قال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، إن الهيئة العامة للتنشيط السياحي طلبت، من مكاتبها في أوروبا الشرقية والولايات المتحدة، رصد تأثير التفجير الذي استهدف جنودا للجيش المصري يوم الجمعة الماضي، في مدينة العريش شمال شرق، على التسويق للمنتجعات في سيناء.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن وزارة السياحة شكلت غرفة عمليات لمتابعة التأثيرات السلبية للحادث.
وقتل 33 جنديا على الأقل وجرح العشرات في هجوم على نقطة عسكرية في شمال سيناء، لتعد تلك هي الخسارة الأكبر للجيش المصري في عملية واحدة منذ عقود.
وأعلنت السلطات المصرية إثر الحادث حالة الطوارئ، مع حظر التجوال من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا في منطقة شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، وإغلاق معبر رفح الحدودي من صباح أمس إلى أجل غير مسمى.
وأشار المسؤول في وزارة السياحة: "نترقب تأثير الحادث على الحملات التسويقية المزمع تدشينها بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في الدول الغربية".
وأضاف أن "المنتجعات السياحية في جنوب سيناء بعيدة عن العمليات الإرهابية في الشمال، وهي مؤمنة من قبل قوات الجيش والأمن، فضلا عن التعاون مع بعض بدو سيناء، الذين يقومون بأعمال الحراسة، لكن هذه العمليات سيكون لها حتما تأثيرات سلبية على الحركة الوافدة لكل مصر، وليس منطقة جنوب سيناء فقط".
وأشار إلى أن هذه الأحداث جعلت الوزارة تعمل وفقا لبرامج تسويقية منفصلة لكل مقصد سياحي داخل مصر عن الآخر.
وتمثل الطاقة الفندقية في جنوب سيناء، ثلث الطاقة الفندقية العاملة في مصر، والتي تبلغ 225 ألف غرفة، وفقا لإحصاءات غرفة الفنادق المصرية.
وكانت محافظة جنوب سيناء قد ذكرت في بيان لها في مايو/أيار الماضي، أنها انتهت من وضع كاميرات مراقبة في مناطق محتلفة لرصد التحركات ولتعزيز الأمن بتكلفة 50 مليون جنيه (6.9 مليون دولار).
وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، بانخفاض 41% عن العام 2012، جراء تحذيرات السفر التي أطلقتها الدول الأوروبية، عقب مقتل المئات وإصابة الآلاف في فض قوات الأمن بالقوة في أغسطس/آب 2013، اعتصامات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي الذي أطاح به الجيش في يوليو/تموز من نفس العام بعد نحو 12 شهرا فقط قضاها في الحكم، عبر أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء، هشام علي، "لا شك سيكون للحادث تأثيرات سلبية على التدفق السياحي لمصر كلها، وليس على جنوب سيناء فقط"، لكنه يرى أن القطاع قادر على التعافي وامتصاص الصدمة مع هدوء الأوضاع في مصر.
ويأمل رئيس جمعية المستثمرين السياحيين، ألا يكون لهذه الأحداث أية تأثيرات على مؤتمر سياحي يعقد في لندن بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتتعرض قوات الجيش والشرطة لهجمات متكررة في مناطق شمال سيناء، منذ أكثر من عام، لكن هجوما وحيدا استهدف حافلة سياحية بالقرب من منفذ طابا الحدودي، ما أدى إلى مقتل 3 سائحين من كوريا الجنوبية.
وترتب على الحادث، أن أصدرت 15 دولة أوربية تحذيرات بصدد السفر إلى شبه جزيرة سيناء ألغتها غالبية هذه الدول نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال عادل المكاوي، مالك أحد الفنادق، في شرم الشيخ لـ "العربي الجديد"، إن التدفقات السياحية الوافدة لمطار المدينة لا تزال حتى الآن طبيعية، ولم تصدر أية تحذيرات من وكالات سفر عالمية بشأن عدم المجيء إلى مصر".
وأضاف أن الإشغالات تتراوح بين 50 إلى 60% حاليا، وأغلب النزلاء من شرق أوروبا، خاصة دول الاتحاد الروسي.
ومن جانبه، قال رئيس غرفة الغوص الأسبق، هشام جبر، "لا نستطيع توقع الحركة السياحية الوافدة خلال الأيام القليلة المقبلة، سننتظر ردة فعل وكالات السياحة العالمية".
وأشار جبر، إلى ضرورة التفرقة بين ما يحدث في شمال سيناء والجنوب، حيث تقع الهجمات في الشمال بينما مناطق المنتجعات في الجنوب بعيدة، ولا تشهد مثل هذه الحوادث.
وتراجع الدخل السياحي لمصر، خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 1.3 مليار دولار، بانخفاض بلغت نسبته 43%، مقابل نفس الفترة من العام 2013.
وتمثل السياحة الأوروبية الوافدة لمصر 72% من إجمالي الحركة سنويا. وتشير بيانات وزارة السياحة إلى أن الأعداد الوافدة خلال العام الماضي بلغت 9.5 مليون سائح، مقابل 11.5 مليون سائح خلال 2012.
وقال المسؤول في وزارة السياحة "نعمل على الوصول بأعداد الوافدين إلى 10 ملايين بنهاية العام الجاري، ونأمل أن تستقر الأوضاع قريبا".
وتعد مناطق جنوب سيناء والبحر الأحمر، الأفضل حالا بالنسبة لحركة الوافدين، حيث تعد القاهرة (وسط) والأقصر، التي تضم نحو ثلث آثار العالم (جنوب) الأكثر تضررا وانحسارا في أعداد السائحين.
وحسب رئيس غرفة شركات السياحة ووكالات السفر، ثروت العجمي، فإن الإشغالات في الأقصر لا تتجاوز 15%.