07 نوفمبر 2024
السيسي والتأسيس للضغينة
على صفحتي في "فيسبوك" من ثلاث سنوات كاملة، وتحديداً في يوم 9 سبتمبر/ أيلول 2013، كتبت الآتي تحت عنوان التأسيس للضغينة: (الملك الذي يبدأ بالضغينة سينتهي حتماً بها، والسلطة التي تبدأ بنشر الخوف ستنتهي به، والطالب الذي يبدأ عامه الدراسي، وعنده إحساس بأن الأمن الذي له حق الضبطية القضائية عليه، من خلفه، لن يفكر في معمل ولا اسبينوزا ولا سقراط، ولكن سيفكر في حيلة للانتقام. هل الأيام تعيد مصر إلى ظلمة الستينيات؟ لاحظ أن الحكم لا يفرّق بين من رقص على أنغامه من أولها، فالعروش في قسوتها تقام حتى على دم العشيرة ذاتها، والأيام قادمة).
الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات، لا أظن أن نتائج ما نعيشه في مصر قد خرجت، لا في كثير ولا قليل، عن جمع حنظل ذلك التأسيس للضغينة، والذي تم في بداية هذه السنوات الثلاث، وإن كان الإعداد له قد تم بعد ثورة يناير مباشرة. وتعال معي نتأمل الحال، ونرى ثمرات الحنظل. بدأوا بنحت كلمة (الخرفان)، مقابلاً نفسياً لـ(الإخوان)، وهللت الصحافة بالاسم الجديد، فكتب على حوائط مصر كلها، أما حرق مقرات "الإخوان المسلمين"، فاستمر من دمياط إلى أسوان، وكانت ذروته في وقفة الاتحادية الأولى ثم الثانية، وأطلقوا عكاشة (بسبابه) وإبراهيم عيسي (بشواكيشه ومساميره ومناشيره وفردة استبن من الكاوتش القديم وكتبوا عليها: الاستبن)، حتى تبلورت الضغائن بأغنية: (همه شعب واحنا شعب).
وتوالت المذابح من المنصة وميدان رابعة ورمسيس واحد واتنين.. إلخ، وكان من آثار الضغينة سجن 176 عضواً من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، ثم مصادرة المتاجر والمدارس والمستشفيات، حتى وصل الأمر إلى إنهاء خدمة أساتذة جامعات، وتقريبا خلت الجامعات من ربع أساتذتها، سواء بالسجن أو الهرب إلى تركيا، فأي ضغينةٍ لجماعة يستمر مسلسلها هكذا؟ علاوة على القتل البطيء والممنهج في المستشفيات والسجون، أو في أثناء القبض على الفارّين، كما حدث مع تسعة من العناصر في (مدينة 6 أكتوبر)، منهم أعضاء بمجلس الشعب وأساتذة جامعات، فهل انتهى التأسيس للضغينة عند هذا الحد؟ لم ينته، فجاءوا بفصيلٍ من المنشقين عن الإخوان (ثروت الخرباوي وكمال الهلباوي ومختار نوح وسامح عيد وعبد الجليل الشرنوبي)، وجعلوهم نجوماً لفضائيات رجال الأعمال. وكتب الخرباوي المسلسلات والأغاني الإذاعية، وسفّروه إلى الاتحاد السوفييتي، وعيّنوا الهلباوي في حقوق الإنسان، وعبد الجليل في "الأهرام"، وسامح عيد وزعوه (على مخابز إبراهيم عيسي المتعدّدة)، فأي ضغينة تكلف أصحابها كل تلك الغرائم، والباقي من زبائن "الإخوان" من الشباب غير المشهور وغير المفوّه، كوّنوا لهم (الجبهة الوسطية).
أما أهل السلف من كارهي "الإخوان"، فيكفي أسامة القوصي الذي يريد أن يحشر مع يسرا وليلي علوى يوم الحشر، ولا يحشر مع "الإخوان"، فقد وصلت الضغائن إلى يوم الحشر أيضا. ولو دخلنا إلى الشيخ محمد سعيد رسلان وياسر برهامي، فالضغائن المموّلة تحتاج مجلدات، وظل المسلسل حتى وصل إلى وضع (إسفين) الضغينة بين الأزهر نفسه ووزارة الأوقاف، أي ما بين الشيخ أحمد الطيب ووزير الأوقاف (بملعوب الخطبة المكتوبة)، لولا تراجع الوزير أخيرا، فإذا بالضغينة تنتقل إلى الشيشان، في مؤتمر غروزني، وخصمهم للسلفية في السعودية، أي محاولة استزراع الضغينة بين السنة والسنة.
من الحضور شيخ الأزهر والمفتي الرسمي والمفتي (من تحت الترابيزة) علي جمعة، صاحب مقولة "اضرب في المليان"، فأي عبثٍ بعد ذلك لاستزراع الضغينة ومنهجتها في صلب الدين، بل في صلب المذهب الواحد؟ وهنا ردّت السعودية على السيسي ونظامه بمئات من الرسائل الغاضبة. ولا سبيل أمام صانع الضغائن سوى الهروب إلى الأمام أو افتتاح "مصنع للملوحة" في العامرية، أو إحياء مشروع الألف سيارة لبيع الخضار، وخصوصاً بعدما صارت الأسعار رخيصة جداً، بما فيها العقارات التي صارت بتراب الفلوس في المحروسة مصر، وإلّا فقل لي ما الذي يدفع (عضو الفقراء)، مصطفى الجندي، أن يشتري عقارا في أميركا بـمليوني دولار، ويؤجره لترامب الذي يقف "بالباع والدراع" مع العروبة والقدس والإسلام والفقراء والمسجد الأقصى، وقد يأتي اليوم الذي يقول فيه ترامب: السيسي أستاذي الذي لم أشرّف بتلقّي العلم على يديه.
الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات، لا أظن أن نتائج ما نعيشه في مصر قد خرجت، لا في كثير ولا قليل، عن جمع حنظل ذلك التأسيس للضغينة، والذي تم في بداية هذه السنوات الثلاث، وإن كان الإعداد له قد تم بعد ثورة يناير مباشرة. وتعال معي نتأمل الحال، ونرى ثمرات الحنظل. بدأوا بنحت كلمة (الخرفان)، مقابلاً نفسياً لـ(الإخوان)، وهللت الصحافة بالاسم الجديد، فكتب على حوائط مصر كلها، أما حرق مقرات "الإخوان المسلمين"، فاستمر من دمياط إلى أسوان، وكانت ذروته في وقفة الاتحادية الأولى ثم الثانية، وأطلقوا عكاشة (بسبابه) وإبراهيم عيسي (بشواكيشه ومساميره ومناشيره وفردة استبن من الكاوتش القديم وكتبوا عليها: الاستبن)، حتى تبلورت الضغائن بأغنية: (همه شعب واحنا شعب).
وتوالت المذابح من المنصة وميدان رابعة ورمسيس واحد واتنين.. إلخ، وكان من آثار الضغينة سجن 176 عضواً من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، ثم مصادرة المتاجر والمدارس والمستشفيات، حتى وصل الأمر إلى إنهاء خدمة أساتذة جامعات، وتقريبا خلت الجامعات من ربع أساتذتها، سواء بالسجن أو الهرب إلى تركيا، فأي ضغينةٍ لجماعة يستمر مسلسلها هكذا؟ علاوة على القتل البطيء والممنهج في المستشفيات والسجون، أو في أثناء القبض على الفارّين، كما حدث مع تسعة من العناصر في (مدينة 6 أكتوبر)، منهم أعضاء بمجلس الشعب وأساتذة جامعات، فهل انتهى التأسيس للضغينة عند هذا الحد؟ لم ينته، فجاءوا بفصيلٍ من المنشقين عن الإخوان (ثروت الخرباوي وكمال الهلباوي ومختار نوح وسامح عيد وعبد الجليل الشرنوبي)، وجعلوهم نجوماً لفضائيات رجال الأعمال. وكتب الخرباوي المسلسلات والأغاني الإذاعية، وسفّروه إلى الاتحاد السوفييتي، وعيّنوا الهلباوي في حقوق الإنسان، وعبد الجليل في "الأهرام"، وسامح عيد وزعوه (على مخابز إبراهيم عيسي المتعدّدة)، فأي ضغينة تكلف أصحابها كل تلك الغرائم، والباقي من زبائن "الإخوان" من الشباب غير المشهور وغير المفوّه، كوّنوا لهم (الجبهة الوسطية).
أما أهل السلف من كارهي "الإخوان"، فيكفي أسامة القوصي الذي يريد أن يحشر مع يسرا وليلي علوى يوم الحشر، ولا يحشر مع "الإخوان"، فقد وصلت الضغائن إلى يوم الحشر أيضا. ولو دخلنا إلى الشيخ محمد سعيد رسلان وياسر برهامي، فالضغائن المموّلة تحتاج مجلدات، وظل المسلسل حتى وصل إلى وضع (إسفين) الضغينة بين الأزهر نفسه ووزارة الأوقاف، أي ما بين الشيخ أحمد الطيب ووزير الأوقاف (بملعوب الخطبة المكتوبة)، لولا تراجع الوزير أخيرا، فإذا بالضغينة تنتقل إلى الشيشان، في مؤتمر غروزني، وخصمهم للسلفية في السعودية، أي محاولة استزراع الضغينة بين السنة والسنة.
من الحضور شيخ الأزهر والمفتي الرسمي والمفتي (من تحت الترابيزة) علي جمعة، صاحب مقولة "اضرب في المليان"، فأي عبثٍ بعد ذلك لاستزراع الضغينة ومنهجتها في صلب الدين، بل في صلب المذهب الواحد؟ وهنا ردّت السعودية على السيسي ونظامه بمئات من الرسائل الغاضبة. ولا سبيل أمام صانع الضغائن سوى الهروب إلى الأمام أو افتتاح "مصنع للملوحة" في العامرية، أو إحياء مشروع الألف سيارة لبيع الخضار، وخصوصاً بعدما صارت الأسعار رخيصة جداً، بما فيها العقارات التي صارت بتراب الفلوس في المحروسة مصر، وإلّا فقل لي ما الذي يدفع (عضو الفقراء)، مصطفى الجندي، أن يشتري عقارا في أميركا بـمليوني دولار، ويؤجره لترامب الذي يقف "بالباع والدراع" مع العروبة والقدس والإسلام والفقراء والمسجد الأقصى، وقد يأتي اليوم الذي يقول فيه ترامب: السيسي أستاذي الذي لم أشرّف بتلقّي العلم على يديه.