السوريون وخيار التنظيمات المتشددة
محمد عبد الحميد (سورية)
مع انطلاق الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، لم تفارق السوريين شعارات الدولة المدنية، طوال الشهور الستة الأولى بشهادة رأس هرم النظام السوري، إلا أن المخابرات والجيش السوري الذي كان معداً عقائديا لقتال الاحتلال الإسرائيلي، أمعنا في القتل والتدمير واعتقال واختطاف المدنيين العزل، ما أجبر مئات من العسكريين السوريين المنضوين في جيش النظام للانشقاق، وتأسيس الجيش السوري الحر الذي حمل مطالب الثورة السورية الداعية لإسقاط النظام وإنشاء دولة المواطنة، وقبل ذلك كله لحماية الإنسان السوري من آلة النظام الدموية .
بداية عام 2012، بدأت مفاهيم الثورة السورية بالتحول التدريجي نحو الراديكالية الإسلامية، وذلك مع دخول الجماعات الجهادية واجهة الأحداث، وفي مقدمتها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والتي أطلقت بيانها الأول في يناير/ كانون ثاني 2012، داعية ً السوريين إلى الجهاد، وضرورة حمل السلاح ضد النظام، وكان المبرر وقتها استفحال القتل في ظل الصمت الأممي الذي لم يتعد حد الشجب والاستنكار، إضافة إلى دخول مقاتلين من حزب الله اللبناني، إلى جانب جيش النظام في مواجهة الثورة السورية التي وصفها النظام، منذ أيامها الأولى في درعا، بأنها ثورة تكفيرية، تسعى إلى القضاء على الأقليات، وسخر لتحويلها كل الإمكانات، فكان أن أخرج معتقلي سجن صيدنايا الإسلاميين، وكانت فيديوهات القتل والسحل وتدمير دور العبادة، وتأليه الأسد، دافعا لالتفاف بعض السوريين حول جبهة النصرة التي سرعان ما احتوت بعض أولئك المعتقلين.
مع دخول الثورة السورية عامها الرابع، زادت وحشية النظام ضد السوريين، فكان القتل بالجملة، وبكل أنواع الأسلحة، ومنها الكيماوي الذي حصد مئات الأرواح في غوطتي دمشق، كما زاد تدخل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ولواء فاطميون وميليشيات عراقية لصالح النظام بشكل علني، مع عجز المجتمع الدولي عن وقف حمام الدم، وانخفاض مستوى دعم المعارضة السورية المسلحة من الدول الصديقة لسورية.
أسهم ذلك كله في ضعف الجيش السوري الحر، بل وموته في مناطق عدة، كما الحال في الرقة شمالي شرقي سورية على حساب تنظيم الدولة الإسلامية الذي برز بقوة في عام 2014، معلنا قيام دولة الخلافة في يونيو/حزيران من العام نفسه، مستغلاً الصراع الطائفي في العراق، ليضم مدناً كبرى، كالموصل وتكريت والفلوجة والرقة السورية وأجزاء واسعة من حلب ودير الزور، لحكم ما أسماها دولة الخلافة الإسلامية التي انضم إلى صفوفها آلاف من الشباب الواقع بين سندان آلة الموت ومطرقة التخاذل الدولي لصالح النظام والدول الداعمة له، كإيران التي تسعى لإنشاء تحالف في المنطقة، يدين للولي للفقيه.
على الرغم من بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في ديسمبر/كانون أول 2012، إلا أن التنظيم تمكن من التقدم والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة في عمق سورية، وصولا إلى أطراف محافظة درعا، المعقل الأكبر للجيش الحر في النصف الثاني من عام 2015، مستغلا التحريض المذهبي والتململ العسكري الذي أصاب الساحة السورية، خصوصاً في الجنوب السوري، نتيجة ضعف دعم غرفة العمليات العسكرية في الأردن، المعروفة باسم "الموك" للمعارضة السورية، فاتحا بذلك جحيم نيرانه على كل أعدائه، بعد أن قلب طاولة الاصطفاف السياسي الدولي، رأسا على عقب، مدعوما بالساخطين من السوريين على العالم الذي تآمر على ثورتهم، وصادر قضيتهم.
بداية عام 2012، بدأت مفاهيم الثورة السورية بالتحول التدريجي نحو الراديكالية الإسلامية، وذلك مع دخول الجماعات الجهادية واجهة الأحداث، وفي مقدمتها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، والتي أطلقت بيانها الأول في يناير/ كانون ثاني 2012، داعية ً السوريين إلى الجهاد، وضرورة حمل السلاح ضد النظام، وكان المبرر وقتها استفحال القتل في ظل الصمت الأممي الذي لم يتعد حد الشجب والاستنكار، إضافة إلى دخول مقاتلين من حزب الله اللبناني، إلى جانب جيش النظام في مواجهة الثورة السورية التي وصفها النظام، منذ أيامها الأولى في درعا، بأنها ثورة تكفيرية، تسعى إلى القضاء على الأقليات، وسخر لتحويلها كل الإمكانات، فكان أن أخرج معتقلي سجن صيدنايا الإسلاميين، وكانت فيديوهات القتل والسحل وتدمير دور العبادة، وتأليه الأسد، دافعا لالتفاف بعض السوريين حول جبهة النصرة التي سرعان ما احتوت بعض أولئك المعتقلين.
مع دخول الثورة السورية عامها الرابع، زادت وحشية النظام ضد السوريين، فكان القتل بالجملة، وبكل أنواع الأسلحة، ومنها الكيماوي الذي حصد مئات الأرواح في غوطتي دمشق، كما زاد تدخل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ولواء فاطميون وميليشيات عراقية لصالح النظام بشكل علني، مع عجز المجتمع الدولي عن وقف حمام الدم، وانخفاض مستوى دعم المعارضة السورية المسلحة من الدول الصديقة لسورية.
أسهم ذلك كله في ضعف الجيش السوري الحر، بل وموته في مناطق عدة، كما الحال في الرقة شمالي شرقي سورية على حساب تنظيم الدولة الإسلامية الذي برز بقوة في عام 2014، معلنا قيام دولة الخلافة في يونيو/حزيران من العام نفسه، مستغلاً الصراع الطائفي في العراق، ليضم مدناً كبرى، كالموصل وتكريت والفلوجة والرقة السورية وأجزاء واسعة من حلب ودير الزور، لحكم ما أسماها دولة الخلافة الإسلامية التي انضم إلى صفوفها آلاف من الشباب الواقع بين سندان آلة الموت ومطرقة التخاذل الدولي لصالح النظام والدول الداعمة له، كإيران التي تسعى لإنشاء تحالف في المنطقة، يدين للولي للفقيه.
على الرغم من بدء العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في ديسمبر/كانون أول 2012، إلا أن التنظيم تمكن من التقدم والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة في عمق سورية، وصولا إلى أطراف محافظة درعا، المعقل الأكبر للجيش الحر في النصف الثاني من عام 2015، مستغلا التحريض المذهبي والتململ العسكري الذي أصاب الساحة السورية، خصوصاً في الجنوب السوري، نتيجة ضعف دعم غرفة العمليات العسكرية في الأردن، المعروفة باسم "الموك" للمعارضة السورية، فاتحا بذلك جحيم نيرانه على كل أعدائه، بعد أن قلب طاولة الاصطفاف السياسي الدولي، رأسا على عقب، مدعوما بالساخطين من السوريين على العالم الذي تآمر على ثورتهم، وصادر قضيتهم.