوري، في حين أن بقية الأطفال تدهورت صحّتهم بسبب قلّة التغذية وتدعور الظروف الصحية والمعيشية وسوء التهوية، فضلا عن عدم وجود مياه نظيفة أو مرافق صحّية".
تتناثر العائلات على زوايا الملجأ الذي مُنعنا من التصوير فيه، كل عائلة تحمل أغراضاً بسيطة وتنزوي داخله، في إحدى الزوايا يوجد وصلة كهرباء تحمل نحو تسعة مآخذ كهربائية، يتناوب المحاصرون على شحن هواتفهم المحمولة، فهي السبيل الوحيد للحصول على الأخبار من الجبهات القريبة.
يسمع المدنيون داخل الملجأ أصوات القصف العنيف، في بعض الأحيان يهتز الملجأ تحت ضربات الطيران الحربي، يهرع الأطفال إلى الزوايا هرباً من الصوت. تحاول مروة تجنيب أطفالها الخوف، كما تحاول الاعتناء بطفلها المريض، وتتقاسم المهام مع ابنتها.
وتضيف: "أحاول تأمين وجبات غذائية لهم من المنظمات التي توزّع هذه الوجبات مرّتين يومياً. لم أخرجهم من الملجأ منذ ستة أيام خوفاً على حياتهم من القصف".
وتتابع: "أملي الوحيد اليوم هو خروج أبنائي إلى منطقة آمنة، وإجلاء طفلي المريض لتلقّي العلاج بعد أن تدهورت حالته الصحية بسبب عدم وجود معدات طبية تمكّن من حصوله على العلاج داخل الغوطة، هو بحاجة إلى التوجّه إلى مستشفيات العاصمة دمشق من أجل الحصول على الرعاية الصحية".
وتحاصر قوات النظام السوري نحو 350 ألف مدني في الغوطة الشرقية، يقبع أكثر من نصفهم داخل ملاجئ عشوائية تحت الأرض هرباً من القصف العشوائي العنيف على المدينة.