أعلنت السويد، الجمعة، أنّ زعيم حزب "النهج المتشدّد" الدنماركي اليميني المتطرّف، راسموس بالودان، المعروف باستفزازاته للمسلمين، ممنوعٌ من دخول أراضيها لمدّة عامين، لأنه يمثّل "تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع".
وتحوّلت ضاحية روسنغورد بمدينة مالمو السويدية ليل أمس الجمعة، إلى ساحة احتجاجات قوية رداً على قدوم الزعيم العنصري راسموس بالودان، برفقة حفنة من مؤيديه لاستفزاز مسلمي المدينة، المحاذية للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ويفصل بينهما جسر معلّق، بنية إحراق القرآن كما يفعل عادة في بلده.
وذكرت الشرطة، وفقاً لوكالة الأنباء السويدية و"أفتن بلاديت" أن الاحتجاجات القوية، التي شهدت حرائق عدة، "كانت ردة فعل على قدوم بالودان زعيم حزب تشديد الاتجاه المتشدد في الدنمارك".
وقطع المحتجون الطرقات في ضاحية روسنغورد، التي يقطنها سكان من أصول مهاجرة، وحضرت الشرطة بشكل كثيف، واستخدم شبان من المنطقة المفرقعات وحرقوا دواليب السيارات، تعبيراً عن غضبهم لحرق القرآن، وفقاً لما نقل التلفزيون السويدي "اس في تي".
وكان من المفترض أن يقوم زعيم الحزب العنصري الدنماركي، راسموس بالودان، بمظاهرة في مدينة مالمو، وهو ما أثار غضباً وتحضيراً من قبل شبان مسلمين، ومن قبل الحركة المعادية للعنصرية والفاشية السويدية لمواجهته.
ودفعت الخشية من الصدامات، الشرطة السويدية إلى منع بالودان من التظاهر في المدينة، وقامت بطرده من السويد ومنع دخولها لمدة عامين. واعتبرت السلطات السويدية طرد بالودان ومنعه من دخولها "أمرا يتعلق بمخاطر ارتكابه جرائم في البلد، وبسبب الأمن الوطني في مملكة السويد". وهما حجتان قانونيتان يمكن للدول الإسكندنافية منع دخول مواطني دول الجوار إليها من دون حكم قضائي.
وكان بالودان قد اتفق مع عنصري سويدي مثير للجدل ويدعى دان بارك (وهو من الوسط الفني السويدي)، لإقامة تظاهرة مستفزة في مالمو. وبارك، محكوم عليه بالعنصرية في أكثر من مناسبة، وحاول إقامة "مؤتمر" في كوبنهاغن بسبب منع الشرطة السويدية إقامته على أراضيها ليضم إليه عنصريو الشمال.
يعيش بالودان، خريج الحقوق، على استفزاز بعض السياسيين من أصول مهاجرة، ومضايقة أناس عاديين بمطاردتهم من خلال اتصالات هاتفية، وطرق أبواب أماكن سكنهم بطريقة مستفزة
وعلى الرغم من منع الشرطة أمس لبالودان ومجموعته من التظاهر، قام "بمظاهرة مخالفة للقانون"، بحسب وكالة الأنباء "تي تي"، حيث جرى ملاحقة بعض المشاركين واعتقال 3 أشخاص بتهمة العنصرية، وهم جميعهم من حزب "تشديد الاتجاه" الدنماركي.
ويثير بالودان في بلده الدنمارك، الكثير من الضجيج والسجالات السياسية حول حق التعبير، وخصوصاً وأن هناك اتفاقاً سياسياً وأمنياً أن أعماله بحرق القرآن وتغليفه بلحم الخنزير المقدد "أعمال استفزازية لا تتعلق بحرية التعبير".
ويعيش بالودان، خريج الحقوق، على استفزاز بعض السياسيين من أصول مهاجرة، ومضايقة أناس عاديين بمطاردتهم من خلال اتصالات هاتفية، وطرق أبواب أماكن سكنهم بطريقة مستفزة.
ويمنح القانون الدنماركي حق الانتظام والتعبير لراسموس بالودان، الذي فشل حزبه في دخول انتخابات البرلمان الأخيرة، حيث حصل على 1.8 في المائة من الأصوات (لم يتخطَ حاجز الـ2 في المائة للحصول على 4 نواب).
وبسبب الادعاء بأن حياته في خطر، يحظى بالودان بحماية الاستخبارات الدنماركية، وهو ما أثار منذ عامين سجالاً دنماركياً شعبياً بسبب الملايين التي تصرف من جيوب دافعي الضريبة على سياسي مستفز للمسلمين والسود، ويطالب بترحيل 750 ألف مواطن من أصول إثنية غير أوروبية من بلده. ويدعو إلى تطبيق سياسة تجريد الجنسية من هؤلاء، ووضعهم في معسكرات اعتقال جماعية ريثما يرحلون إلى دولهم الأصلية، على الرغم من أن بعضهم عاشوا لأجيال في البلد.
ويحسب راسموس بالودان على مجموعة الأحزاب الشعبوية الأوروبية، والتقى بمستشار الرئيس الأميركي السابق ستيف بانون، الذي أخذ على عاتقه منذ 2018 تنظيم معسكر الشعبويين في القارة العجوز لأجل الوصول إلى السلطة.