وشهد، أمس الإثنين، انسحاب رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال، من يسار الوسط، ستيفان لوفين، من مساعيه لتشكيل حكومة جديدة بعد انتهاء المهلة التي منحه إياها رئيس البرلمان، ملتحقاً بزعيم يمين الوسط، أولف كريسترسون في عجزه أيضاً عن تشكيلها قبل نحو أسبوعين.
وكانت نتائج الانتخابات البرلمانية أدت إلى ما يسميه المراقبون المحليون "وضعاً مستحيلاً"، أمام تقدم اليمين المتشدد في حزب "ديمقراطيي السويد" بـ64 مقعداً برلمانياً، فيما يبدو أن معسكري يمين ويسار الوسط، وبعد تعهدهما بعدم التعاون مع ذاك الحزب، من المستحيل أن يشكل أحدهما الحكومة منفرداً في ظل غياب تأمين أغلبية برلمانية من 175 صوتاً.
وأمام هذا الانسداد التاريخي، كسابقة لم تشهدها استوكهولم سابقاً، تبدو محاولة الأحزاب التقليدية في المعسكرين، باستثناء أقصى اليمين واليسار، التباحث مع رئيس البرلمان، صعبة، ووفقاً لما تقول صحيفة "أفتون بوستن"، "قد لا يصل الأمر إلى تكليف (زعيم اليمين المتطرف في ديمقراطيي السويد) جيمي أوكسون لمحاولة التفاوض على تشكيل الحكومة"، وذلك بسبب التقنية الجديدة التي تمنح الأحزاب الكبرى في البرلمان فرصة تشكيل الحكومة بالتتالي، إلى أن تعجز الأحزاب ويختار رئيس البرلمان الذهاب إلى انتخابات مبكرة، كآخر احتمال بعد عدد من المحاولات.
وعبّر زعيم يمين الوسط، كريسترسون، قبل دخوله إلى جلسة التباحث مع بقية الأحزاب عن أمله "الخروج بنتائج إيجابية من خلال قيادة رئيس البرلمان للعملية والبحث عن حلول للأزمة".
وكان رئيس البرلمان عبّر، أمس الإثنين، عن رغبته، إثر فشل الكتلتين، في إيجاد حل للاستعصاء السويدي الذي اعتبره "هزيمة للنظام وللتقاليد السياسية السويدية إذا ما اضطررنا فعلاً للذهاب إلى جولة انتخابات أخرى خلال فترة قصيرة".
ويبدو اليمين المتطرف اليوم "متفائلا" حيال الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في ظلّ مؤشرات يحذر منها مراقبون سويديون، كما صرّح ماتس كنوتسون على التلفزيون السويدي قبل ظهر اليوم الثلاثاء، بأن "فشل الأحزاب في تشكيل حكومة سيجعل ديمقراطيي السويد يحصدون المزيد من الأصوات، خصوصاً مع تشديد الكتل عدم التعاون معه، وهو يقدم نفسه كضحية اليوم في واقع سويدي غير مسبوق".
وأحرج، مساء أمس، زعيم اليمين المتشدد جيمي أوكسون، رئيس البرلمان بالمطالبة بـ"الحصول على فرصة مثل الآخرين للبحث عن إمكانية تشكيل حكومة"، على الرغم من أن أوكسون يعرف أن الأحزاب لن تتعاون معه.
في السياق، قال الخبير السويدي كنوتسون للتلفزة السويدية إنه "لا مخرج أمام الكتلتين، إن كانتا لا ترغبان في الذهاب إلى انتخابات، سوى الاتفاق مع رئيس البرلمان لإيجاد تحالف واسع في الوسط بدعم من أصوات بقية الأحزاب الرافضة للتشدد".
وتسود خشية من ذهاب يمين الوسط إلى طلب تشكيل حكومة بدعم من أصوات اليمين المتشدد "دون أن يشارك بنشاط في برامجها"، ولكنه سيعتبر خياراً قاسماً لحزب الاعتدال وزعيمه أولف كريسترسون، خصوصاً مع تعهده للناخبين عدم التعاون أو الاعتماد على قاعدة "ديمقراطيي السويد" البرلمانية.