وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحية تقدير واعتزاز "لكل مواطن شريف تحمّل الإصلاحات التي تجريها الدولة في مجال الاقتصاد (تحرير أسعار الوقود والكهرباء)، أو بناء منظومة الأمن لردع الإرهاب والتطرف"، قائلاً "لم يكن أمامنا أي حل آخر، وأنتهز كل فرصة للحديث إلى المصريين، والتأكيد أن الشعب هو البطل في تحقيق كلا الهدفين".
وأضاف السيسي، خلال احتفاله بتخريج دفعة جديدة من طلاب الكليات والمعاهد العسكرية، اليوم الاثنين، أن "أبناء المصريين يقدمون حياتهم ودماءهم من أجل الوطن، بينما ينحصر دور الدولة (النظام) في وضع الرؤية والتوجيه وتحديد السياسات"، مستطرداً "لولاكم يا مصريين، ماكناش ممكن ننجح في أخطر قضيتين بيواجهوا مصر، وهما الإرهاب والاقتصاد، وأنتم أذكى كثيراً من خداعكم بحديث معسول!".
وزعم السيسي أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي استهدفت حياة أفضل للأجيال القادمة، مستدركاً "هانفضل نبني ونشتغل، وطول ما إحنا متحملين، وقادرين على المواجهة والبناء، هاتجدوا نتائج أفضل. ومواجهة الإرهاب تمثل تحدياً كبيراً للدولة المصرية، والشعب المصري هو البطل الحقيقي في الإنجازات التي حققتها الدولة، سواء في دحر الإرهاب، أو تحقيق الإنجازات الاقتصادية"، على حد تعبيره.
وزاد بالقول: "خطر الإرهاب البغيض على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، لكن بفضل تضحيات رجال الجيش والشرطة استطعنا محاصرته، وتدمير بنيته التحتية، ودحر بؤر التطرف التى تنطلق منها العناصر الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية. وقد كانت مصر سباقة في التحذير من هذا الخطر، حيث طالبت المجتمع الدولي بالتكاتف لحماية الإنسانية من شروره، والقضاء على مسبباته".
وشدد السيسي على أن نظامه "مستمر في العمل على الإصلاح والتطوير، إدراكاً منه لضرورة مواجهة الأزمات التي طال أمدها في الدولة"، مضيفاً "اعتمدنا خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي الشامل، ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني ليصبح قائماً على الإنتاج، وجاذباً للاستثمارات، ويُعظم الاستفادة من طاقات الشباب في خدمة الوطن، وقد حققنا في هذا المقام إنجازات واضحة"، حسب ادعائه.
وعرج السيسي على ذكرى "ثورة 23 يوليو"، قائلاً إنها "استطاعت أن تغير وجه الحياة في مصر على نحو جذري، وقدمت لشعبها العديد من الإنجازات الضخمة، كما أحدثت تحولاً عميقاً في تاريخ مصر المعاصر، أنهى مرحلة، ومهد الطريق أمام مرحلة جديدة، دعماً لقدرة الوطن على مواصلة مسيرة البناء والتقدم".
واستكمل حديثه: "هذه الثورة العظيمة لم يقتصر تأثيرها على الداخل المصري فحسب، بل امتدت آثارها وصداها إلى جميع الشعوب الأخرى التي كانت تتطلع إلى الحرية والاستقلال"، مشيراً إلى أن "العالم شهد انحسار موجة الاستعمار، لتبدأ مرحلة ميلاد، وتكوين التكتلات الدولية لدول العالم الثالث، حتى تسترد تلك الدول مقدراتها وثرواتها الطبيعية، وتتجه إلى تنمية كوادرها البشرية، بما يتناسب مع التحديات المتزايدة والمتجددة".
ووجه السيسي تحية خاصة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بذريعة أنه "حمل راية الثورة، وتمسك بمبادئها وثوابتها، في تحقيق استقلال الوطن، والعدالة الاجتماعية، لجموع المصريين". كما وجه التحية أيضاً للرئيس الراحل محمد أنور السادات، لمساهمته في تجديد شباب الثورة، وإلى الرئيس الراحل محمد نجيب، "الذي جاهد مع الكثير من الرجال العظام، لفتح باب الحرية والأمل للشعب المصري".