ترأس الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، المجلس الأعلى للجامعات في حضور وزير التعليم العالي، خالد عبد الغفار، ورؤساء الجامعات من أعضاء المجلس، بدعوى بحث آخر المستجدات على ساحة التعليم الجامعي في مصر، على هامش افتتاح "المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي" بفندق "الماسة" المملوك للجيش في العاصمة الإدارية الجديدة (تحت الإنشاء).
ووجه السيسي التحية لحضور "المنتدى العالمي" الأول عن الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، قائلاً: "كان لنا (مصر) تجربة في ثورة الاتصالات التي حدثت خلال العشرين عاماً الماضية، وتأثيرها على سوق العمل، وتحدثت عن ذلك في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي"، متابعاً "الثورة التكنولوجية الرابعة قد تسحق جيلاً أو جيلين، وأتصور أن قدرتنا على التنبؤ بمستقبل العلم ستتراجع".
وأضاف السيسي: "مصر لم تشارك في الثورات التكنولوجية الأولى أو الثانية أو الثالثة، والتي وقعت بالفعل خلال الأعوام الماضية، ومن الصعب علي جداً ألا نشارك في الثورة الرابعة... بكلم نفسي وزملائي في الحكومة، والجامعات، والشعب المصري كله، لا يجب أن تفوتنا الثورة التكنولوجية الرابعة... وأدعو المصريين جميعاً، وأعضاء المجتمع الأكاديمي في الدولة المصرية، إلى ضرورة استنهاض الهمم".
وتابع: "تأثير التكنولوجيا الحديثة سيكون ضارياً بشكل أكبر على المجتمعات النامية كمصر، لذا يجب لحاق الجميع بركب الثورة التكنولوجية... ونحن نحتاج إلى تغيير ثقافة التعليم في مصر، لأن رؤية العلماء للواقع لا يجب أن تنفصل عن التناغم الحاصل حول التكنولوجيات الجديدة... هذا موضوع مهم في حياتنا، وحياة أبنائنا وأحفادنا، ولا بد من الاستعداد الكامل للتكنولوجيات القادمة التي ستسحق أجيالا كاملة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "لا يمكن قياس حجم نتائج هذا التطور الهائل الذي يحدث حالياً في المعرفة والعلم، وبدأنا نرى ملامح لاختفاء النقود على سبيل المثال"، مستطرداً "هل كانت الناس تتوقع حدوث ذلك قبل 20 أو 30 عاماً؟ الدراسات الإكتوارية أصبحت غير متوافقة الآن مع التطور الحاصل على أرض الواقع، خصوصاً في ما يتعلق بالقدرة على تقديم وتطوير العلاج في العالم، وتأثيره على إطالة عمر البشر".
وواصل خلال حديثه: "قد لا نستطيع قياس حجم التطور السريع والهائل في التكنولوجيا على الإنسان، بسبب سرعة هذا التطور وقوته، ولذلك يجب الارتقاء بدور الجامعات، ومنهجية البحث العلمي، للمساهمة في تغيير واقع ثقافة التعلم والمعرفة... ومن ثم دعم عملية بناء الإنسان المصري، ومسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي"، حسب مزاعمه.
ووجه السيسي حكومته إلى العمل على تطوير واقع المقاربة التعليمية في مصر، بما يساهم في استيعاب ومواكبة مردود التكنولوجيا البازغة على سوق العمل، ودعم الشباب المتميز والمتفوق علمياً من المبتكرين والباحثين، في ظل ما يمثلونه من طاقة وذخيرة مصر، من خلال إيجاد آلية مؤسسية فعالة بالجامعات لاكتشاف الموهوبين، والعقول النابغة، بهدف الانطلاق نحو المستقبل لصالح مصر، وكذا للإنسانية جمعاء.
ويشارك في فعاليات المنتدى، الذي ينعقد على مدار ثلاثة أيام، نحو 2000 شخصية، من بينهم علماء وخبراء ومهتمون بالتعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار، وأكثر من 300 شخصية أجنبية من رؤساء الجامعات الدولية، ونواب وزراء التعليم، وخبراء التعليم من 55 دولة، إضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي، بدعوى تبادل الخبرات والتجارب العالمية في مجالات تطوير التعليم والبحث والابتكار.
وتتناقض الاحتفالات والمؤتمرات المتواصلة تحت رعاية الرئيس المصري، والتي تدعو فيها مؤسسة الرئاسة الآلاف لحضورها من مختلف دول العالم، بالرغم من عدم جدواها مقارنة بتكلفتها العالية، مع شكواه المتكررة من قلة الموارد في الدولة، وقول السيسي نفسه في إحدى خطاباته السابقة: "ماحدش قال لكم إننا (المصريين) فقراء أوي (جداً)".