تشير نتائج دراسة استقصائية لمؤسسة "نوفوس" لسبر الآراء في السويد إلى أن مسألة الهجرة باتت لها أهمية أكبر في تحديد توجهات الناخب السويدي قبل انتخابات البرلمان المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، مع تفضيل واضح لليمين المتشدّد نتيجة هذه القضية، وذلك قبل نحو 70 يوماً من الانتخابات العامة.
ووفقًا لهذه الدراسة الاستقصائية التي نشر التلفزيون السويدي أهم نتائجها اليوم، أصبحت مسألة الهجرة "ملحة بالقدر ذاته الذي تلقاه قضايا الرعاية الصحية والرفاهية من اهتمام في مملكة السويد".
وبحسب خبراء الانتخابات وتوجهات الناخبين في السويد، فإن الأحزاب السياسية سعت خلال العام الماضي إلى "تقديم أكثر الخطابات صرامة في ما يتعلق بقضية الهجرة". ففي حين سعى يسار الوسط، الاجتماعي الديمقراطي، بزعامة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، للظهور بمظهر السياسي الصارم مع رفع عنوان "مزيد من العمل في سياسة دمج مشددة"، وكذلك فعل يمين الوسط، في حزب الاعتدال، استطاع اليمين المتشدد في حزب "ديمقراطيي السويد" بزعامة جيمي أوكسون، أن يصبح "الحزب المفضل" لدى الناخبين في قضية الهجرة وسياسة الدمج.
وأظهرت نتيجة استطلاع "نوفوس"، التي نشرها التلفزيون السويدي صباح اليوم الأربعاء، أن 36 في المائة من الناخبين قالوا إن "ديمقراطيي السويد" الأفضل في ما خص مسائل الهجرة والدمج، وتعتبر هذه النسبة انتصارا جديدا يضاف لهذا الحزب، إذ لم تكن النسبة قبل نحو 60 يوما تتعدى الـ27 في المائة.
واعتبر سكرتير حزب يمين الوسط "الاعتدال"، غونار فاندلوب، أن "الواقع يقتضي النظر إلى هذه الحقيقة، فحزب ديمقراطيي السويد أثار هذه القضية (الهجرة) لوقت طويل، لكن في الوقت نفسه لا يكفي كلما اقتربنا من الانتخابات الإشارة إلى المشكلة بدون إظهار حلول".
وما يثير الانتباه في آراء الناخبين السويديين، ما كشفته استطلاعات أجريت قبل أقل من أسبوع، عن أن اليمين المتشدد ربما يكتسح الأحزاب التقليدية في انتخابات البرلمان المقبل، مع تراجع مكانة يسار الوسط، الاجتماعي الديمقراطي. على الرغم من أن الأخير رفع لواء التشدد في سياسة المهاجرين قبيل الانتخابات باعتبارها "استراتيجية لجذب الناخبين"، إلا أن شعاراته عن الدمج لم تؤدِ إلى زيادة عدد مؤيديه. ورأى 14 في المائة من المستطلعة آراؤهم فقط أن لدى الحزب أفضل السياسات في هذا المجال، وهو تراجع بنقطتين عن العام الماضي. وتعترف سكرتيرة الحزب الاجتماعي الديمقراطي في السويد، لينا رودستروم بوستاد، أن ثقة الناخب بديمقراطيي السويد (وبأنهم الأفضل) في ما خص الهجرة والدمج، ترتبط بالمناقشة المنحازة للحزب.
ويتجه الناخبون السويديون، يوم الأحد 9 سبتمبر/أيلول المقبل، لاختيار ممثليهم في البرلمان (ريسداغن)، الذين يشغلون 349 مقعدا من مختلف الاتجاهات. وتجري في اليوم ذاته انتخابات المجالس البلدية وتشمل 298 بلدية في البلاد. وتجرى تلك الانتخابات عادة مرة كل 4 سنوات، حيث يتم اختيار الأحد الثاني من شهر سبتمبر/أيلول.