07 نوفمبر 2024
السيسي وغزل أيام الخطوبة
لأول مرة في تاريخ مصر المعاصر ينول، بليل، شخص ما، هذا الكمّ المرعب من الغزل والرغبة الجامحة في الغرام، ابتداء من (بس هو يغمز) حتى خروج كاردينال كنسي كبير عن وقار الأرثوذكسية المصرية العتيدة، المشهود لها بالوقار والعفة من أكثر من ألف سنة وقرون عدة، معلناً عن جموح محبته، إلا أن الكنيسة اعتذرت عن ظاهر اللفظ، معللة ذلك بمكنون المحبة التي يخص بها الناس للناس، وزادت صحافية عاشت في باريس سنوات، وهي فريدة الشوباشي، وشبّهته بالمسيح.
لأول مرة نجد الكنيسة والأزهر عن يمين عريس مصر الجديد مع الجيش والشرطة، وكل الأجهزة المخابراتية، والعريس في نظارته السوداء لا يخلعها، وعن شماله أهل الرياضة والفن والثقافة مع اتحاد الكتّاب والنقابات الفنية، من تمثيلية ومسرحية وسينمائية وموسيقية، مع كل قنوات إعلام الدولة ورجال الأعمال والأحزاب اليسارية والناصرية وجبهة الإنقاذ بأطيافها كافة، من محمد البرادعي حتى حسين عبد الغني (أين اختفى؟). وعلى الرغم من ذلك كله، نرى العريس لا يخلع نظارته أبداً، عرفنا فيما بعد أنه يحرص على ذلك، لكي يداري دمعات الخشية من الله. ولأول مرة يخرج علماء النفس من مختبراتهم العلمية، وقد تركوا تجاربهم ومرضاهم وعقاقيرهم، مثل دكتور أحمد عكاشة، معلنا أننا أمام تركيبة شخصية فيها كل أبعاد مصر الحضارية والطبقية والمعرفية والدلالية في شخص عبد الفتاح السيسي، وفقا لكل المقاييس العقلية التي سبر صحة نتائجها (من دون أن يطبقها طبعا).
أما الدكتورة منال عمر، فقد أدلت، هي الأخرى، بدلوها، ولم أفهم من دلائها، ولا نصف دلو واحد. وخرج أيضاً بعد التسعين محمد حسنين هيكل ووسيم السيسي. وأعلن عبد الحليم قنديل أن عروق العروبة خرجت الآن من تحت طبقات الجمالية، معلنة الآتي في أتم تجلياته، من الملك مينا حتى جمال عبد الناصر، كل ذلك والرجل لم يخلع نظارته بعد. عرفنا من ياسر رزق أنها كانت لضرورة صوفية لمداراة الدمع، وذلك لأن الدمع عند العريس مدرار، وهذا التخفّي، احتراما لسرٍّ ما بين العبد وربه، بعد شهور من التعفف على المنصب، ظهرت الرغبة الجامحة فيه.
وبعدما أخذ المنصب، خلع النظارة، وإن ظل بلباسه العسكري. بعدها لبس جاكيت بوتين الأحمر، بعد (طبعا) أسْر قائد الأسطول السادس وما زال. بعدها أعلن الرجل (إنتوا هتاكلوا مصر يعني) أو (مفيش هجبلكوا منين؟)، على الرغم من أن الملايين كانت تتدفق من الخليج مثل الأرز. بعدها بدأ العريس في هدم رفح، بعدها أطلق المياه في الأنفاق، لكي يحوّل سيناء إلى فينيسيا جديدة. وأخيراً غرقت الإسكندرية لكي تنافس سيناء هي الأخرى في المجد. هنا بدأ العريس يتململ، ويكشر عن أنيابه، ويحاول أن يقمع الإعلام الذي أعطاه شيك رضا على بياض، حتى قبل أن يخلع النظارة، ومن دون حتى أن نرى قطرة من دمع خشية الله التي تتدفق مدرارة.
بدأ العريس يتململ، ويقول: (هم 17 شهر مش 17 سنة يعني)، ثم ابتسم من غير دمع، وقال (مش هقعد 17 سنة، وابتسم ابتسامة عشم تكفي مركبين). وكان من نفسي أن يرى دكتور أحمد عكاشة تلك الابتسامة، ويحللها في مختبراته النفسية، لكنني سمعت أنه مشغول مع ياسر رزق في تحليل تلك الدموع التي دائماً تجفّ خلف نظارة العريس السوداء، ولم يرها الجمهور حتى الآن وهي تهطل من خشية الله.
الجميل أن العريس بدأ يبتسم، خصوصاً بعدما غرقت الإسكندرية. وبعدما لم يذهب إلا ما يوازي 5 % لانتخاب برلمان العريس، وفقاً لتقارير جهات حكومية، وهذا هو مربط الفرس، وهو ما أرعب العريس بالفعل، فشكر من صوّت، وقال لمن لم يذهب أن عليه أن ينزل.
