في الوقت الذي أعلنت فيه الجهات الرسمية في اليمن تطور مؤشرات القطاع السياحي وزيادة أعداد الزائرين، أكد مختصون أن هذه الأرقام مراوغة حكومية، وأن السياحة متعثرة بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد وعمليات اختطاف الأجانب.
وأظهر تقرير رسمي حديث، أن عائدات قطاع السياحة اليمني ارتفعت خلال العام الماضي 2013 إلى 940 مليون دولار، مقارنة بـ 848 مليون دولار خلال 2012، بزيادة بلغت 11%.
من جانبه شكك رئيس جمعية الكتاب السياحيين اليمنيين ياسين التميمي لـ "العربي الجديد"، في الأرقام التي نشرتها وزارة السياحة اليمنية، وقال إنها " مراوغة " وليست واقعية، لأنها جاءت نتيجة احتساب الزيارات التي يقوم بها المغتربون اليمنيون إلى بلادهم، بالإضافة إلى زيارة الخبراء والوفود التي ترتبط زياراتهم لليمن بدورهم في احتواء المشاكل السياسية والأمنية التي تواجهها البلاد.
وأوضح التميمي أن قطاع السياحة اليمنى دفع ثمناً غالياً للتدهور الحاد بالبلاد نتيجة الأوضاع الأمنية والاضطرابات السياسية. فيما أكد المسؤولون في وزارة السياحة اليمنية، أن الوزارة تعمل من أجل تنشيط مستوى السياحة الخارجية والداخلية في البلاد وفقاً للإمكانيات المتوفرة والظروف والأوضاع السياسية التي نمر بها.
وقال وكيل وزارة السياحة لقطاع الخدمات والمنشآت، مطهر تقي، لـ" العربي الجديد": إن هناك جهوداً حثيثة لتطوير السياحة وخصوصاً السياحة البينية النشطة مع دول الخليج.
وأوضح تقي، أن السياحة تضررت من الاضطرابات التي مرت بها البلاد، لكن بحسبه، فإن السياحة البينية بين اليمن والمملكة العربية السعودية نشطة وخاصة في منفذ" حرض" الحدودي مع السعودية.
وأعرب المسؤول اليمنى عن أمله في انتعاش حركة السياحة خلال الفترة المقبلة في ضوء المساعي الحكومية لتحسين الأوضاع الأمنية في البلاد، خصوصا بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، علاوة على البدء في استثمار نتائج مشاركة اليمن في فعاليات دولية خاصة بالسياحة والتي أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات والتعاقدات بين الشركات المحلية ونظيراتها الدولية المصدرة للسياحة إلى اليمن.
وبحسب تقي، فإن عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح باليمن عام 2013 ارتفع إلى 10.89 مليون ليلة صعودا من 9.485 مليون ليلة في 2012.
مؤشرات حكومية
وفقاً لتقرير حكومي، فإن عدد السياح العرب والأجانب والمغتربين اليمنيين المقيمين في الخارج الذين قدموا إلى اليمن في العام 2013 ارتفع إلى 1.322 مليون سائح من 874 ألف سائح في العام 2012.
وتتوزع السياحة بين السياح الأجانب والمغتربين اليمنيين الذين يأتون إلى اليمن لقضاء الإجازة أو زيارة الأهل، وشكل السياح الأجانب خلال 2012 ما نسبته 53% من إجمالي حجم الحركة السياحية باليمن.
وبحسب التقرير، فقد زاد عدد السياح الدوليين من غير المقيمين الأجانب المغتربين الوافدين إلى اليمن من حوالي 1175 ألف سائح في عام 2011، إلى نحو 1323 ألف سائح في عام 2013، فيما بلغ متوسط معدل النمو السنوي نسبة 6 % خلال عامي 2013-2012 ويعادل ما كان مخططاً له في البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية 2014-2012 وقد تجاوز ما تحقق في سنة الأساس 2010، بارتفاع بلغ 288 ألف سائح.
اختطاف الأجانب
ويعاني اليمن من استمرار اختطاف الأجانب في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، من قبل مسلحين قبليين يطالبون الدولة بحل مشاكلهم عبر الاختطاف. وبحسب تقارير غير رسمية، فإنه خلال الفترة من 1992 - 2011، تم اختطاف أكثر من 350 أجنبياً أغلبهم من السياح، وقد أطلق سراح معظمهم بعد مفاوضات ودفع فديات وتلبية الحكومة لمطالب الخاطفين.
وأعتبر رئيس جمعية الكتاب السياحيين اليمنيين، استمرار حالة الاختطافات والانفلات الأمني، وغياب بيئة استثمارية مواتية، كلها عوامل تضافرت لكي تُبطئ من نمو قطاع السياحة، رغم المبادرات والوعود المتفائلة التي قطعها مستثمرون يمنيون وعرب فيما يخص تبني مشاريع استثمارية كبيرة من شأنها أن تنعش هذا القطاع.
مشكلة مركبة
وتقوم الوكالات السياحية الأوروبية على وجه الخصوص بإغلاق محلاتها نتيجة التحذيرات التي تطلقها الحكومات الأوربية لرعاياها من التوجه إلى اليمن بسبب تزايد حالات الاختطاف وخطورة الوضع الأمني.
وبحسب ياسين فإن قطاع السياحة يمثل مصدراً واعداً لتغذية الخزينة العامة، لكن هذا القطاع يعاني من مشاكل مركبة، تتمثل بالمشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية، موضحاً أن تعافي هذا القطاع مرهون بحل تلك المشاكل بكل تعقيداتها.
سقطرى
وتُمثل جزيرة سقطرى واحدة من الأماكن السياحية الآمنة والمليئة بالكثير من المناطق الطبيعية الخلابة، والتي يمكن أن تساهم في جذب المزيد من السياح، وأصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قرارً بتحويلها إلى محافظة إضافة إلى المحافظات الـ22.
وبلغ زوار أرخبيل سقطرى 2500 سائح وسائحة خلال 2013 وفقاً تقديرات الشرطة السياحية في الأرخبيل، ويتوقع وكيل وزارة السياحة أن يكون الرقم خلال العام الجاري 2014 أكبر لما تمتاز به الجزيرة من مناظر طبيعية.
ويقول التميمي، أنه لم يبقى امام الحكومة اليمنية فرصة يمكن استغلالها فيما يخص قطاع السياحة، سوى التسويق لأرخبيل سقطرى كمقصد سياحي مستقل.
وتشكل السياحة 3% من الناتج المحلى الإجمالي لليمن، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء اليمني.