وفي كلمة مُتلفزة له، قال السيسي: "اسمحوا لي أتوجّه لكم جميعاً بالعزاء، أتوجه بالعزاء للشعب المصري بأجمعه، وأسر الضحايا في سيناء"، مشيراً إلى إعلان حالة الحداد في مصر لثلاثة أيام بعد "الحادث الأليم الغادر الخسيس الجبان، الذي يهدف إلى تحطم معنوياتنا، وتدمير صلابتنا، والتشكيك في قدرتنا".
وأضاف أن "هذا العمل الإرهابي الآثم لن يزيدنا إلا صلابة، وقوة، وإرادة، في أن نقف، ونتصدى، ونكافح، ونحارب الإرهاب.. لن يزيدنا إلا إصراراً، ووحدة على استعادة الأمن والاستقرار، بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة.. فالحادث هو انعكاس حقيقي للجهود التي نبذلها في مصر في مواجهة الإرهاب نيابة عن المنطقة".
وتابع أن "حادث سيناء هو محاولة لإيقاف جهودنا في مواجهة الإرهاب، وتحطيم إرادتنا، رداً على تحركاتنا لإيقاف المخطط الإجرامي الرهيب، لتدمير ما تبقّى من منطقتنا"، مضيفاً "نحن صامدون، وسنتصدى، وسنستمر في المواجهة".
وزاد: "بقول لكل المصريين، لازم تكونوا متأكدين، وواثقين، إن المعركة التي نخوضها هي أنبل وأشرف معركة على الإطلاق، في مواجهة الشر وأهله.. في مواجهة القتل، وترويع الآمنين، وهانشوف ربنا هايساعد مين.. ربنا لا يمكن أبداً يخذل أهل الخير، ويدعم أهل الشر، والخراب، والتدمير".
وتمنّى الرئيس المصري الشفاء العاجل للمصابين في الحادث، مختتماً: "بقول لكل المصريين تاني، هذا الحادث لن يزيدنا إلا إصراراً وقوة.. وسنواجه الإرهاب بكل القوة والعزم الذي لا يلين.. تحيا مصر (ثلاث مرات)".
ودانت الرئاسة المصرية، بأقسى العبارات، "العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له البلاد، اليوم الجمعة، وأسفر عن مقتل 235 من المواطنين المصريين، وهم يؤدّون صلاة الجمعة في أحد المساجد بمنطقة بئر العبد".
وشددت الرئاسة المصرية، في بيان لها، على أن "هذا العمل الغادر الخسيس يعكس انعدام إنسانية مُرتكبيه"، و"لن يمر من دون عقاب رادع وحاسم"، مؤكدة أن "يد العدالة ستطاول كل من شارك، وساهم، ودعم أو موّل أو حرّض، على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن "الألم الذي يشعر به أبناء الشعب المصري في هذه اللحظات القاسية لن يذهب سُدى، وإنما سيستمد منه المصريون الأمل والعزيمة للانتصار في هذه الحرب التي تخوضها مصر بشرف وقوة ضد الإرهاب الأسود، حتى يلقى هزيمته ونهايته فوق أرض مصر المباركة، بمشيئة الله، وبثقة وإيمان شعبها الصامد العظيم"، بحسب البيان.
ووجّه السيسي بصرف 200 ألف جنيه لأسرة كل قتيل من ضحايا تفجير سيناء، و50 ألف جنيه لكل مصاب.
إلى ذلك، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي شن عشرات الغارات على قرى جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد ومناطق صحراوية قرب مركز بئر العبد.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الغارات مكثفة، من دون معرفة الأهداف التي استهدفها الطيران.
وفي المقابل، قال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن طيراناً حربياً جاء من الأجواء الإسرائيلية شارك في غارات جنوب رفح، ومن ثم عاد إلى الجهة الإسرائيلية.
وكانت وسائل الإعلام المصرية قد تحدّثت عن بدء عملية عسكرية وأمنية في محافظة شمال سيناء للرد على المجزرة التي وقعت ظهر اليوم.
لقاء المجموعة الأمنية العليا
إلى ذلك، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً بعد انتهاء اللقاء الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المجموعة الأمنية العليا المصغرة، والتي تضم كلاً من الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، واللواء خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، لبحث تداعيات الاعتداء الذي وقع صباح اليوم الجمعة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في مسجد "الروضة" بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء.
واطلع السيسي خلال الاجتماع على تقارير حول الحادث من الوزراء، وتطورات جهود ملاحقة العناصر الإرهابية التي نفذته وشاركت فيه، والتي أسفرت، بحسب مصادر أمنية، عن تدمير عربتي نقل رباعي تقلان 15 مسلحاً.
وشدّد السيسي على "ضرورة بذل أقصى الجهد من كافة الجهات المعنية للقبض على مرتكبيه، وضرورة اتخاذ أقصى درجات الاستعداد والجاهزية لمجابهة أي أخطار أو عمليات إرهابية والقضاء على مرتكبيها".
وكرّر السيسي، عبر البيان الصادر عن الاجتماع، ما ذكره في كلمته المتلفزة مساء اليوم، من "ثقته في أن مصر قادرة على الانتصار في الحرب ضد الإرهاب واجتثاثه تماماً من جذوره، بفضل صمود شعبها وتضحياته".