السيارات الكهربائية تغير خريطة الصيانة ومبيعات قطع الغيار

كشفت دراسة متخصصة أن التكنولوجيا المتطورة في صناعة السيارات، وطرح طُرُز من المركبات الكهربائية والهجينة وذاتية القيادة، سيغيران خريطة خدمات السيارات في الشرق الأوسط، لا سيما ما يتعلق بأعمال الصيانة وتوفير قطع الغيار.

وأشارت الدراسة التي أعدتها شركة الأبحاث العالمية "أرانكا" إلى أن الدراسة أُجريت على 1308 من المتخصصين في خدمات المركبات، لافتة إلى أن 66 في المائة ممن شملتهم الدراسة أعربوا عن تفاؤلهم بمستقبل سوق خدمات السيارات الإقليمية، فيما يعتقد 37 في المائة أن التكنولوجيا الجديدة، المتعلقة في الغالب بالسيارات الكهربائية والهجينة وذاتية القيادة، ستفتح مجالاً لفرص أعمال جديدة في المنطقة.

وشملت الدراسة موزعين، مصنعين، مستوردين، مصدرين، تجار جملة، تجار تجزئة، استشاريين، وموردي الخدمات. وذكرت الشركة أن 42 في المائة ممن شملتهم الدراسة قد تلقوا بالفعل طلبات العملاء للحصول على منتجات وخدمات تتعلق بمحركات الاحتراق الداخلي التي لا تعمل بالبنزين أو الديزل.

ويعتقد ما يقرب من نصف عينة الدراسة (46 في المائة) أنه ستكون هناك تغيّرات ملحوظة في سوق خدمات السيارات وما بعد البيع إقليميا في غضون السنوات الخمس المقبلة، بسبب التغيرات التكنولوجية، حيث تمثل السيارات الكهربائية 47 في المائة من عينة الدراسة، وتكنولوجيا السيارات الهجينة 32 في المائة.

وتوقعت الدراسة نمو سوق اكسسوارات وقطع غيار السيارات وخدمات المركبات، لافتة إلى أن حجم هذه السوق في الشرق الأوسط بلغ 15 مليار دولار خلال العام الماضي 2018.

ووفق شركة "أرانكا"، إن عدد المركبات العاملة في الشرق الأوسط تجاوز 21 مركبة العام الماضي، فيما بلغت مبيعات سيارات الركاب 1.03 مليون وحدة، أما مبيعات المركبات التجارية فسجلت 270 ألف وحدة.

وتوقعت أن يصل عدد المركبات إلى حوالي 27 مليون وحدة بحلول عام 2023. ولذلك، فمن المتوقع أن تشهد سوق خدمات ما بعد البيع ارتفاعا يصل حجمه إلى حوالي 18.5 مليار دولار في غضون خمس سنوات.

لم تعد سرعة انطلاق السيارة تمثل محور المنافسة الرئيسية بين الشركات العالمية المنتجة للمركبات الكهربائية، وعامل الجذب الأساسي للمشترين، وإنما أضحت الخدمات المقدمة لما بعد البيع مثل شحن المركبة وقدرتها على التسيير لأطول مسافات ممكنة، العامل الأكثر حضوراً في المنافسة بين الشركات، وفق تقارير متخصصة.

وتخطط شركات السيارات العالمية لزيادة الإنفاق على تكنولوجيا السيارات الكهربائية بما يصل إلى 300 مليار دولار على مدار الخمس إلى العشر سنوات المقبلة، وذلك وفق تحليل أجرته رويترز في يناير/كانون الثاني الماضي، لميزانيات الاستثمار والمشتريات التي أعلنتها أكبر 29 شركة لصناعة السيارات في العالم خلال العامين الأخيرين.