في شهر رمضان الماضي أدخل اللاجئ السوري بتركيا، عبد المجيد عاشور، الطبخ الشامي لمنشأته، ليجمع بين الحلويات والمأكولات السورية، بعد أن بدأ قبل خمس سنوات "بمقلى زيت لصناعة المشبك والعوامة وبرأسمال لا يتجاوز ألفي دولار" كما قال لـ"العربي الجديد".
اليوم، وإثر توسع عاشور في مجال الحلويات، ليضم إليها أكلات سورية مختلفة، زاد عدد عماله وأصبح رأسماله أكثر من 150 ألف دولار، بعد أن بدأ بمفرده يوم فرّ من بطش نظام بشار الأسد، تاركاً مطعمين بمنطقة الميدان في دمشق، ولم يكن رأسماله يتجاوز ألفي دولار.
يشير عاشور، الذي أطلق اسم "النور" على منشأته الغذائية التي توفر خدمات التوزيع بالجملة والتوصيل للمنازل "توسعت أخيراً فأدخلت مساحة 100 متر مربع للمحل وخصصتها لتصنيع الطعام والحلويات"، مبرراً التوسع بزيادة الطلب من السوريين وحتى الأتراك، إذ "كان الأتراك بداية لا يتناولون الطعام والحلويات السورية، بيد أنهم اليوم يتهافتون أكثر من السوريين، بسبب الجودة والمذاق والأسعار المنافسة".
وحول زيادة التكاليف نتيجة التوسع والعمالة يشير اللاجئ السوري عاشور"صحيح أن النفقات زادت، إذ كنت بالبداية أعمل لوحدي وأشتري مواد أولية بالكيلو، في حين اليوم ارتفعت تكاليف الإيجار وفواتير الطاقة وأجور العمال، ولكن بالمقابل زادت المبيعات والانتشار وصرنا نوزع للعديد من محال بيع المفرق".
وعن سر نجاح عاشور في الوقت الذي نسمع فيه هنا بتركيا عن إغلاق بعض المطاعم والمحال السورية، نتيجة احتدام المنافسة وغلاء الأسعار بعد تضخم الليرة التركية، يضيف صاحب منشأة النور "أعتقد أن وجودي بالمنشأة والإشراف الدائم على العمل، بل والعمل بيدي أحياناً، أهم أسباب النجاح، لأني بذلك أحافظ على النظافة والجودة والسوية التي اعتادها المستهلك، كما أني لا أتنازل لجهة جودة المواد الأولية الداخلية بالإنتاج، من لحوم ومكسرات وغيرها، حتى لو كانت أسعارها مضاعفة، ولا ننسى حسن التعامل والكرم مع الزبائن الذين وصلت طلباتهم خلال شهر رمضان، إلى أكثر من قدرتنا على الإنتاج، واعتذرت آسفاً لكثيرين عن تلبية احتياجاتهم من الحلوى والطعام".
صديقه الجزائري
عدنا مع عبد المجيد عاشور إلى ما قبل تركيا والثورة، فحكى أنه كان يمتلك محلين لصناعة الحلويات بدمشق قبل الثورة عام 2011، لكن الأفرع الأمنية بنظام بشار الأسد لاحقته "قبل الهرب من سورية، لم يكن متبقياً لي من ممتلكات سوى منزلي وسيارتي، فبعتهما على عجل، وغادرت مع أسرتي إلى إسطنبول، بعد وعد بالمساعدة من صديق جزائري مقيم في إسطنبول، كان يعمل عندي قبل عشرين عاماً، وفعلاً أمن لي مسكناً ومدارس لأطفالي، قبل أن يدفعني الخوف من نفاد مدخراتنا القليلة للبحث عن عمل".
ويتابع بحسرة ممزوجة بنشوة النجاح "ساعدني صديقي الجزائري الذي يجيد اللغة التركية، فاستأجرت محلاً، واشتريت مقلى زيت مع غاز منزلي أرضي وبعض لوازم الإنتاج المستعملة، وعندها لم يبق لدي نقود لشراء مواد الإنتاج من طحين وسكر وزيت، فكنت أشتري احتياجاتي على نحو يومي، واستمررت على هذا المنوال في صناعة المشبك والقطايف والعوامة، لنحو ستة أشهر، وبسبب الطلب على هذه الأصناف البسيطة من الأتراك والسوريين، توسع العمل قليلاً، فتم إدخال البوظة والكيك وتحسين المحل تدريجياً حتى نهاية عام 2014، وقتها بنيت فرناً حجرياً داخل المحل لإنتاج المعجنات وبعض الحلويات، وبدأت مرحلة مختلفة زادت من أصناف الحلويات التي يستهلكها السوريون والأتراك".
ومنذ ذلك، زاد عاشور العمال الذين آثر أن يكونوا سوريين، وبدأ بالتوسع التدريجي، وهو ينوي اليوم، فتح فروع أخرى لحلويات "النور" بإسطنبول وخارجها.
وعما إذا كان سيغادر تركيا إن تحسن الحال بسورية، يقول اللاجئ السوري: قدمت لنا تركيا ما لم يقدمه الأشقاء، لا أنسى كيف تغاضوا ببداية العمل عن التراخيص وكيف سهلوا لنا وبكل الطرق" حتى إن عدت إلى دمشق لن أترك تركيا، سيبقي محلي بإسطنبول الذي أسعى أن يكون له فروع أخرى، فهذا البلد مفتوح، ومجال الاستثمار والنجاح فيه بلا سقف أو معوقات".
