لا يكاد يمرّ شهر واحد من دون أن يطلّ على الجمهور رئيس أو وزير أو زعيم في العالم، والعالم العربي، ليخبرهم أن الله، أو النبيّ محمد قد ظهر له في الحياة الحقيقية أو الحلم، وطلب منه تنفيذ بعض الأوامر أو اتخاذ قرار دون آخر.
آخر هؤلاء كان الرئيس الفيليبيني المثير للجدل رودريغو دوترتي. فبعد خطاباته المليئة بالشتائم، وعد الفليليبينيين بالتوقف عن الشتم، لأنّ الله ظهر له، وفق ما قال أثناء رحلته من اليابان إلى بلاده أمس الخميس، وطلب منه التوقف عن استخدام الشتائم "وإلا الطيارة ستسقط وتتحطّم... كان الجميع نائماً في الطيارة والبعض يشخرون، وأنا كنت أنظر إلى السماء وسمعت صوتاً يطلب مني ذلك".
لكن قبل دوترتي، استخدم زعماء وسياسيون الله أو الأديان لإضفاء صفة "مقدسة" على خطاباتهم وأفعالهم، مثل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي أعلن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ما سماه "الحرب على الإرهاب" أن يده هي "يد الله". ثم عام 2003 صدر كتاب "إيمان جورج دبليو بوش"، وجاء فيه تأكيد لما قاله بوش بأن "الله اختارني لأقود هذه الأمة".
أما عربياً فإنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو أبرز من ارتبط اسمه ببروبغندا حاولت تصويره كـ"مختار من الله". لم يقلها السيسي نفسه بشكل صريح، لكنه أوعز إلى كل من يحيط به إلى الترويج لذلك. مفتي مصر السابق علي جمعة قال "رضا الله من رضا السيسي"، بينما قال أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، حرفياً: "ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو". إلى جانب مانشيت جريدة "الفجر" الشهير بعنوان "السيسي يقابل الله مرتين".
وعلى مستوى الوزراء والنواب فلدينا مثالان عربيان شهيران أولهما النائب اللبناني خالد الضاهر، الذي أخبر أهالي عكار (شمال لبنان) ولبنان، خلال مؤتمر صحافي أنّ النبيّ محمد ظهر لوالده في المنام وبشّره بولادته.
أما المثال الثاني فهو المرشّح للانتخابات النيابية الأردنية التي حصلت قبل أسابيع، مفلح راضي المقابلة الذي قال في فيديو مصوّر إنه رأى في منامه رسولاً تنبأ بفوزه في الانتخابات، وقال له "قم انصر المظلومين والقيادة والوطن".
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
آخر هؤلاء كان الرئيس الفيليبيني المثير للجدل رودريغو دوترتي. فبعد خطاباته المليئة بالشتائم، وعد الفليليبينيين بالتوقف عن الشتم، لأنّ الله ظهر له، وفق ما قال أثناء رحلته من اليابان إلى بلاده أمس الخميس، وطلب منه التوقف عن استخدام الشتائم "وإلا الطيارة ستسقط وتتحطّم... كان الجميع نائماً في الطيارة والبعض يشخرون، وأنا كنت أنظر إلى السماء وسمعت صوتاً يطلب مني ذلك".
لكن قبل دوترتي، استخدم زعماء وسياسيون الله أو الأديان لإضفاء صفة "مقدسة" على خطاباتهم وأفعالهم، مثل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي أعلن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ما سماه "الحرب على الإرهاب" أن يده هي "يد الله". ثم عام 2003 صدر كتاب "إيمان جورج دبليو بوش"، وجاء فيه تأكيد لما قاله بوش بأن "الله اختارني لأقود هذه الأمة".
أما عربياً فإنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو أبرز من ارتبط اسمه ببروبغندا حاولت تصويره كـ"مختار من الله". لم يقلها السيسي نفسه بشكل صريح، لكنه أوعز إلى كل من يحيط به إلى الترويج لذلك. مفتي مصر السابق علي جمعة قال "رضا الله من رضا السيسي"، بينما قال أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، حرفياً: "ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو". إلى جانب مانشيت جريدة "الفجر" الشهير بعنوان "السيسي يقابل الله مرتين".
وعلى مستوى الوزراء والنواب فلدينا مثالان عربيان شهيران أولهما النائب اللبناني خالد الضاهر، الذي أخبر أهالي عكار (شمال لبنان) ولبنان، خلال مؤتمر صحافي أنّ النبيّ محمد ظهر لوالده في المنام وبشّره بولادته.
أما المثال الثاني فهو المرشّح للانتخابات النيابية الأردنية التي حصلت قبل أسابيع، مفلح راضي المقابلة الذي قال في فيديو مصوّر إنه رأى في منامه رسولاً تنبأ بفوزه في الانتخابات، وقال له "قم انصر المظلومين والقيادة والوطن".
(العربي الجديد)