تشهد مصر أزمة في الوقود، خصوصاً في "بنزين -80" والسولار، نتيجة لزيادة الطلب لموسم الحصاد وإعادة تمهيد الأرض الزراعية للمحاصيل الجديدة في الموسم الصيفي. وظهرت من جديد طوابير السيارات أمام محطات البنزين، وارتفعت أسعار الوقود في السوق السوداء إلى أكثر من الضعف، وفقا لسائقين ومزارعين.
وتحظى مصر بدعم قوي من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت التي قدمت لها مساعدات بأكثر من 12 مليار دولار عقب الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.
وحصلت مصر منذ الانقلاب العسكري وحتى أبريل/نيسان الماضي على مساعدات نفطية بقيمة إجمالية بلغت 6.4 مليارات دولار، منها 2.5 مليار دولار في العام الجاري 2014.
وقال سائقون لـ"العربي الجديد" إن أسعار البنزين والسولار ارتفعت في السوق السوداء بنسب تجاوزت 200%، مؤكدين أن سعر لتر "بنزين 80" المدعوم من الدولة الذي يبلغ سعره 90 قرشاً فقط، ارتفع إلى 1.5 و 2 جنيه في السوق السوداء، فيما ارتفع سعر لتر السولار ليسجل 2 و2.25 جنيه.
وقال محمد الونش، صاحب سيارة أجرة في الجيزة، إن توفير السولار والبنزين أصبح شغله الشاغل، موضحاً أنه يضطر للانتظار أمام محطة البنزين لعدة ساعات تصل إلى 5 أو 6 ساعات لتعبئة سيارته، ما يضيّع عليه نصف اليوم تقريباً، على حد وصفه.
وأضاف لـ"العربي الجديد" إن الأزمة تفاقمت لدرجة أن بعض محطات الوقود أصبحت تبيع صفيحة السولار بـ 30 جنيهاً مع أن سعرها الرسمي لا يزيد على 22 جنيهاً فقط، مشيراً إلى أن العاملين بمحطات الوقود أصبحوا يصرّون على أخذ (بقشيش) من غير وجه حق، ليعوضوا الأيام التي لا يصل فيها الوقود إلى المحطات.
وعلى الصعيد نفسه، قال يونس محمد، مزارع في المنيا، لـ"العربي الجديد" إن أسعار السولار ارتفعت بشكل كبير في السوق السوداء غير الرسمية، ووصل سعر الصفيحة إلى 40 جنيهاً فيما يبلغ سعرها الرسمي 22 جنيهاً.
وأضاف: "نقف اكثر من 8 ساعات في محطات البنزين للحصول على السولار، وإذا تمكنا من الحصول عليه بالسعر الرسمي 110 قروش للتر الواحد، فإن أصحاب المحطات يقللون وزن الصفيحة إلى 18 لتراً بدلاً من 20 لتراً".
وأكد أحد العاملين في محطة بنزين بالقاهرة، أنه يوجد عجز شديد في "بنزين 80" والسولار، مرجعا ذلك إلى نقل محطة التعبئة للوقود خلال الاسبوع الماضي من مسطرد إلى مدينة بدر، الأمر الذي أدى إلى تزايد أزمة نقص الوقود.
وأوضح أن الكمية التي تتسلمها المحطة هي 20 ألف لتر "بنزين 80" تنتهي في اليوم نفسه و"ننتظر 5 أيام حتى يصل غيرها، و40 ألف لتر سولار تنتهي بعد يومين من وصولها وننتظر أسبوعاً أو أكثر حتى وصول غيرها".
وأوضح أن الكمية التي تتسلمها المحطة هي 20 ألف لتر "بنزين 80" تنتهي في اليوم نفسه و"ننتظر 5 أيام حتى يصل غيرها، و40 ألف لتر سولار تنتهي بعد يومين من وصولها وننتظر أسبوعاً أو أكثر حتى وصول غيرها".
وأشار إلى أن إدارة المحطة قامت بوضع بعض الحواجز البلاستيكية أمام منطقة دخول السيارات، للإيحاء للسائقين ومالكي السيارات بعدم وجود بنزين أو سولار نظراً لمنع الاحتشاد أمام المحطة لعدم وجود وقود من الأساس.