العريس يعشم في زواج مستقر قد يمتد إلى 17 سنة، والشيخ مظهر كوّن جبهة، هو الآخر، لتغيير بعض مواد الدستور، لكي يستقر العريس. وفي بعض المحافظات، انطلقت دعوات لتغيير مدة الرئاسة إلى ست سنوات. هذا قبل أن تغرق الإسكندرية، وتتحول الأسعار إلى نار جهنم، وتبدأ مظاهرات حملة الدكتوراه ومصانع المحلة، ويعزف الشباب عن اللعبة برمتها، وكأنه يقول للعريس: (لا 17 سنة، يا جميل، ولا 16، فنحن ننتظر انقضاء شهور العدة)، وحكمها الفقهي عند الدكتور أحمد عمر هاشم.
لأول مرة نجد الكنيسة والأزهر عن يمين عريس مصر الجديد مع الجيش والشرطة، وكل الأجهزة المخابراتية، والعريس في نظارته السوداء لا يخلعها، وعن شماله أهل الرياضة والفن والثقافة مع اتحاد الكتّاب والنقابات الفنية، من تمثيلية ومسرحية وسينمائية وموسيقية، مع كل قنوات إعلام الدولة ورجال الأعمال والأحزاب اليسارية والناصرية وجبهة الإنقاذ بأطيافها كافة، من محمد البرادعي حتى حسين عبد الغني (أين اختفى؟). وعلى الرغم من ذلك كله، نرى العريس لا يخلع نظارته أبداً، عرفنا فيما بعد أنه يحرص على ذلك، لكي يداري دمعات الخشية من الله. ولأول مرة يخرج علماء النفس من مختبراتهم العلمية، وقد تركوا تجاربهم ومرضاهم وعقاقيرهم، مثل دكتور أحمد عكاشة، معلنا أننا أمام تركيبة شخصية فيها كل أبعاد مصر الحضارية والطبقية والمعرفية والدلالية في شخص عبد الفتاح السيسي، وفقا لكل المقاييس العقلية التي سبر صحة نتائجها (من دون أن يطبقها طبعا).
أما الدكتورة منال عمر، فقد أدلت، هي الأخرى، بدلوها، ولم أفهم من دلائها، ولا نصف دلو واحد. وخرج أيضاً بعد التسعين محمد حسنين هيكل ووسيم السيسي. وأعلن عبد الحليم قنديل أن عروق العروبة خرجت الآن من تحت طبقات الجمالية، معلنة الآتي في أتم تجلياته، من الملك مينا حتى جمال عبد الناصر، كل ذلك والرجل لم يخلع نظارته بعد. عرفنا من ياسر رزق أنها كانت لضرورة صوفية لمداراة الدمع، وذلك لأن الدمع عند العريس مدرار، وهذا التخفّي، احتراما لسرٍّ ما بين العبد وربه، بعد شهور من التعفف على المنصب، ظهرت الرغبة الجامحة فيه.
وبعدما أخذ المنصب، خلع النظارة، وإن ظل بلباسه العسكري. بعدها لبس جاكيت بوتين الأحمر، بعد (طبعا) أسْر قائد الأسطول السادس وما زال. بعدها أعلن الرجل (إنتوا هتاكلوا مصر يعني) أو (مفيش هجبلكوا منين؟)، على الرغم من أن الملايين كانت تتدفق من الخليج مثل الأرز. بعدها بدأ العريس في هدم رفح، بعدها أطلق المياه في الأنفاق، لكي يحوّل سيناء إلى فينيسيا جديدة. وأخيراً غرقت الإسكندرية لكي تنافس سيناء هي الأخرى في المجد. هنا بدأ العريس يتململ، ويكشر عن أنيابه، ويحاول أن يقمع الإعلام الذي أعطاه شيك رضا على بياض، حتى قبل أن يخلع النظارة، ومن دون حتى أن نرى قطرة من دمع خشية الله التي تتدفق مدرارة.
بدأ العريس يتململ، ويقول: (هم 17 شهر مش 17 سنة يعني)، ثم ابتسم من غير دمع، وقال (مش هقعد 17 سنة، وابتسم ابتسامة عشم تكفي مركبين). وكان من نفسي أن يرى دكتور أحمد عكاشة تلك الابتسامة، ويحللها في مختبراته النفسية، لكنني سمعت أنه مشغول مع ياسر رزق في تحليل تلك الدموع التي دائماً تجفّ خلف نظارة العريس السوداء، ولم يرها الجمهور حتى الآن وهي تهطل من خشية الله.
الجميل أن العريس بدأ يبتسم، خصوصاً بعدما غرقت الإسكندرية. وبعدما لم يذهب إلا ما يوازي 5 % لانتخاب برلمان العريس، وفقاً لتقارير جهات حكومية، وهذا هو مربط الفرس، وهو ما أرعب العريس بالفعل، فشكر من صوّت، وقال لمن لم يذهب أن عليه أن ينزل.
العريس يعشم في زواج مستقر قد يمتد إلى 17 سنة، والشيخ مظهر كوّن جبهة، هو الآخر، لتغيير بعض مواد الدستور، لكي يستقر العريس. وفي بعض المحافظات، انطلقت دعوات لتغيير مدة الرئاسة إلى ست سنوات. هذا قبل أن تغرق الإسكندرية، وتتحول الأسعار إلى نار جهنم، وتبدأ مظاهرات حملة الدكتوراه ومصانع المحلة، ويعزف الشباب عن اللعبة برمتها، وكأنه يقول للعريس: (لا 17 سنة، يا جميل، ولا 16، فنحن ننتظر انقضاء شهور العدة)، وحكمها الفقهي عند الدكتور أحمد عمر هاشم.