اقــرأ أيضاً
اليوم، وإثر توسع عاشور في مجال الحلويات، ليضم إليها أكلات سورية مختلفة، زاد عدد عماله وأصبح رأسماله أكثر من 150 ألف دولار، بعد أن بدأ بمفرده يوم فرّ من بطش نظام بشار الأسد، تاركاً مطعمين بمنطقة الميدان في دمشق، ولم يكن رأسماله يتجاوز ألفي دولار.
يشير عاشور، الذي أطلق اسم "النور" على منشأته الغذائية التي توفر خدمات التوزيع بالجملة والتوصيل للمنازل "توسعت أخيراً فأدخلت مساحة 100 متر مربع للمحل وخصصتها لتصنيع الطعام والحلويات"، مبرراً التوسع بزيادة الطلب من السوريين وحتى الأتراك، إذ "كان الأتراك بداية لا يتناولون الطعام والحلويات السورية، بيد أنهم اليوم يتهافتون أكثر من السوريين، بسبب الجودة والمذاق والأسعار المنافسة".
وحول زيادة التكاليف نتيجة التوسع والعمالة يشير اللاجئ السوري عاشور"صحيح أن النفقات زادت، إذ كنت بالبداية أعمل لوحدي وأشتري مواد أولية بالكيلو، في حين اليوم ارتفعت تكاليف الإيجار وفواتير الطاقة وأجور العمال، ولكن بالمقابل زادت المبيعات والانتشار وصرنا نوزع للعديد من محال بيع المفرق".
وعن سر نجاح عاشور في الوقت الذي نسمع فيه هنا بتركيا عن إغلاق بعض المطاعم والمحال السورية، نتيجة احتدام المنافسة وغلاء الأسعار بعد تضخم الليرة التركية، يضيف صاحب منشأة النور "أعتقد أن وجودي بالمنشأة والإشراف الدائم على العمل، بل والعمل بيدي أحياناً، أهم أسباب النجاح، لأني بذلك أحافظ على النظافة والجودة والسوية التي اعتادها المستهلك، كما أني لا أتنازل لجهة جودة المواد الأولية الداخلية بالإنتاج، من لحوم ومكسرات وغيرها، حتى لو كانت أسعارها مضاعفة، ولا ننسى حسن التعامل والكرم مع الزبائن الذين وصلت طلباتهم خلال شهر رمضان، إلى أكثر من قدرتنا على الإنتاج، واعتذرت آسفاً لكثيرين عن تلبية احتياجاتهم من الحلوى والطعام".
صديقه الجزائري
عدنا مع عبد المجيد عاشور إلى ما قبل تركيا والثورة، فحكى أنه كان يمتلك محلين لصناعة الحلويات بدمشق قبل الثورة عام 2011، لكن الأفرع الأمنية بنظام بشار الأسد لاحقته "قبل الهرب من سورية، لم يكن متبقياً لي من ممتلكات سوى منزلي وسيارتي، فبعتهما على عجل، وغادرت مع أسرتي إلى إسطنبول، بعد وعد بالمساعدة من صديق جزائري مقيم في إسطنبول، كان يعمل عندي قبل عشرين عاماً، وفعلاً أمن لي مسكناً ومدارس لأطفالي، قبل أن يدفعني الخوف من نفاد مدخراتنا القليلة للبحث عن عمل".
ويتابع بحسرة ممزوجة بنشوة النجاح "ساعدني صديقي الجزائري الذي يجيد اللغة التركية، فاستأجرت محلاً، واشتريت مقلى زيت مع غاز منزلي أرضي وبعض لوازم الإنتاج المستعملة، وعندها لم يبق لدي نقود لشراء مواد الإنتاج من طحين وسكر وزيت، فكنت أشتري احتياجاتي على نحو يومي، واستمررت على هذا المنوال في صناعة المشبك والقطايف والعوامة، لنحو ستة أشهر، وبسبب الطلب على هذه الأصناف البسيطة من الأتراك والسوريين، توسع العمل قليلاً، فتم إدخال البوظة والكيك وتحسين المحل تدريجياً حتى نهاية عام 2014، وقتها بنيت فرناً حجرياً داخل المحل لإنتاج المعجنات وبعض الحلويات، وبدأت مرحلة مختلفة زادت من أصناف الحلويات التي يستهلكها السوريون والأتراك".
ومنذ ذلك، زاد عاشور العمال الذين آثر أن يكونوا سوريين، وبدأ بالتوسع التدريجي، وهو ينوي اليوم، فتح فروع أخرى لحلويات "النور" بإسطنبول وخارجها.
وعما إذا كان سيغادر تركيا إن تحسن الحال بسورية، يقول اللاجئ السوري: قدمت لنا تركيا ما لم يقدمه الأشقاء، لا أنسى كيف تغاضوا ببداية العمل عن التراخيص وكيف سهلوا لنا وبكل الطرق" حتى إن عدت إلى دمشق لن أترك تركيا، سيبقي محلي بإسطنبول الذي أسعى أن يكون له فروع أخرى، فهذا البلد مفتوح، ومجال الاستثمار والنجاح فيه بلا سقف أو معوقات".