من جانبه، قال نائب رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية أحمد عبد الغفار، إن حصص المحطات ثابتة لم تقل، ولا توجد أية أزمة.
وأردف لـ"العربي الجديد" أن بعض المحافظات تشهد اختناقات في السولار نتيجة لزيادة الطلب عليه في موسم الحصاد وإعادة تمهيد الارض لزراعة المحصول الجديد، لافتاً إلى أن اصحاب المحطات لا علاقة لهم بما يحدث بالسوق السوداء.
وأرجع عبد الغفار اختناقات البنزين إلى تحول سائقي التاكسي الأبيض و40% من السيارات الملاكي إلى استخدام "بنزين 80" بدلاً من بنزين 90 و92، باستخدام فلتر البنزين، وبذلك يصبح "بنزين 80 "مثل "بنزين 90" فضلاً عن زيادة عدد مركبات "التوك توك" الى حوالى 2 مليون مركبة بدون ترخيص، وكلهم خارج المنظومة. وقال "الدولة لم تقم بتوفير بنزين لهم رغم أنهم يستهلكون كميات كبيرة من البنزين المدعوم 80".
وفي المقابل قال المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية محمود دياب، لـ"العربي الجديد" إن هذا الموسم لا يشهد أزمة مقارنة بالأعوام السابقة نظراً للدعم الخليجي في الوقود.
وأشار إلى أن وجود بعض الطوابير هنا أو هناك لا يدل على وجود أزمة، موضحاً أن الوزارة تكثّف حملاتها الرقابية على المحطات والمتلاعبين وتمكنت من ضبط كميات كبيرة من السولار والبنزين قبل بيعها في السوق السوداء.
وقال المهندس سعيد مصطفى، رئيس شركة مصر للبترول، في تصريحات صحافية أول من أمس، إنه يجري طرح نحو 38 ألف طن سولار حالياً بمناسبة موسم الحصاد في المحافظات، وهو رقم كبير بالمقارنة مع معدلات الاستهلاك التى تُقاس مع وزارة التموين والوزارات المختصة ويجري تقديرها لاحتياجات المحافظات المقدرة سابقاً.
وأضاف "وفي غير موسم الحصاد قد تنخفض الكميات إلى 35 أو 36 ألف طن، وهى كميات تكفي حاجة الاستهلاك مقارنةً بما حدث العام الماضي الذي عانينا فيه أزمة بسبب كميات التهريب المرتفعة جداً عن طريق شمال سيناء وعن طريق البحر".
وأضاف "وفي غير موسم الحصاد قد تنخفض الكميات إلى 35 أو 36 ألف طن، وهى كميات تكفي حاجة الاستهلاك مقارنةً بما حدث العام الماضي الذي عانينا فيه أزمة بسبب كميات التهريب المرتفعة جداً عن طريق شمال سيناء وعن طريق البحر".
وأشار إلى أن "بنزين - 92" لا مشكلة فيه ولا أزمات، والمشكلة بالنسبة إلى "بنزين -80"، إذ إن أغلب المحافظات قبلي وبحري ينصبّ تركيزها في الاستهلاك على "بنزين ـ 80" "لأن سعره مناسب، وأغلب السيارات مستعملة وليست حديثة، فبعض المحطات تعاني من نقص "بنزين -80" في بعض الأحيان".
وقال "على سبيل المثال هناك محطتان شهيرتان فى الجيزة قد تشاهد عليهما طوابير أحياناً وتركيز عملهما على (بنزين ـ 80) وحتى لو أرسلت لهاتين المحطتين سيارتين أو ثلاث سيارات يومياً فإنها تستهلكها، لأن هناك كثافة في الاستهلاك، وبالتالي التغطية المستهدفة تكون بنسبة 80%، وفي بعض الأيام، كيوم الجمعة، قد تصل إلى 100%، ولا يكون ذلك على مدار اليوم كله أو ضمان توفيره طوال اليوم، ولكن هذا ما نحاول فعله في محطات الهيئة التابعة لنا كمحطة الحي السادس أو محطة شارع رمسيس المخصصة للسولار فقط".