يعيش ملايين السوريين حالة من القلق من تفشي فيروس كورونا، ويتداول البعض أخبارا عن إصابات في مشفى بدمشق، وحالة اشتباه في السويداء، في حين تؤكد المؤسسات التابعة للنظام عدم وجود إصابات داخل مناطقها.
وتشعر أم عاصم حيدر، وهي موظفة في دمشق، بالقلق إزاء ما تردد عن الكشف عن إصابات في العاصمة السورية، ما دفعها إلى شراء الكمامات الواقية لكل أفراد العائلة، وخصوصا لطفليها في التعليم الأساسي.
وقالت حيدر: "لا أعتقد أن وزارة الصحة أو المشافي ستعلن عما إذا كانت هناك إصابات، لأن لذلك تبعات سياسية. ما أعرفه أن الوضع الصحي في سورية مترد، وليست هناك إمكانية للتصدي لهذا الفيروس".
وبدأ أصحاب الصيدليات ومراكز بيع التجهيزات الطبية يلاحظون زيادة الطلب على الكمامات ومواد التعقيم، وقالت الصيدلانية ريما حسن: "الكمامات نادرة، ومراكز بيع التجهيزات الطبية تعطي الصيدلية عددا محدودا لعدم توفرها. في السابق لم يكن هناك من يسألنا عن كمامة. الناس يشعرون بالقلق، وخاصة في ظل انتشار أخبار عن وجود إصابات في مشفى المجتهد، وحالة اشتباه في السويداء، فضلا عن إصابات إيران، فهناك أعداد كبيرة تأتي إلى سورية، والبعض يتحدث عن وصول الفيروس إلى لبنان والأردن".
وقالت مصادر في مطار دمشق الدولي، طلبت عدم الكشف عن هوياتها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إنه "يتم نقل القادمين بحافلة إلى نقطة بعيدة من المطار، ليقوم فريق طبي بإجراء الفحوص الأولية ليتأكد من أنه ليس بين الركاب مصابون، وفي حال وجود اشتباه يتم الحجر على جميع الركاب حتى وصول نتائج التحاليل".
في المقابل، نفى مدير مشفى المجتهد في العاصمة دمشق سامر خضر، في تصريح صحافي سابق، وجود أي إصابات بفيروس كورونا في المشفى، قائلا "لا صحة لكل ما يتم تناقله حول فيروس كورونا، ولا يمكن التكتم على الخبر، ومن أصدر الشائعة هدفه إثارة البلبلة".
وقال إن "طفلا مصابا بالأنفلونزا العادية وصل إلى المشفى، وقمنا بالحجر الصحي المطلوب عليه كإجراء احترازي، وما يتداوله البعض عبر وسائل التواصل حول وفاة طفل في المشفى بفيروس كورونا غير حقيقي".
وأفاد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة السورية بدمشق، في بيان، يوم السبت الماضي، بأن "الأخبار بخصوص مستجدات المرض في سورية ستنشر عبر الوكالة الرسمية (سانا)، والفرق المتخصصة التابعة للوزارة تعمل على مدار الساعة في الترصد والتقصي الوبائي وفقا للوائح منظمة الصحة العالمية".